عرض مشاركة واحدة
  #1736  
قديم 12-01-2014, 09:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــــــــع الموضوع السابق

المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن والسنة



دحض الحجة الأولى:
في دحض هذه الحجة يجب أولاً أن نوضح أموراً:
الأمر الأول: إن القرآن الكريم نزل للبشرية حتى يوم القيامة على اختلاف ثقافات عصورهم وتنوع علوم أهلها، وهو إذ يخاطب العقول على اختلاف المواهب والثقافة والتدبر والتدبر والتفكر، وكل عقل يأخذ منه ما يطيقه وما ينتفع به، فإذا عجزت بعض العقول عن إدراك بعض المعاني لآيات القرآن وجب علينا أن نستعين بكبار العلماء الباحثين، فإن الله تعالى يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [سورة النحل]، وكم استنبط العلماء والفقهاء والباحثون من آيات القرآن الكريم معاني وأحكاماً لم يعرفها السابقون، ذلك أن القرآن كما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد ـ أي التلاوة ـ ولا تنقضي عجائبه).
فالدارس للقرآن الكريم يأخذ منه بمقدار موهبته الفكرية وإيمانه القوي، وثقافته العلمية، ومعارفه العديدة، وتفكيرها العميق، وكلما نما العقل البشري، واتسعت مداركه، وتنوعت ثقافته، وتعددت تجاربه، وغزرت معارفه، أدرك من القرآن الكريم ما لم يدركه سواه.
الأمر الثاني : إن القرآن الكريم من أوجه إعجازه إعطاؤه معاني متعددة للعبارة الواحدة الواردة فيه:
1. وأكثر من هذا أننا نجد أحياناً عبارة واحدة تعطينا معنى خاصاً، وفي الوقت نفسه تعطينا ما يبدو مضاداً لهذا المعنى. ومثال ذلك قول الله تعالى : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون) [سورة يس ].
فالمعنى الأول المفهوم من الآية الكريمة أن الله خلق لنا الثمر لنأكل منه وهو الذي صنعته ولم يصنعه بشر، أي أن " ما " في " وما عملته أيديهم " نافية لفعل البشر في الصنع والخلق، لكن للآية معنى آخر غير المعنى الأول و هو : أن الله خلق الثمرات لنأكل منها طازجة، ولنأكل مما صنعته أيدينا من هذه الثمرات، الطهي أو العصير أو التمليح أو التجفيف أو التقديد، أي أن " ما " التي أشرنا إليها سابقاً هنا موصولة وليست للنفي.
وأصبح للآية معنيان، وربما لها أكثر، وكل منهما صحيح، وعطاء الله لا ينفذ.
2. وهناك آيات عديدة تعطينا معاني عديدة، يظهر بعضها في زمن، ويظهر بعض ما فيها في أزمان متوالي، تبعاً لازدياد فنون الثقافة والكشوف العلمية المتوالية، وأن على العلماء المسلمين المعاصرين إيضاح هذه المعاني حسب ما لديهم من علوم ومعارف حديثة تخدم مفاهيم هذه الآيات.
الأمر الثالث: حينما تستخدم العلوم الكونية والمعارف الطبيعية في تجلية آيات قرآنية وبيان أوجه العظمة ونقاط الإعجاز فيها، إنما نفعل كما يفعل اللغويون وأصحاب البيان، فاستخدام علوم اللغة العربية في بيان أوجه الإعجاز القرآني لم يكن موجوداً في عصر النبوة، وقد ظهرت في عصور متأخرة، والعلماء قاطبة يجمعون على استخدامها في بيان أوجه الإعجاز في القرآن، فلماذا نجيز لهؤلاء استخدام علومهم ونحرم على علماء الكونيات والطبيعيات أن يسخروا علومهم في تجلية جوانب الإعجاز العلمي للآيات الكونية في القرآن ؟ !!
وفيما يلي أمثلة قليلة لنوضح بها أن العلوم الكونية والمعارف الطبيعية لا تقل أهمية عن علوم اللغة العربية ( التي لم يعترض أحد على استخدامها لبيان أوجه الإعجاز القرآني) في بيان وتجلية جوانب من إعجاز الآيات الكونية:
المثال الأول :
يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) [سورة الغاشية ] فهل الأمر الإلهي بالنظر إلى الإبل لمجرد مناسبتها لخطاب البدو والأعراب؟ فإذا كان هذا صحيحاً فكذلك لا تزال الدراسات الحديثة تكشف عن معجزات أحيائية رائعة في ذلك المخلوق الرائع، الذي نستطيع أن نثبت أنه خص بالذكر من بين ما لا يحصى من مخلوقات الله، نموذجاً يتدبر في دراسته المتدبرون، هذا إضافة إلى أن النظر هنا ليس معناه نظر حدقة العين، وإنما النظر بمعنى التدبر والتبصر والدراسة والبحث.
