عرض مشاركة واحدة
  #634  
قديم 10-05-2008, 10:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .. تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة
أسس استغلال الإنسان لهذه الثروات في الإسلام
قبل أن نتكلم عن هذه الأسس نوضح ما ورد بالقرآن والسنة وما قاله علماء المسلمين عن الإنسان باعتباره مستخلفاً في الأرض بقول الله عز وجل: )الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ([السجدة: 7 ـ 9].
وعندما سئل سيدنا محمد عن الروح أنزل الله عليه الإجابة )ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([الإسراء: 85].
إذن الروح من أمر الله، وهي فوق المادة وفوق النواميس الأرضية، كلها نور وصفاء، ولذا فقد أرسل الله أنبياءه، ومعهم الكتب والميزان ليحفظ الروح على ظهرها.
وجاء في كتاب مقدمة ابن خلدون: ( الإنسان مركب من جزئين جسماني والآخر روحاني ممتزج به ولكل جزء من الجزأين مدارك مختصة به والمدرك فيها واحد وهو الجزء الروحاني. يدرك تارة مدارك روحية وتارة جسمانية إلا أن المدارك الروحية يدركها بذاته بغير واسطة، والمدارك الجسمانية بواسطة آلات الجسم من الدماغ والحواس، وكل مدرك فله ابتهاج بما يدركه، فلا شك أن الابتهاج بالإدراك الذي للنفس من ذاتها بغير واسطة يكون أشد وألذ ).
لهذا أنزل الخالق تبارك وتعالى الأديان بكتبه ورسله لؤمنوا ويعملوا في آن واحد. والإيمان لازم لإشباع مطالب الروح، ولأن العمل لإشباع حاجات الجسد وبذلك يحتفظ الإنسان بتوازنه ويعتدل في كل تصرفاته.
ولذا: فالعمل بإيمان يدفع للإخلاص والإتقان والإبداع. والعلم ضرورة لإصلاح حال الإنسان ورفعته ولزيادة الإنتاج وجودته ولتحقيق الثروة. وقول الله تعالى: )يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ([المجادلة: 11].وورد بالقرآن كثير من الآيات توجه الإنسان المسلم لشؤون دينه ودنياه وآخرته.
نورد أمثلة عن داود عليه السلام: )وعلمنه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم (.
وعن يوسف الذي تولى قيادة التغلب على معركة الجدب والسنين الشداد )ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً ([يوسف: 22].
وقصة الخضر لموسى عليه السلام: )فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً. قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً ([الكهف: 65 ـ 66].
ويقول الله: )واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ([البقرة: 282].
ففي سنة 247هـ أنشىء أول مسجد كبير في فاس ولم يخصص للعبادة فقط بل كان دار علم ليتلقى فيها الطلبة العلم ) ولم يكن قاصراً على الحديث والتفسير والفقه، إنما كان يدرس فيها علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا وأطلق على المسجد جامعة القرويين.
وفي شأن هذه الجامعة يقول بندلي: ( من أكاديمية موسكو ): إن أقدم جامعة في العالم ليست في أوروبا كما كان يظن، بل في أفريقيا، وفي مدينة فاس عاصمة المغرب ). وقد تخرج منها كثير من الطلبة غير المسلمين وعلى رأسهم الراهب _ جربرت ) الذي صار فيما بعد البابا ( سلفستر الثاني ) الذي أدخل الأعداد العربية إلى أوروبا وعندما وصل إلى إيطاليا ترجم كل ما كتبه المسلمون في العلوم وهو الذي قاد فكرة تعديل القانون الروماني ليتمشى مع الشريعة الإسلامية.
عقل الإنسان:وجعل الله الإنسان ناطقاً مرفوع الرأس سميعاً بصيراً لا بعينيه فقط، قادراً على العمل الصالح والإبداع، جميل المنظر، حسن الهيئة، يحب ويكره، ينفع نفسه ويسعد غيره )لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ([التين: 4].
ويقول الله تعالى: )إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ([ق: 37].
