عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 09-09-2020, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (22)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات
(22)
(الحلقة الأخيرة)



رابعًا
الله أكبر (6/ 6)
(الأخيرة)



(35)
الأذان يمنع الإغارة
عن أنس بنِ مالك قال:
كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُغِيرُ إذا طَلَعَ الفجرُ، وكان يَستَمِعُ الأَذانَ، فإنْ سمعَ أَذانًا أمسَك، وإلّا أغار. فسمعَ رجلًا يقول: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر.
فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "على الفِطْرة".
ثم قال: أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلّا الله، أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلّا الله.
فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "خرَجتَ مِن النار".
فنظروا، فإذا هو راعي مِعْزًى.
صحيح مسلم (382).

في صحيح ابن حبان (1665): فابتدرناه، فإذا هو صاحبُ ماشيةٍ أدركتهُ الصلاةُ فنادَى بها.
وقولهُ صلَّى الله عليه وسلَّم: على الفطرة، أي: على الإسلام.
وقولهُ صلَّى الله عليه وسلَّم: خرجتَ من النار، أي: بالتوحيد.
وقوله: فإذا هو راعي مِعزَى، احتُجَّ به في أن الأذانَ مشروعٌ للمنفرد. وهذا هو الصحيحُ المشهورُ في مذهبنا [الشافعية] ومذهبِ غيرنا.
وفي الحديثِ دليلٌ على أن الأذانَ يمنعُ الإغارةَ على أهلِ ذلكَ الموضع، فإنه دليلٌ على إسلامهم.
وفيه أن النطقَ بالشهادتين يكونُ إسلامًا، وإن لم يكنْ باستدعاءِ ذلك منه، وهذا هو الصواب، وفيه خلاف...[1].


(36)
الغارة على العدو
عن أنس بن مالك:
أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كان إذا غزَا بنا قومًا لم يكنْ يَغزو بنا حتى يُصبح، ويَنظر، فإنْ سمعَ أذانًا كَفَّ عنهم، وإنْ لم يسمعْ أذانًا أغارَ عليهم.

قال: فخرجنا إلى خيبر، فانتهَينا إليهم ليلاً، فلمّا أصبحَ ولم يسمعْ أذانًا ركبَ، وركبتُ خلفَ أبي طلحة، وإنَّ قدَمي لتَمَسُّ قدمَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال: فخرجوا إلينا بمكاتِلِهم ومساحِيهم، فلمَّا رأَوا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قالوا: محمدٌ واللهِ، محمدٌ والخميسُ.
قال: فلمَّا رآهُم رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، خَرِبَتْ خيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المنذَرين".
صحيح البخاري (585) واللفظُ له، صحيح مسلم (1365).
المسحاةُ هي المجرفةُ من الحديد.
والمكتل: الزنبيلُ الكبير.
والخميس: الجيش.
"فساءَ صباحُ المنذَرين": أي بئسَ صباحُهم؛ لنزولِ عذابِ الله بالقتلِ والإغارةِ عليهم إن لم يؤمنوا[2].
"الله أكبر...": فيه دليلٌ لاستحبابِ الذكرِ والتكبيرِ عند الحرب.
"خربت خيبر": ذكروا فيه وجهين:
أحدهما: أنه دعاء، تقديره: أسألُ اللهَ خرابَها.
والثاني: أنه إخبارٌ بخرابِها على الكفار، وفتحِها للمسلمين[3].


(37)
جبل أُحد
عن سويد الأنصاري، وكان من أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال:
قفَلنا مع نبيِّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم من غزوةِ خيبر، فلمّا بدا له أُحُدٌ قالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "الله أكبر، جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه".
مسند أحمد (15697) وصححه الشيخ شعيب. وهو بدون لفظِ التكبير جزءٌ من حديثٍ في رواياتٍ أخرى عند الشيخين وغيرهما. صحيح البخاري (3187)، صحيح مسلم (1392).
يحبُّنا ونحبُّه: قالَ الإمامُ النووي: الصحيحُ أنه على ظاهره، وأن معناه: يحبُّنا هو بنفسه، وقد جعلَ الله فيه تمييزًا[4].

(38)
النبيُّ الحقّ
عن أبي هريرةَ قال:
شهِدْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُنَينًا، فقالَ لرجلٍ ممن يُدْعَى بالإسلام: "هذا مِن أهلِ النار".
فلمّا حضَرْنا القتال، قاتَل الرجلُ قتالًا شديدًا، فأصابَتْه جراحة، فقيل: يا رسولَ الله، الرجلُ الذي قلتَ له آنفًا إنه مِن أهلِ النار، فإنه قاتلَ اليومَ قتالًا شديدًا، وقد مات.
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إلى النار".
فكادَ بعضُ المسلمينَ أن يَرتاب. فبينما هم على ذلكَ إذ قيل: إنه لم يَمُتْ، ولكنَّ به جراحًا شديدًا.
فلمّا كان منَ الليلِ لم يَصبِرْ على الجراح، فقتلَ نفسَه.
فأُخبِرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك، فقال: "اللهُ أكبر! أشهدُ أني عبدُ اللهِ ورسولُه".
ثم أمرَ بلالًا فنادَى في الناس: "إنه لا يَدخلُ الجنةَ إلا نفسٌ مسلمة، وإنَّ اللهَ يؤيِّدُ هذا الدينَ بالرجلِ الفاجر".
صحيح البخاري (2897)، صحيح مسلم (111) واللفظُ له.

