عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-04-2021, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي (3)


د. سامية منيسي



أولا: أمهات المؤمنين (2)





عائشة بنت أبي بكر الصديق (أم المؤمنين رضي الله عنها)





عائشة بنت أبي بكر الصديق (واسمه: عبدالله) بن أبي قحافة (واسمه: عثمان) بن عامر بن تيم بن مرة القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):


نزل في شأنها عدة تشريعات منها:

براءتها في حديث الإفك فنزلت الآيات من سورة النور تعلن طهارتها وبراءتها من هذا الحديث، ثم أقيم الحد على من تفوهوا به وهي الآيات من (11 - 19)، و(23، 24، 25) قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ *وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 11، 19].



وقوله تعالى أيضا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: 23، 24] [1].



وانظر أيضا السيوطي في أسباب نزول هذه الآيات[2].



كما نزل بسببها أيضا رضي الله عنها تشريع التيمم للمسلمين حينما أخرهم البحث عن قلادة لها عن صلاة الصبح، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].



فقد ورد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة قالت: سقطت قلادة (أي عقد) لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدا، وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 6] إلى قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6] فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر.



وروى الطبراني عن طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى، فسقط أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه، قال لي أبو بكر: بنية في كل سفر تكونين عناء وبلاء على الناس؟ فأنزل الله الرخصة في التيمم، فقال أبو بكر: إنك لمباركة[3].



كذلك نزل في شأنها التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين والتي سبق ذكرها في بداية الفصل. كذلك ورد أنه نزل في شأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وفي شأن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها قوله تعالى: في سورة التحريم: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: 4] [4].



وكان ذلك بعد أن فشت حفصة سر تحريم النبي مارية عليه حينما وجدتها في حجرتها معه صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وكان قد طلب منها كتمان ذلك ففشت عائشة السر بين نسائه رضوان الله تعالى عليهن فأنزل الله تعالى فيهما هاتين الآيتين (والله أعلم).





[1] انظر: ترجمة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في الكتاب الأول من الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم). ص 119 - 122، وانظر ما ذكره القرطبي في تفسيره عند هذه الآيات من سورة النور مج 7 ج 12 ص 130 - 140، وتفسير ابن كثير عند هذه الآيات مج 2 ص 587 - 595، وأيضا: طبقات ابن سعد ج 8 ص 39 - 56، الإصابة ج 4 ص 348 - 350، وأيضا صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب حديث الإفك، وصحيح مسلم كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف.




[2] تفسير وبيان مفردات القرآن للسيوطي ص 350 - 359.




[3] انظر تفسير وبيان مفردات القرآن للسيوطي عند هذه الآية (أسباب النزول) ص 182 - 184 وأيضا: مختصر تفسير ابن كثير مج 1 ص 493 - 494 وأيضا ترجمة عائشة في أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير ص 123، وصحيح البخاري كتاب التيمم، باب: عبد الله بن يوسف، حديث رقم (334)، رقم (336).




[4] انظر تفسير الطبري، أبى جعفر محمد بن جرير الطبري جمع أبي يحيى محمد بن صمادح التجحيي ت 419هـ، وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 9 ج 18 ص 124 - 127. وتفسيره عن هاتين الآيتين أسباب النزول عند الآيات من 1 /5 ص 471 - 473، القاهرة، دار الغد العربي، 1993م، ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 519 - 522 وتفسيره عند هاتين الآيتين.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]