عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 09-09-2020, 02:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (21)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات



(21)




















(رابعًا)



الله أكبر (5/ 6)












(29)



الرجوع من السفر



عن ابن عمر رضيَ الله عنهما قال:



كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ إذا قفلَ من حجٍّ أو غزو، فعَلَا فَدْفَدَا من الأرضِ أو شَرَفًا قال: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، آيبون تائبون ساجدون عابدون لربِّنا حامدون، صدقَ الله وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحدَه".



مسند أحمد (4496) وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادَهُ صحيحٌ على شرط الشيخين. وأصله في صحيح البخاري.







قفلَ: رجع.



أوردَ ابنُ حجر قولَ الجمهور إن هذا القولَ يشرعُ في كلِّ سفر، إذا كان سفرَ طاعة[1].



الفدفد: المكانُ الذي فيه ارتفاعٌ وغلظ. والشرَف: المكانُ المرتفع.



آيبون: راجعون من السفرِ بالسلامةِ إلى أوطاننا.



صدَقَ الله وعدَه: بإظهارِ دينهِ ونصرِ عبده.



وهزمَ الأحزابَ: هي القبائلُ المجتمعةُ من الكفّارِ المختلفةُ لحربِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم[2].











(30)



دعاء مقبول



عن عُبادةَ بنِ الصامت:



عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن تَعَارَّ مِن الليلِ فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المـُلْكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيٍء قديرٌ، الحمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، ثم قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أو دعا، استُجِيبَ له، فإنْ توضَّأَ وصلَّى، قُبِلَتْ صلاتُه".



صحيح البخاري (1103).







تعارَّ من الليل: استيقظ، ولا يكونُ إلا يقظةً مع كلام[3].



أي: انتبهَ بصوتٍ من استغفارٍ أو تسبيحٍ أو غيرهما. وقوله: فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله، الخ: تفسيرٌ له. وإنما يوجدُ ذلك لمن تعوَّدَ الذكرَ حتى صارَ حديثَ نفسه، في نومهِ ويقظته[4].











(31)



غراس الجنة



عن ابنِ مسعود قال:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ،أقْرِئْأُمَّتَكمنِّيالسلامَوأَخبِرْهم أنَّ الجنةَ طيِّبةُ التربَةِ، عَذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلّا اللهُ، واللهُ أكبر".



رواهُ الترمذي في السنن (3462) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب. وحسَّنهُ له في صحيحِ الجامعِ الصغير (5152).







قيعان: أرضٌ مستويةٌ خاليةٌ من الشجر.



قال الطيبي: في هذا الحديثِ إشكال؛ لأنه يدلُّ على أن أرضَ الجنةِ خاليةٌ عن الأشجارِ والقصور، ويدلُّ قولهُ تعالَى: ﴿ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [سورة البروج: 11] على أنها غيرُ خاليةٍ عنها؛ لأنها إنما سمِّيتْ جنةً لأشجارها المتكاثفةِ المظلَّةِ بالتفافِ أغصانها.







والجواب: أنها كانت قيعانًا، ثم إن الله تعالَى أوجدَ بفضلهِ فيها أشجارًا وقصورًا بحسبِ أعمالِ العاملين، لكلِّ عاملٍ ما يختصُّ به بسببِ عمله، ثم إنه تعالَى لمَّا يسَّرَهُ لِما خُلِقَ له من العملِ ليَنالَ بذلك الثواب، جعلَهُ كالغارسِ لتلك الأشجارِ مجازًا، إطلاقًا للسببِ على المسبِّب. انتهى.







قالَ القاري: وأجيبَ أيضًا بأنه لا دلالةَ في الحديثِ على الخلوِّ الكلِّي من الأشجارِ والقصور؛ لأن معنى كونها قيعانًا أن أكثرها مغروس، وما عداهُ منها أمكنةٌ واسعةٌ بلا غرس، لينغرسَ بتلك الكلمات، ويتميَّزَ غرسُها الأصليُّ الذي بلا سبب، وغرسُها المسبَّبُ عن تلك الكلمات[5].











(32)



غراس آخر



عن أبي هريرة:



أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ مرَّ به وهو يَغرِسُ غَرْسًا، فقال: "يا أبا هريرةَ ما الذي تغرسُ



قلتُ: غِراسًا لي.



قال: "ألا أدلُّكَ على غِراسٍ خيرٍ لكَ من هذا



قال: بلَى يا رسولَ الله.



قال: "قل: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ،يُغرَسُلكَ بكلِّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنة".