قالَ الحافظُ ابنُ حجر: الذي يظهرُ أن المرادَ بالفاجرِ أعمُّ من أن يكونَ كافرًا أو فاسقًا. ولا يعارضهُ قولهُ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنّا لا نستعينُ بمشرك"؛ لأنه محمولٌ على من كان يُظهِرُ الكفر، أو هو منسوخ.
وفي الحديثِ إخبارهُ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بالمغيبات، وذلكَ من معجزاتهِ الظاهرة.
وفيه جوازُ إعلامِ الرجلِ الصالحِ بفضيلةٍ تكونُ فيه، والجهرِ بها[5].

(39)
الوسوسة
عن ابن عباس قال:
جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ الله، إن أحدَنا ليَجدُ في نفسهِ الشيءَ لأنْ يكونَ حُمَمَةً أحبُّ إليه من أن يتكلَّمَ به!
فقالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: "الله أكبر! الحمدُ لله الذي ردَّ أمرَهُ إلى الوسوسة".
صحيح ابن حبان (147، 6188)، وقال الشيخ شعيب في الموضعين: إسنادهُ صحيح. واللفظُ من الموضعِ الأول. ورواه أبو داود (5112) وصححه في صحيحه.

ويأتي في حديثٍ آخر بلفظ: "وقد وجدتموه؟... ذاك صريحُ الإيمان" (صحيح مسلم 132) أي: علمُكم بقبيحِ تلك الوساوس،وامتناعُ قبولكم، ووجودكم النفرةَ عنها، دليلٌ على خلوصِ إيمانكم، فإن الكافرَ يصرُّ على ما في قلبهِ من المحالِ ولا ينفرُ عنه.
كما يأتي في حديث: "فليستعذْ بالله ولينته" (البخاري ومسلم 3102،134) أي: يتركُ التفكرَ في ذلك الخاطر، ويستعيذُ بالله إذا لم يزلْ عنه التفكر.

والحكمةُ في ذلك، أن العلمَ باستغناءِ الله تعالَى عن كلِّ ما يوسوسهُ الشيطانُ أمرٌ ضروري، لا يحتاجُ للاحتجاجِ والمناظرة، فإنْ وقعَ شيءٌ من ذلك فهو من وسوسةِ الشيطان، وهي غيرُ متناهية، فمهما عورضَ بحجَّةٍ يجدُ مسلكًا آخرَ من المغالطةِ والاسترسال، فيضيِّعُ الوقتَ إنْ سلمَ من فتنته، فلا تدبيرَ في دفعهِ أقوَى من الإلجاءِ إلى الله تعالَى بالاستعاذةِ به[6].
والحُمَمة: الرمادُ والفحم.

(40)
لا إله إلا الله والله أكبر
عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "سمعتُم بمدينةٍ جانبٌ منها في البرِّ وجانبٌ منها في البحرِ
قالوا: نعم يا رسولَ الله.
قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يَغزوَها سبعونَ ألفًا مِن بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاحٍ ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيَسقطُ أحدُ جانبَيها".
قالَ ثور [بنُ زيد الدِّيلي]: لا أعلمهُ إلا قال: "الذي في البحرِ".

"ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبر، فيَسقطُ جانبُها الآخرُ، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيُفَرَّجُ لهم، فيدخلوها، فيَغنموا، فبينما هم يقتسمونَ المغانم، إذ جاءهم الصريخُ، فقال: إنَّ الدجَّالَ قد خرج. فيَتركون كلَّ شيءٍ ويرجعون".
صحيح مسلم (2920).

يَغزوَها سبعونَ ألفًا مِن بني إسحاق: قالَ القاضي [عياض]: كذا هو في جميعِ أصولِ صحيحِ مسلم "من بني إسحاق". قالَ بعضهم: المعروفُ المحفوظُ "من بني إسماعيل"، وهو الذي يدلُّ عليه الحديثُ وسياقه؛ لأنه إنما أرادَ العرب[7].





[1] شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 84.

[2] شرح المفردات من تحفة الأحوذي 5/ 131.

[3] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 219.

[4] شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 163.

[5] فتح الباري 7/ 474.

[6] فتح الباري 13/ 273.

[7] شرح النووي على صحيح مسلم 18/ 45.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]