قال العلماء:إنه قد يعبر عن العقل بالقلب لأن القلب كل العقل، والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد.
ولقد ميز الله الإنسان بالعقل، وهو مصدر تصرفاته ولا سبيل لمعرفة حقيقة إلا بالعقل نفسه. ويعجز العلماء عن تفسير هذه الحقيقة.
الماديون يقولون:إن المخ والأعصاب تصنع تصرفات الإنسان، إلا أنها في الواقع جزء من عالم المادة. وكما تتفاعل الروح مع الجسد فيتحرك، كذلك يتفاعل العقل مع المخ فيعمل على الإدراك الحي والمعنوي. وهذه الميزة تميز بين الإنسان والحيوان واستطاع الإنسان أن يؤمن بالله بعقله رغم استحالة رؤيته)إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ([الأنفال: 122].
وقال عمر بن الخطاب: ( أصل الرجل عمله، وحسن دينه ومرونة عقله ).
الإيمان:يكفل للإنسان استمرارية الحياة المطمئنة والآمنة، ونموها وتقدمها إذا التزم بها ورضي عنها واطمأن إليها قلبه واستراحت لها نفسه وانشرح بها صدره.
ومن المسلم به أن أنفع القواعد للإنسان هي:
1ـ ما قامت مبادئها على الحق والعدل.
2ـ وما كفلت قوانينها الحرية والمساواة.
3ـ وما غرست تعاليمها في النفوس الخلق الكريم والمثل العليا.
4ـ وما أقرت أحكامها حقوق الإنسان كاملة.
5ـ وما دعت إلى العلم والعمل والإنتاج الجيد.
6ـ وما بني فيها العلاقات والمعاملات بين الناس على التعارف والتضامن والتكافل والأمن والسلام.
والإيمان في الإسلام طبقاً لما بينه سيدنا محمد من الأركان الخمسة للإسلام فقد ورد عن عُمَرُ بنُ الْخَطّابِ أنه قال: ( كُنّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السّفَرِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنّا أَحَدٌ حَتّى أَتَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْزَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ، ثُمّ قَالَ: يَا مُحمّدُ ما الاْيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤمِنَ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الاَخِرِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ.. الخ )،والاقتصاد في السلام هو نمط وأسلوب في حياة المؤمن )وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ([البقرة: 43 ـ 83 ـ 110 والنساء: 77 والنور: 56 والمزمل: 20].
والإنفاق كاقتصاد بدافع الإيمان: )آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير ([الحديد: 7].وهو حق في مال الأغنياء قال سيدنا محمد: ( إن في المال حقاً سوى الزكاة ).
والتجارة كإقتصاد وردت مع فريضة الحج كعبادة )ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ([البقرة: 198].
وجاء في تفسير القرطبي " وابتغاء الفضل بمعنى التجارة وإن هذا في الآية دليل على جواز التجارة في الحج ".
وزكاة الفطر بعد صوم رمضان ـ وإطعام مسكين إذا تعذر القضاء، والجوع والعطش لكي يحسن المسلم بما يعانيه الفقير، فأوجب على المسلم البر إليهم.
والقرض الحسن )من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ([البقرة: 245]. إعطاء القرض عبادة وعمل اقتصادي وتدعيم للمقترض وتقرب لله من المقرض.
والحكم بأن البيع والشراء حلال والربا حرام )وأحل الله البيع وحرم الربا ([البقرة: 275].
حرية الفكر والعقيدة مع أن الإسلام يدعو الناس جميعاً لاعتناقه تحقيقاً لمصلحتهم ودفعاً للضرر الذي يلحق بهم فهو لا يكره أحداً على ذلك وتبين ذلك في قوله تعالى: )أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ([يونس: 99].وفي قوله:)فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ([الكهف: 29].
السعي للرزق هو في غريزة الإنسان، أما الإنفاق فيحتاج لمجاهدة النفس: )المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ([الكهف: 46].
قال القرطبي: ( إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالاً ونفعاً وفي البنين قوة ودفعاً فصارا زينة.
