عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2006, 11:59 PM
الصورة الرمزية ღ بحر العطاء ღ
ღ بحر العطاء ღ ღ بحر العطاء ღ غير متصل
مشرفة ملتقى الاخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: فلسطين الجريح
الجنس :
المشاركات: 3,378
الدولة : Palestine
63 63 حتى نساعد الآخرين في حل مشكلاتهم!!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




تتيه النفس فرحاً وحبوراً. .

ويعود لها ترياقها . . .

وتعود الحياة . .
لتفترّ عن ثغر باسم . .
بإشراقة دافئة . .
ونسمة هادئة . .
وذلك
حين يشعر الإنسان بذاته . .
يهمس . .
يشكو . .
يضحك . .
يبكي . .
فيجد اليد الحانية . .
والقلب الرؤوم المشفق . .
ليمسح عنه دمعة . .
أو يشاركه لوعة . . !!
أو يفرّج عنه كربة . . !!

إنه ليس سرّاً - يا كرام - أن أشرككم هذه المشاعر . .
وليس عيباً أن أرخي لكم جفون الإجلال والتقدير والعرفان. . .
على طيب الخلق ولطيف المودّة . .
وأنا ألمس فيكم التحفّز . . .
واستعذب نغم خفقة الروح . . .
وهي تتلمّظ رغبة في أن تسدي معروفاً . .
أو تغيث ملهوفاً . .
- وهكذا عهدتكم - !

إن أغاثة الملهوف . . .
وتفريج الكربات . .
من أعظم القربات عند الله . .
ولمّأ كانت كذلك ، كان الجزاء من جنس العمل :
" من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " !
فما أيسر العطاء وأجزل الجزاء !!

عندي مشكلة . . !!
دمعة تنسكب . .
وأنة قلب تنتحب . .!
وسنة الحياة . .
لابد من شكوى إلى ذي مروءة : : : يواسيك أو يسليك أو يتوجّع !

عندي مشكلة . . !!
كلمات يسيرات ..
لكل ناصح مشفق ..
لكل داعية غيور . .
لكل من يملك قلباً . .

ثلاث لفتات

الأولى :
فتوى الناس في الشئون النفسية لا تقل أهمية عن الفتوى في الشئون الدينية !
كم من طبيب كان سمّه في مبضعه !!
- غرور في لحظة ..
عجز وفشل !! -
كدّر نفساً . .
وربما أزهق روحاً !!
حتى لا يخسر سمعة الكبرياء - المزعوم - !!
حمل في حقيبته شهادة ( الدكتوراه ) !!
لكنه لم يحمل بين جنبيه ( قلباً ) ينبض بالحياة !!
ألا فليتق الله أولئك النفر الرعاع . .
فإن المستشار مؤتمن !!

الثانية :
مهمتك أيها الداعي إلى الله وأنت تتعرض لمشاكل الآخرين . .
مهمة عظيمة . .
لأنك تحيي نفساً - بإذن الله - !
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً !!
فلتسمُ في مهمتك لأبعد من أن تنال شهرة !!
أو تكسب ثقة !!
ولتقدّم مع وصفة الدواء . .
وصفة لحياة الروح بالإيمان . .
فإن الناس أقرب في القبول والتقبل ممن يحسن إليهم
وقد قال أبو البقاء الرندي :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم : : : لطالما استعبد الإنسان إحسان !!

ويوم حنين جاء أعرابي يعاني من مشكلة الفقر . .
الفقر الذي يكاد يكون كفراً . .
وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطية . . !!
فأعطاه غنماً في وادٍ . .
فذهب ينادي . .
إن محمدا يعطي عطاء من لا يخش الفقر . .
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله !!

فاجعل هذا الهمّ همك . .
في سماعتك . .
في مبضعك . .
زيّن به معطفك . .
واجعله الزاد والعلاج . .
فإن فقدته . .
فإن فاقد الشيء لا يعطيه !!

الثالثة :
لا تستغل عواطف الآخرين لتبني على ذلك شخصيتك !!
عواطف الناس ومشاعرهم . .
ليست لعبة !!
لا تبن بينك وبين السائلة - خاصة - علاقة عاطفية !!
مستغلاً في ذلك الضعف الفطري وضعف السؤال !!
فإن من الخيانة لشرف المهنة . .
أن تقتات قوتك بالغدر والخيانة !!



عشرون مهارة لمساعدة الآخرين في حل مشاكلهم !!


1 - دعه يتحدّث عن نفسه .

ويعبّر عن ذاته . .
لأن طبيعة النفس البشرية تدعوه إلى ذلك ، وبقدر أريحيته في التحدث عن نفسه . .
بقدر ما يؤثر ذلك في طمأنينته وسكونه ..
وثقته بك . .
وحبه لك . .

مرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ..
يدخل عليه شاب . .
يحمل بين جنبيه همّاً . .
بل تتوقّد بين جنبيه جمرة . . !!
فجلس بين يديه صلى الله عليه وسلم وهو يقول : يا رسول الله : إئذن لي في الزنا !!