المثال الثاني :
يقول الحق تبارك وتعالى : (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير .. ) [سورة المائدة]، فليس من الصحيح المقنع أن علة التحريم في لحم الخنزير هي ما تناقلته بعض التفاسير من أشياء يسهل الرد عليها ودحضها، ومنا الرائحة الكريهة، أو أن الخنزير يتغذى على الأقذار أو ما شابه هذه الأقوال الضعيفة، ولكن علينا ـ بعد إيماننا بتحريمه والامتثال للأمر الإلهي بالطاعة ـ أي نفهم ما أثبته العلماء المعاصرون من حقائق تقرر أن تحريمه لعلة مستقرة فيه، وليس لعلة عارضة عليه يحل لحمه بزوالها[19].
المثال الثالث:
يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : ( فلا أقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق * لتركبن طبقاً على طبق * فما لهم لا يؤمنون * وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون * بل الذين كفروا يكذبون )[سورة الانشقاق ]. فسر بعض المفسرين قوله تعالى : ( لتركبن طبقاً عن طبق) بالصعود الروحي من سماء إلى سماء، وفسرها آخرون بصعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات : سماء تلو سماء، وفسرها آخرون بصعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات : سماء تلو سماء في رحلة المعراج العظيمة التي طوى فيها هي ورحلة الإسراء الزمان والمكان.هذا وإن كانت بعض التفاسير قد قنع بها المسلمون في عصورهم السابقة، فإن بعض التفاسير يشوبها الغموض فيما عرضته من شرح لهذه الآية، لذلك جاء نفر من العاملين في حقل الإعجاز العلمي للقرآن ليزيل هذا الغموض في الفهم [20]، إنه يرى الآيات السابقة على هذه الآية (19) تمهد لها، فالله يقسم ببعض ظواهر الكون الطبيعية التي خلقها بقدرته وأحكم فيها صنعته، الشفق : الوهج الأحمر الذي يتشتت من ضوء الشمس عقب غروبها أو قبل شروقها، الليل : ظلام الفضاء الكوني وما يحتويه من أسرار، القمر إذا اتسق: اكتمل وأصبح بدراً .. جواب القسم هو " لتركبن طبقاً عن طبق " أي لتسافرن من مرحلة إلى مرحلة في عصر قادم، ولتصعدن من طبقة إلى طبقة في الجو ( تروبوسفير ـ الأزموسفير ـ الإيونوسفير ـ الإكسوسفير ) وذلك رحلة اختراق طبقات الجو إلى الأجرام السماوية المجاورة فكان رائد الفضاء يخترق طبقة تلو الأخرى، وهو إخبار بمستقبل سيحدث في حياة الناس، وهو السفر عبر الفضاء واجتياز الأجواء.
المثال الرابع:
يقول الحق ـ تبارك وتعالى : ( وأرسلنا الرياح لواقح ) [سورة الحجر].
يمكن فهم عدة مفاهيم لهذه الآية الكريمة، منها: أن الله يرسل الرياح حاملة المطر الذي ينزل في الأرض فيحيي مواتها، فينبت النبات والثمرات، حيث يشرح المفسرون معنى الريح اللاقح بأنها كل ريح تأتي بخير، وعكسها الريح العقيم. ومن مفاهيم هذه الآية أيضاً أن الرياح تحمل حبوب اللقاح (غبار الطلع ) Pollen Grainsمن أعضاء الذكورة في النباتات إلى أعضاء الأنوثة في أفراد أخرى من هذه النباتات، فيتم الأخصاب، فتثمر النباتات الثمار التي نأكلها ونحيا بها. ومن مفاهيم الآية أيضاً أن الرياح تحمل الحشرات تلك التي تحمل حبوب اللقاح لتقوم بنفس العملية التي ذكرناها لنفس الغرض المذكور.