أما الباقيات الصالحات فهي عن ابن عباس الصلوات الخمس وكل عمل صالح من قول وفعل يبقى للآخرة ).
الربط بين الإيمان والتقوى والاستقامة والتقدم الاقتصادي:
يقول الله: )وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ([الجن: 16].
)ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ([الأعراف: 96].
رسم الطريق لحياة المؤمنين بإقامة العدل وحمايتهم بالإيمان والقوة:
)لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ([الحديد: 25]ربط قوي بين الثروة الروحية وهي القرآن والثروة المادية وهي الحديد لتستثمر الحياة الدنيا بالحق والعدل والثروة والقوة.
ولما كانت الغاية من الاقتصاد هي سعادة الإنسان بصفة عامة فإن الغاية من الإيمان هي سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. وبذلك فإن الاقتصاد الإسلامي يقوم على ما يقوم عليه الإسلام فيحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله من الأعمال والأموال لتكون طيبة لا خبيثة ممنوعة. والدافع الأول لهما على بذل الجهد هو الإيمان ليحقق الإخلاص والإتقان وأقل ألماً وأوفر وقتاً ونفقة وأجود إنتاجاً وأضمن أمناً وسلاماً.
وصدق الله: )من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ([النحل: 97].والدافع الثاني: تتوحد الغاية في كل من الإيمان والاقتصاد وهي سعادة الإنسان، ووسائل تحقيقها واحدة وهي العمل.

العمل الإسلامي
العمل الإنساني هو الجهد الإرادي الذي يبذله الإنسان لإيجاد منفعة، وواقعه في الطبيعة يجسد الصورة الإيمانية في عقل الإنسان.
والعمل أقدس القيم التي يرفعها الإسلام وهو أساس القيمة ومصدرها. والعنصر المعنوي الوحيد في عناصر الإنتاج. والجهد الإرادي لتحقيق الإنتاج ليس وحده كافياً، بل يجب أن يخضع الجهد للتنظيم حتى يكون منتجاً لمنفعة مادية أو معنوية وإلا صار الجهد الإرادي للإنسان ضرباً من العبث. ورب العمل هو المنظم المنوط به التأليف بين عناصر الإنتاج المختلفة، في سبيل الحصول على سلع وخدمات لبيعها مقابل الربح، وفي النظرة الإسلامية المسؤول الأول عن قيادته وتوجيهه. وهو في الأصل يتقاضى ربحاً عن عمله إذا كان هو المالك وله أن يتقاضى أجراً وربحاً إذا كان مساهماً في شركة حيث يكون مأجوراً عن بقية الشركاء.
العمل واجب وحق في آن واحد ) اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ([التوبة: 105].
إذن يجب على الإنسان أن يبحث عن العمل المناسب بالأجر المناسب تمكيناً له من الكسب الحلال.
ومن أقوال سيدنا محمد في هذا الشأن: ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيرٌ من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ) ـ ( كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده )، ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده).
ويحض لقمان الحكيم ابنه على العمل: يا بني استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة وضعف في عقله وذهاب مروءته وأعظم من هذا استخفاف الناس به.
وقال سيدنا عمر:لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً أو فضة. جلس سيدنا محمد إلى أصحابه يوماً فرآهم ينظرون إلى عامل قوي فقالوا: لو كان شبابه وجلده في سبيل الله، فقال لهم: لا تقولوا هذا فإن كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذرية ضعاف ليغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى تفاخراً وتكاثراً فهو في سبيل الشيطان.
وقال سيدنا محمد: ( من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له ).
وروي عن سيدنا عيسى عليه السلام: أنه رأى رجلاً فقال له: ماذا تصنع فقال الرجل: (أتدبر ) قال: ومن يعولك قال: أخي. قال: ( أخوك أعبد منك ).
وقد جمع الله بين الجهاد في سبيله )علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ([المزمل: 20].