عجباً . . !!
وإني لأنتعدى حواجز التاريخ . .
وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل على الشاب بكل حواسه . .
وفي عينيه نظرة الإشفاق والحرص !!
فداك أبي وأمي - يا رسول الله - !!
ترى لو كان صلى الله عليه وسلم في يده الدرّة . .
ومن حوله الجلاّد يحمل سيفا صلتاً . .
ترى هل كان هذا الشاب يأتي ليعبّر عن ذاته ويتحدث بكل عفوية ويقول : إئذن لي في الزنا !!
إنك أيها- الفاضل - تحتاج أن تشعره بالأمان . .
ليحدثك . .
ليعبر عن ذاته . .
ليخرج المكنون من الهموم والغموم !!


2 - استنطقه !

فإن وقف في الحديث فاستنطقه . .
إنه أدب ( أفرغت يا أبا الوليد ) !!


3 - تقبّل كل ما يقوله على أنه شي طبيعي .

لا تستغرب منه لفظة . .!
أو موقفاً ..
أو فكرة . . !!
أو تصرفاً . .
فإنك لو أبديت استغرابك أو إندهاشك ( غير معقول .. لا يمكن . . عبوس في الوجه ) !
فإن هذا سيجعله ينكمش على ذاته فيتوقف عن الكلام !!
وربما ظن أنك تشكك في مصداقيته . ..!!


4 - أشعره بخصوصيته !!

حدد له موعداً . .
واحترم في ذلك وقته وموعده . .
إنك بذلك تكسب ثقته وحبه لك !!
لا تسمع إليه على حال عجلة من أمرك !!
أو عبر مكالمة عابرة !!
لأنه حين يشعر أنك لا تعطيه إلا فضول الفضول من وقتك واهتمامك . . تركك !!


5 - أشعره بأهمية مشكلته .

ولو كانت في نظرك أنها مشكلة تافهة !!


6 - اجعله يشعر أنك تفهم ما يقول .

ولا تشعره أنك أفهم منه . .
- لخّص مايقول ما بين فترة وأخرى . .
ولو أنك استخدمت كلماته نفسها لكان ذلك أبلغ . .
- تفاعل معه ..
بإنصاتك ..
اعتدال هيئة جلوسك . .
قربك . .
سؤالك بين فترة وأخرى . .
أو أن تقول له : ممكن تصحح لي فهمي هنا ...!!!
هذا يزيده راحة واطمئناناً إليك وشعوراً بأنك تهتمّ به .


7 - كن صريحاً معه !!
ولا تشعره بأنك أذكى منه - فهلوي - !!
فحين يسترسل في حديثه ويخرج عن الموضوع . .
لا تغير الموضوع مباشرة . .
فإن الناس تشعر بذكائك - وفهلوتك - في تغيير دفّة الموضوع . .
لكن ..
كن لبقاً في مصارحته بالاهتمام بالموضوع الأصل .


8 - حاول أن تتعرف على شخصية محدثك .

شخصية الإنسان هي : أساس الخواص والقدرات المختلفة التي تميز كل إنسان عن غيره !
يمكنك معرفة شخصية محدثك إمّا بـ:
- جمع المعلومات حول تعامله مع الناس .. ( أهل بيته - جيرانه - بيئته ) .
- السفر .
- المجاورة .
- السؤال المباشر له .. أنت من أي نوع من الناس ؟!
هل تتحمل الهموم ..
فإن أجاب بصراحة وصدق فاعلم أنه يستطيع أن يساعد نفسه . .
- السؤال غير المباشر . . بسؤال أقربائه - أصدقائه . .
- معرفة عادات وطبائع وخصائص الأمم والشعوب . .
- والفراسة لها دور في قراءة الشخصية .
يأتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الوصية ..
فيقول له : " لا تغضب "
وآخر يسأله نفس السؤال . .
فيقول له : " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " !!
تكرر السؤال ..
لكن لم يتكرر الجواب .
الأمر الذي يدلّك على فراسته صلى الله عليه وسلم ومراعاته لحال سائله !!
إن معرفتك لشخصية من يطلب منك الاستشارة والمساعدة في مشكلة ما . .
تعينك على تخيّر الطريق الأنسب له في العلاج والسلوك .

9 - لا تعطِ وعوداً بالحل .

ربما لن تستطيع أن تحقق وعدك !!
لكن أشعره أنك ستبذل قصارى جهدك . .
بالسؤال والمتابعة وحسن التوجيه . ..
لما شق على الصحابة رضوان الله عليهم يوم الحديبية أن يرجعوا بلا عمرة . .
وقع في نفوسهم شيء حتى سأل عمر رضي الله عنه في ذلك فقال : أفلم تكن تخبرنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به ؟!
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في هدوء المشفق . .
يقرأ شدة الحزن والألم في عين صاحبه رضي الله عنه .. فيجيبه في إشفاق :
" بلى .. أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا " ؟!
قال : لا !
هنا لم تكتنفه صلى الله عليه وسلم نشوة الانتصار النفسي الذي ربما يسجله بعض من يقع
في حرج السؤال أنه انتصار للذات . .
بل قال له صلى الله عليه وسلم في ثقة : " فإنّك آتيه ومطوّف به " !
وهو معنى أن لا تعطي وعداً بالحل ..
لكن أعطه أملاً في أنك ستبذل ما تستطيع . .
أعطه أملاً في مشاركتك له همّه وألمه حتى ينقضي . .
هذا ما نستفيده نحن من هذه الحادثة . .
لكن بالنسبة له صلى الله عليه وسلم لو وعد وقع وعده على ما يحدد لو حدده صلى الله عليه وسلم .






__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]