ومن مفاهيم الآية أيضا أن الرياح تلقح التربة أي تمدها بالعناصر اللازمة لخصوبتها، ومنها الأزوت الذي يوجد طبيعياً في الهواء مثلاً.
ومن المفاهيم الجديدة لهذه الآية : ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )[سورة الحجر] ما أفاء الله به على أستاذنا الدكتور محمد جمال الدين الفندي [21]حيث يقول : تثير الرياح السحاب، أي تكونه وتدفعه حيث تدأب على إمداده وتغذيته ببخار الماء الذي تحمله وتجلبه معها من البحار والمحيطات. وكذلك تغذية بجسيمات صغيرة تسمى (نوى التكاثف) ووظيفة هذه (النوى) هي تجميع جزيئات الماء في مناطق إثارة السحب لتكون قطرات صغيرة من الماء أو من بللورات الثلج، والفرق بين السحابة التي تمطر والسحابة التي لا تمطر هو : أن الأولى لها مدد مستمر من بخار الماء، ونوى التكاثف بواسطة الرياح أو الهواء الصاعد، أما الثانية فليس لها أي مدد. وينجم عن استمرار الرياح في (تلقيح ) السحاب الي تثيره ببخار الماء ونوى التكاثف نزول المطر. ومن هنا تكون " الفاء " في قوله تعالى " فأنزلنا " هي فاء السببية ، أي : نجم عن هذا التلقيح نزول المطر. أما قوله سبحانه ( وما أنتم له بخازنين) ففيه إشارة أخرى إلى معجزة أخاذة هي الدورة المائية بين السماء والأرض، حيث إن ماء المطر يعود مرة أخرى إلى المحيطات والبحار عن طريق الأنهار أو المياه الجوفية، وتعود الشمس فتبخر بعض ماء المحيط والبحر لتعود الدورة من جديد وهلم جرا.
المثال الخامس:
يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ (إن كل نفس لما عليها حافظ ) [سورة الطارق]، فما هي مفاهيم الحفظ الذي يقيمه الله على كل نفس حماية لها ؟ .
إن من مفاهيمه أن الله يحفظنا من الأخطار المحدقة بنا لأنه سبحانه (خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ) [سورة يوسف]، فهو يحفظنا دون أن ندري من أخطار لا ندركها. ومن معاني هذا الحفظ أن الله سخر بعض ملائكته لتسجيل علينا أقوالنا وأفعالنا، ليجازينا عنها بما نستحقه من جزاء كما قال سبحانه : ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) [سورة الانفطار].
ومن معاني هذا الحفظ أن على كل منا رقيبا يحفظه من أن يدمر الآخرين، أو يعيث في الأرض فساداً إلا حين يشاء الله أن يجعل بعض الناس فتنة للبعض الآخر.
ومن المعاني الحديثة لهذه الآية وهذا الحفظ، أن يقرر العلماء حقيقة وجود كرات الدم البيضاء (White Blood Corpuscles) داخل جسم الإنسان والتي مهمتها الدفاع عن الجسم إذا تسللت إليه الجراثيم الممرضة (Pathogens) وقد اتسعت البحوث على هذه الكرات وعلى وظائفها ودورها في هذا الحفظ، فيمكن الرجوع إلى مثل هذه البحوث إذا أردنا التفصيل العلمي.
ومن المعاني الحديثة لهذه الآية وهذا الحفظ، ما كشفه الأطباء من وجود خطوط دفاعية داخل الجسم تكافح الجراثيم الغازية له، منها مثلا: الشعيرات والمخاط في الأنف ـ إذا تسللت الجراثيم عن طريق الأنف ـ ودمع العين ـ إذا تسللت الجراثيم عن طريق العين ـ ودفاع اللوزتين ـ إذا تسللت عن طريق الفم ـ وغير ذلك كثير مفصل في كتب الطب الحديث[22].
ومن المعاني الحديثة أيضاً لهذه الآية وهذا الحفظ ما توصل إليه علماء الأحياء، وهو : أن الله سبحانه زود كل كائن حي بما يحفظه ويحميه في ميادين الصراع القائمة بين الأحياء، فزود الإنسان بعقل يحميه من عوامل الفتك والأفتراس، وبه يستطيع تسخير كل ما هو كائن في الكون، كما أنه سبحانه زود السلاحف بالدروع، وزود الثعابين بالسم، والغزلان بالخفة والسرعة، والنباتات الضعيفة بالأشواك.. وهكذا كل كائن خلقه الله سبحانه زوده بما يحميه.