وقد نزل في شأن الهجرة في طلب المعاش والكسب الزائد )ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً ([النساء: 100]. ويطلق دوافع العمل من فضل الله على الناس ليقبلوا على عمارة الأرض:
أـ وللإنسان حاجات لا يمكنه الحصول عليها إلا بالإنتاج والعمل إلا هلك.
ب ـ إن موارد الطبيعة لا يمكن الحصول عليها ـ الانتفاع بها إلا بالعمل.
جـ ـ إن الطبيعة وآياتها لا يمكن التمتع بها إلا بالعمل )إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ([الكهف: 7].
د ـ الزيادة في عائد كافة فروع الإنتاج واستغلالها، والإقبال على الإنشاء يزيد الصافي في الإنتاج وكذا في التجارة والصناعة.
هـ ـ الرغبة في التقدم والنمو والسيطرة والقوة والثروة يدفع إلى العمل والإنتاج الجيد الغزير.
و ـ ما وعد الله به عباده من جزاء عادل يوم القيامة )يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ([الزلزلة: 6 ـ 8].
واجبات العاملين:
أـ اختيار العمل المناسب له )لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ([البقرة: 286] وقال سيدنا محمد: ( لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا: كيف يذل نفسه قال: يتعرض للبلاء لما لا يطيقه ).
ب ـ الاستمرار في طلب العلم ليستفيد بكل جديد ليتقنه. قال الرسول: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه ).
جـ ـ بذل أقصى إنتاج بمقابل الأجر المناسب.
د ـ الزيادة الكبيرة في عائد كافة فروع الإنتاج وهو ما يشجع العاملين على الإقبال على إنشائها واستغلالها. ففي الزراعة مثلاً يزيد صافي الإنتاج، وكذا الصناعة.
هـ ـ الرغبة في التقدم والنمو والسيطرة والقوة والثروة يدفع إلى العمل والإنتاج الجيد الغزير.
واجبات رب العمل:
أـ سداد الأجور في المواعيد المحددة ـ وقال سيدنا محمد: ( أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ).
ب ـ وضع العامل المناسب في المكان المناسب.
جـ ـ عدم السماح بوجود بطالة مقنعة والسماح باشتراك العمال في نصيب عن الزيادة من الأرباح.
هـ ـ المساهمة في تدعيم الحياة الاجتماعية للعامل.
واجبات ومسؤوليات الولاية:
أـ إصدار التشريعات لحماية العمل والعمال والأجور والمكافآت والبدلات.
ب ـ حماية الأطفال والنساء ( باعتبارهم الأضعف ).
جـ ـ القضاء على البطالة بإتاحة فرصة للعمل لكل فرد ( القائم حالياً رفع مستلزمات الإنتاج وخفض سعر المنتج في مكان الإنتاج ).
د ـ التدخل من قبل الولاية لتحقيق الصالح للعمل والعمال ورب العمل ووضع مقاييس تعاملاتهم المرتبطة.
هـ ـ الإشراف والرقابة والتوجيه والحساب وتوقيع الجزاء المناسب بما يحافظ على العمل والعمال ورب العمل.
إنسانية الإنسان:
مراعاة مبدأ المحافظة على كرامة الإنسان )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ([الحجرات: 13].
)ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ([الإسراء: 70].
من أجل ذلك دعا الإسلام إلى التكامل والتعاون والتضامن لتوفير أسباب الحياة الكريمة للضعفاء والمرضي وكبار السن وكل من يقعد عن العمل لسبب خارج عن الإرادة كالبطالة والحوادث وطالب الأغنياء بهذا الواجب ليعيش الناس عيشة راضية خالية من الكراهية.
الأجور:
الأجر هو ما يحصل عليه العامل مقابل جهده في عملية الإنتاج عن فترة زمنية محددة قد تكون ساعة أو يوماً أو أسبوعاً أو شهراً أو سنة وقد يحدد الأجر بالقطعة، وقد يحصل على ميزات مادية ويستخدم العامل أجره في شراء السلع لحاجاته أو لأسرته أو في خدمات استهلاكية، وقد يدخر جزء منه لاستثماره في مشاريع إنتاجية لزيادة دخله.