سنن ابن ماجه (3807)، وصححهُ له في صحيح سننه، المستدرك على الصحيحين (1887) وقال: صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاه، وله شاهدٌ عن جابر.







(33)



جاء أهل اليمن



عن ابن عباس قال:



بينَما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ إذ قال: "اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَر، جاءَ نصرُ اللهِ، وجاءَ الفتحُ، وجاءَ أهلُ اليمن، قومٌ نقيَّةٌ قلوبُهم، ليِّنةٌ طاعتُهم، الإيمانُ يَمانٍ، والفقهُ يَمانٍ، والحِكمةُ يَمانيَّة".



صحيح ابن حبان (7298) وذكر الشيخ شعيب أن إسناده صحيح.



قالَ ابنُ حجر رحمَهُ الله: سببُ الثناءِ على أهلِ اليمن إسراعُهم إلى الإيمانِ وقبولهم.







وقالَ ابنُ الصلاح بعد ثناءٍ على أهلِ اليمن: ثم المرادُ بذلكَ الموجودُ منهم حينئذ، لا كلُّ أهلِ اليمنِ في كلِّ زمان، فإن اللفظَ لا يقتضيه.



قال: والمرادُ بالفقه: الفهمُ في الدين، والمرادُ بالحكمة: العلمُ المشتملُ على المعرفةِ بالله[6].







(34)



الله سميع قريب



عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ الله عنهم قال:



لمَّا غزا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ خيبرَ، أو قال: لمَّا توجَّهَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، أَشرَفَ الناسُ على وادٍ، فرفعوا أصواتَهُم بالتكبير: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ الله.







فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ارْبَعُوا على أنفُسِكم، إنكم لا تَدْعُونَ أصمَّ ولا غائبًا، إنَّكُم تَدْعُون سميعًا قريبًا، وهو معكم".



وأنا خلفَ دابَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فسمعني وأنا أقول: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ، فقالَ لي: "يا عبدَ اللهِ بنَ قيسٍ".



قلتُ: لبيِّكَ يا رسولَ الله.



قال: "ألَا أَدُلُّكَ على كلمةٍ مِن كنزٍ مِن كنوزِ الجنة



قلتُ: بلَى يا رسولَ الله، فداكَ أبي وأمِّي.



قال: "لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله".



صحيح البخاري (3968).







قالَ الإمامُ النووي: اربعوا: ارفقوا بأنفسكم، واخفضوا أصواتَكم، فإن رفعَ الصوتِ إنما يفعلهُ الإنسانُ لبُعدِ مَن يُخاطبهُ ليَسمعه، وأنتم تَدعُون اللهَ تعالَى، ليس هو بأصمَّ ولا غائب، بل هو سميعٌ قريب، وهو معكم بالعلمِ والإحاطة.







ففيه: الندبُ إلى خفضِ الصوتِ بالذكرِ إذا لم تَدْعُ حاجةٌ إلى رفعه، فإنه إذا خفضَهُ كان أبلغَ في توقيرهِ وتعظيمه، فإنْ دعتْ حاجةٌ إلى الرفعِ رفع، كما جاءتْ به أحاديث.







قولهُ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله كنزٌ من كنوزِ الجنة، قالَ العلماء: سببُ ذلكَ أنها كلمةُ استسلامٍ وتفويضٍ إلى الله تعالى، واعترافٌ بالإذعانِ له، وأنه لا صانعَ غيرُه، ولا رادَّ لأمره، وأن العبدَ لا يملكُ شيئًا من الأمر.







ومعنَى الكنزِ هنا: أنه ثوابٌ مدَّخرٌ في الجنة، وهو ثوابٌ نفيس، كما أن الكنزَ أنفسُ أموالِكم.



قالَ أهلُ اللغة: الحول: الحركةُ والحيلة، أي: لا حركةَ ولا استطاعةَ ولا حيلةَ إلا بمشيئةِ الله تعالى.



وقيل: معناه: لا حولَ في دفعِ شرٍّ ولا قوةَ في تحصيلِ خيرٍ إلا بالله.



وقيل: لا حولَ عن معصيةِ الله إلا بعصمته، ولا قوةَ على طاعتهِ إلا بمعونته[7].







[1] ينظر فتح الباري 11/ 189.





[2] باختصار من تحفة الأحوذي 4/ 19.




[3] النهاية في غريب الحديث 3/ 204.




[4] شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/ 276.




[5] تحفة الأحوذي 9/ 303.




[6] ينظر فتح الباري 6/ 352، 532.




[7] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 17/ 25.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.51%)]