المثال السادس:
يقول الحق ـ تبارك وتعالى : (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً، وما يتذكر إلا من ينيب ) [سورة غافر]، فالمعنى العام للآية هو أن الله سبحانه يرينا آياته حينا وجيلاً بعد جيل، وينزل لنا من السماء رزقاً، ولا يعرف آيات الله العديدة ونعمه الجزيلة، ولا يتذكرها إلا من آمن بالله ورجع إليه بالإنابة والمتاب. لكن ما المقصود بالرزق المنزل من السماء ؟؟؟
يقول المفسرون القدامى : إن الرزق المنزل من السماء هو ماء المطر، وهذا فعلاً رزق عظيم يحفظ علينا حياتنا من نبات وحيوان وإنسان، ولكن يمكن إضافة معان حديثة على مفهوم الرزق هنا.
ومن المعاني الحديثة لهذا الرزق تلك الأشعة الحرارية التي تصلنا باعتدال من الشمس، فلو انقطعت عنا لماتت جميع الأحياء من شدة البرودة، ولتجمدت مياه المحيطات والبحار والأنهار، ومن ناحية أخرى، فإنه لو زاد مقدارها عن الذي تنزل به لتبخرت مياه جميع الأحياء من ذلك ومن شدة الحرارة.
ومن هذه المعاني الحديثة تلك الأشعة الضوئية التي يتوقف عليها النبات في إمكانية بنائه الضوئي(Photosynthesis) لغذائه الداخلي، وعلى النبات يحيا الإنسان والحيوان، وعلى الحيوان أيضاً يحيا الإنسان.
ومن هذه المعاني الحديثة رماد الشهب الذي يتساقط على الأرض، وتبلغ أعداد هذه الشهب عشرات الملايين في كل يوم، فتحترق حين ملامستها للغلاف الجوي، ويسقط رمادها على الأرض، فيزيد التربة خصباً وصلاحية للإنتاج والإثمار.
ومن المعاني التي اهتدى إليها العلم الحديث لذلك الرزق هو غازات مثل ثاني أكسيد الكربون (Carbon dioxid) والأوكسجين (Oxygen) والأزوت (Nitrogen) وكلها ضروري وحتمي لحياة الكائنات الحية، نباتية كانت أو حيوانية.
ثم إن من المعاني المقصودة أيضاً للرزق هو ذلك الرزق الروحي المعنوي، ويتمثل في الكتب والرسالات السماوية التي نزلت على الرسل الكرام لهداية الناس وانتشالهم من جهالات وظلمات وضلالات الدنيا، فأحييت قلوبهم ونفوسهم.
المثال السابع:
يقول الحق تبارك وتعالى : (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) [سورة الذاريات]، هذه الآية فسرها الأقدمون تفسيراً صحيحاً سليماً منطقياً، ومجمل قولهم: أن هذا الكون رغم اتساعه ورغم ما ضم وحوى من أجرام، فإن لدى الخالق العلي القدير المزيد والمزيد.
ويقول الدكتور الفندي في معان حديثة تضاف إلى ما فهمه الأقدمون بل تزيد من مفاهيم الآية: إن الناس في بادئ الأمر كانوا يظنون بمركزية الأرض للكون، وأن السماء تنتهي عند القبة الزرقاء، وأن النجوم معلقة غير بعيدة في تلك القبة، ثم عرف الناس فيما بعد: المجموعة الشمسية التي لا يزيد قطرها عن خمس ساعات ضوئية (الساعة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في ساعة كاملة بسرعته البالغة 300.000 كم/ثانية)، ثم امتدت أبعاد السماء إلى مجرتنا التي سماها المسلمون (الطريق اللبني)، أو (طريق اللبانة) وقطر هذه المجرة ـ أو الجزيرة الكونية ـ هو 100.000سنة ضوئية ثم باستخدام المناظير الفلكية اكتشف الإنسان المجرات الأخرى وعرف أقرب المجرات إلى مجرتنا، وهي مجرة المرأة المسلسلة، وتبعد عنا بنحو 700.000 سنة ضوئية، أما القبة الزرقاء فهي مجرد ظاهرة ضوئية تحدث في جو الأرض.
ثم اتسعت السماء أمامنا حتى وصلت ـ في ظل الفلك الراديوي ـ إلى حدود 20.000مليون سنة ضوئية !!! ثم لقد كشفت لنا المناظير الراديوية تعبيراً رائعاً في قول الله تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) [سورة الواقعة].