أولاً: مستوى الأسعار:يتحكم في تحديد القيمة الشرائية للأجور فإذا ارتفعت الأسعار مع ثبات الأجور انخفضت القيمة الشرائية، وإذا انخفضت الأسعار مع ثبات الأجور ارتفعت القيمة الشرائية، وإذا تنافست الأسعار والأجور في الارتفاع نشأت أزمة التضخم بكل مساوئها.
ثانياً: محددات الأجور:
أـ مستوى مسؤولية العمل وما يترتب عليها من نتائج.
ب ـ الشروط الواجب توفرها لكل عملية بجهاز العمل.
جـ ـ خبرة العامل ومستواه الإنتاجي كما ونوعاً.
د ـ الموارد الطبيعية من حيث الكم أو النوع.
هـ ـ المستوى العلمي والفني والوضع الاجتماعي.
و ـ أوقات الراحة وغيرها من المميزات.
ويرعى في كل ذلك كله إنسانية العامل بحيث أن تؤمن له عيشة كريمة كسائر الناس ومراعاة تغطية احتياجاته الضرورية. إذ يقول ( سيدنا محمد ): ( من ولي لنا عملاً وليس له منزل فليتخذ له منزلاً أو ليست له زوجة فليتخذ زوجة أو ليس له خادم فليتخذ له خادماً أو ليست له دابة فليتخذ له دابة ).
ولذلك كان على ولي الأمر ( الحكومات ) التدخل في الحياة الاقتصادية لتحديد حد أدنى للأجور ضماناً لحياة مستقرة للعامل وحفاظاً على اجتهاده وإخلاصه وأمانته.
ثالثاً: اختلاف الأجور:
أـ باختلاف العاملين.
ب ـ اختلاف الأعمال.
جـ ـ اختلاف الأماكن بالنسبة لاختلاف العاملين:
يختلف العاملون في العقول والقدرات والاستعدادات فمنهم العالم والجاهل والجد والخامل، والقوي الضعيف، والمصلح والمفسد، والأمين والخائن، والعبقري والغبي، والسليم والمريض، والغني والفقير، والصادق والكاذب، والمخلص والمسرف. الخ.... ومن الطبيعي أن يؤثر هذا في اختلاف أعمالهم وجهدهم لتحقيق الإنتاج.
ومن العاملين الزارع والصانع، والطبيب والمهندس، والنجار وغيرهم وتختلف أجورهم بالنسبة لكل مهنة بل لأبناء المهنة الواحدة.
ب ـ اختلاف الأعمال:الأعمال تختلف من أهمها القضاء والتشريع والدفاع والسياسة والتربية والتعليم والهندسة والمحاسبة، ومنها الزراعة والصناعة والتجارة والنسيج بل من هذه قد تجد تصنيفاً ومنها السهل والصعب والمتوسط، ومنها العمل البدني وآخر ذهني وآخر إداري أو تنفيذي، ولكل منها أجره مقابل الجهد المبذول والنتائج ونوع العمل ومستواه ومسؤوليته.
جـ ـ اختلاف الأماكن:تختلف الأماكن عن بعضها حسب موقعها الجغرافي وطبيعة أرضها وجوها وبعدها عن مقر الإقامة ومستوى تكاليف المعيشة ووسائل النقل والمواصلات والخدمات وتتحدد الأجور على ضوء العوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية.
رابعاً: المساواة في الأجور:تستحيل المساواة بين جميع العاملين لاختلافهم في الجنس والقوة والضعف، والسليم والمريض، والعالم والجاهل، والغني والفقير، والمصلح والمفسد، والمجد والخامل، والرئيس والمرؤوس، ولولا هذا الاختلاف لما وجد لكل عمل من يشغله، ولما وجد لكل سلعة من يشتريها ولما وجد لكل خدمة من يؤديها ولما أمكن للحياة أن تستمر ويقول الله: )أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون ([الزخرف: 32].
يتبــــــــــــع
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.63 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]