المثال الثامن:
يقول الله تعالى : ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج، ومن كل تأكلون لحماً طرياً وتسخرجون حلية تلبسونها، وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) [سورة فاطر].
من البدهي أن بعض الحلى تستخرج من البحر المالح، وقد يستبعد بعض الناس أن تكون المياه العذبة مصدراً للحلى أيضاً، ولكن العلم والبحوث أثبتا غير ذلك . فاللؤلؤ كما أنه يستخرج من أنواع معينة من البحار يستخرج أيضاً من أنواع معينة أخرى من صدفيات الأنهار، فتوجد اللآليء في المياه العذبة في إنجلترا وأسكتلندا وما كان يسمى تشيكوسلوفاكيا وفي اليابان...
ويدخل في ذلك ما تحمله المياه العذبة من المعادن العالية الصلادة كالماس الذي يستخرج من رواسب الأنهار الجافة المعروفة بالبرقة. ويوجد الياقوت كذلك في الرواسب النهرية الموجودة بالقرب من باندالاس في بورما العليا وفي سيان وسيلان.
ومن الإعجاز شبه الكريمة التي تستعمل في الزينة: حجر التوباز، وهو موجود في الرواسب النهرية في مواقع كثيرة ومنتشر في البرازيل وروسيا وكذلك الزيدكون، فهو حجر كريم جذاب تقترب خواصه من خواص الماس، ومعظم أنواعه تستخرج من الرواسب النهرية.
أتضح إذاً بالكشوف العلمية أن الحلية أصناف وأنواع وأشكال، وأنها من الهاءين : الملح والعذب، وليس من الملح وحده كما كان يظن الناس، بل اكتشفوا حديثاً ما أشار إليه القرآن قديماً.
المثال التاسع :
يقول الله تعالى : ( تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب) [سورة آل عمران].
أما ما فسرت به الآية فهو موجود في كتب التفسير المعروفة، لكننا نرى أن هذه الآية تشير إلى دورة الحياة والموت، وهذه الدورة معجزة من معجزات الخالق التي يزخر بها الكون، وتتلخص هذه الدورة في تحول الماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأملاح غير العضوية الممتصة من التربة ـ في النباتات الخضراء وأنواع معينة من البكتريا ـ وفي وجود الطاقة الشمسية، إلى مواد عضوية هي:مادة الحياة في الأحياء، والاتجاه المعاكس لهذه الدورة، أي الشق المضاد، هو تحول المادة الحية إلى مادة غير حية، أي تحول أجزاء من المادة الحية إلى طاقة ومواد أخرى غير مرغوب فيها هي النفايات، وقد يتحول الجسم كله إلى ذلك، وهذا إذا انسل منه سر الحياة ومات، فكل هذه المواد العضوية تتحول كيميائياً إلى مواد غير عضوية بسيطة، جاهزة للدخول في تركيب مواد عضوية والتحول إلى مواد حية جديدة... وهكذا تتكرر الدورة من مادة حية إلى مواد غير حية، ومن الأخيرة على الأولى، أي الحي يخرج من ميت، والميت ينتج من حي، وسبحان رب المعجزات ومقدرها، سبحان الله الخالق القادر المبدع.
المثال العاشر:
يقول الله تعالى ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة، قل بلى وربي لتأتينكم، عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )[سورة سبأ].
إن الإنسان منذ آلاف السنين وهو دائم التفكير في طبيعة المادة، وقد افترض الفيلسوفان الإغريقيان ديمقراط وليوسيبوس منذ 300 ـ 400 سنة قبل الميلاد، أ،ه إذا شطر الشيء شطرين، ثم شطر كل منها شطرين آخرين، وهكذا مرات، فإننا سنحصل في النهاية على الوحدة البنائية للمادة، وأطلقا على هذه الوحدة اسم " الذرة Atom" أي : الجوهر الذي لا ينقسم، أو الجزء الذي لا يتجزأ .. ثم تطور الفكر البشري في هذا الموضوع تطوراً كبيراً، عبر العصور المتوالية، وجاء لوشميدث Loschmidt(1865م) ، ثم هيتروف Hitrof (1914م) ستونيStony ولسون Wilsonلينارد Leonard، رذرفورد Rutherfordبوهر Bohrهايزنبرج Heisenbergنيوتن Newtonأينشتين Einstein، فأصبحنا نعلم الآن أن الذرة لها مثقال، وأنها قابلة للانفلاق وأن بها محتويات (أصغر منها).
وإن جولة سريعة في كتب التفسير المعروفة لتوضح لنا تأويلات المفسرين لكلمة " ذرة " فمنهم من قال بأنها النمل الصغير، ومنهم من قال بأنها الهباءة( ويقصد بها دقائق الغبار في الجو، وتظهر بوضوح عندما يسقط شعاع شمس عليها خصوصاً في حيز مظلم)...
هذا وإن كان الناس قديماً يقنعون بهذه التفسيرات، فإننا لدينا من المعطيات العلمية ما يوضح أشياء أو على الأقل شيئاً لم يكن معلوماً مطلقاً وهو ما أشارت إليه الآية القرآنية بكلمات (ولا أصغر من ذلك)، فالأصغر من الشيء هو محتويات الشيء، والأصغر من الذرة هو محتويات الذرة إلكترون، بروتون، نيوترون، كوارك... حقاً إنه كلام العليم القدير( وما يعذب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) [سورة يونس].وفي هذه الآية نقرأ: " من " وهي لفظة تدل هي الأخرى على محتويات الذرة وإمكانية انشقاقها وتجزئتها، لأن " من " للتبعيض.. بل إنك لو عدت إلى النص القرآني الأول لقرأت : عالم الغيب ، وذلك قبل أن تأتي كلمة : " ذرة " مما يدل على أن الذرة لا تزال في عالم الغيب، فالإنسان يتعرف عليها بآثارها، لكن لم يرها رأي العين، أو هي : غيب لجل الناس حتى وإن عاينها نفر من الباحثين المتخصصين.
وفي ختام دحض هذه الحجة من حجج المانعين أو المنكرين لتيار الدراسات والبحوث العلمية للآيات الكونية، يقول الأستاذ عمر عبيد حسنة[23]:
وقد يكون من أخطر الإصابات التي لحقت بالعقل المسلم فحالت بينه وبين التدبر وكسر الأقفال، ووضع الأغلال والآصار، والتحقق بالفكر القرآني والرؤية القرآنية الشاملة، والاغتراف منها لعلاج الحاضر، والامتداد صوب المستقبل، واعتماد مصدراً للمعرفة والبعث الحضاري ـ التوهم بأن الأبنية الفكرية السابقة التي استمدت من القرآن في العصور الأولى، هي نهاية المطاف، وأن إدراك أبعاد النص مرتهن بها، في كل زمان ومكان، وما رافق ذلك من النهي عن القول في القرآن بالرأي، وجعل الرأي دائماً قرين الهوى، وسوء النية وفساد القصد، وفي هذا ما فيه من محاصرة للنص القرآني، وقصر فهمه على عصر معين، وعقل محكوم برؤية ذلك العصر، وحجر على العقل، وتخويف من التفكير، الأمر الذي يحول بين الإنسان والتدبر المطلوب إليه بنص القرآن.
لقد أورثنا مناخ التقليد الجماعي الذي عطل فينا ملكة الاجتهاد، والإبداع، والإنجاز لقرون طويلة نوعاً من العجز المزمن، جعلنا دون سوية التعامل مع القرآن، وإدراك سننه في الأنفس والآفاق، والاقتصار على بضع مئات من الآيات نظر فيها الأقدمون على أنها الأحكام التشريعية .. ولا نزال ـ إلى اليوم ـ نبدي فيها ونعيد من خلال ميراث الفقهاء وليس من خلال ميراث موقعها من الرؤى القرآنية، حيث للآيات مقاصد عدة : تربوية، واجتماعية، ونفسية، وكونية، ومنبهات حضارية، ووسائل الكشف العلمي حيث لا يخرج الحكم التشريعي عن أن يكون واحداً منها.
وبعد، فهذه أمثلة قليلة سقناها لندلل على أن القرآن الكريم لا يفسره عالم واحد ولا جيل واحد، ولكن كلما اتسعت فنون الثقافة العلمية وكثرت الكشوف وتنوعت الاكتشافات العلمية ظهرت لنا معان عظيمة، وانجلت وتجلت أمامنا أوجه لإعجاز آيات الله البينات لم تظهر من قبل.



يتبـــــــــــــــــــــــــــــع

 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.47 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]