الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 20-03-2024, 09:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,707
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1212


الفرقان



رمضان فرصة فاغتنمها
رمضان فرصة حقيقية للاستثمار، واللبيب يدرك بصدق أن الفرص تلوح، وقد لا تعود، وكم من متمنٍّ فاته بالأماني حظه من الغنائم ما فات! وإن تجار الدنيا لا يألون جهدًا، ولا يدّخرون وسعًا في اغتنام أي فرصة، وسلوك أيِّ سبيل يدرُّ عليهم الربح الكثير، والمكسب الوفير، فلماذا لا تتاجر مع الله؟ فتسابق إلى الطاعات والأعمال الصالحات، لتفوز بالربح الوفير والثواب الجزيل منه -سبحانه وتعالى-، ورمضان من أعظم الفرص لهذه التجارة الرابحة.
ثلاثة وعود نبوية لا تفرط فيها
إن البدايات الصحيحة من شأنها أن تورث النتائج الصحيحة، فابدأ شهرك بطاعة الله -تعالى- ولا تكن من الغافلين، ولقد وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، في هذا الشهر بثلاثة وعود، ينبغي ألا نفرط فيها:
  • الوعد الأول: (من قام رمضان إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
  • الوعد الثاني: (من صام رمضان إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
  • الوعد الثالث: (من قام ليلة القدر إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
هذه ثلاثة وعود، إذا أخطأ الإنسان في واحدة أصابته الأخرى، وإذا أخطأته الأخرى أصابته الثالثة، والمغبون، والخاسر من أخطأ هذه جميعًا، فانصرم رمضان، ولم يغفر له؛ ولذلك لما رقى النبي - صلى الله عليه وسلم - درجات المنبر الثلاث، فقال: آمين، آمين، آمين فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. من ضيع هذه الفرص فلا شك أنه مضيع، وليس العيد بلبس الجديد، وليس العيد بأن يفرح الإنسان، ولم يخرج برحمة الله -تعالى- والقبول والمغفرة، إنما يفرح الناس بالعيد بما منَّ الله به عليهم من الصيام، والقيام، وحق لهم أن يفرحوا بذلك.
أحسن إلى المسيء تملك قلبه
قاعدة مهمة في حسن الخلق تختص بالتعامل مع المسيء، وهي عدم مقابلة السيئة بالسيئة، ولكن مقابلة السيئة بالحسنة؛ مما يترتب عليه سيادة هذا المسيء واحتواء الإساءة، فعلى الإنسان والشباب على الأخص أن يقابل الكلمة الطائشة بالكلمة الطيبة، والنبرة الصاخبة بالنبرة الهادئة، والجبين المقطب بالبسمة الحانية، ولو قوبل المسيء بمثل فعله، ازداد هياجًا وغضبًا، وخلع حياءه نهائيًّا، وأفلت زمامه، وأخذته العزة بالإثم، قال -تعالى-: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34)، قال ابن كثير: - رحمه الله تعالى-: أي من أساء إليك فادْفَعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر - رضي الله عنه -: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
موقف شبابي مفرح
ما إن يحل شهر رمضان، حتى ترى المساجد قد امتلأت بالشباب مقبلا على ربه، متبتلا راكعا ساجدا، شباب تنسم من روح الهداية وريحانها، بعدما غشيته نفحات رمضان شهر القرآن، وخففت من وطأة ثقل النفس أسرار الصيام، شباب عقد العزم على ختم القرآن، والحفاظ على الصلوات الخمس في المساجد، وحضور صلاة التراويح، والقيام في الثلث الأخير، والاجتهاد في الطاعات والقربات، والإحسان للفقراء والمحتاجين، والإفطار مع جموع الأخيار، شباب صحا في رمضان، وتطلع للاستقامة بعد رمضان، فرمضان لما بعده.
نصائح رمضانية
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أحث إخواني على قراءة القرآن في رمضان بتمهل وتدبر لمعانيه؛ فإن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعًا، وأحذر إخواني المسلمين من إضاعة وقت هذا الشهر المبارك، فإن أوقاته ثمينة، وجملة القول: إنني أحث المسلمين على كل عمل صالح يقربهم إلى الله -عزوجل-، وأحذرهم من كل عمل سيء يكون سببًا في آثامهم ونقص إيمانهم.
كيف نحقق التقوى؟
تحقيق التقوى التي أشار الله -تعالى- إليها في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 183)، بين أهل العلم -رحمهم الله- أن التقوى: هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله -تعالى- وقاية بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى، هذان هما قطبا رحى التقوى التي أشار القرآن إلى تحقيقها في الصيام، فتأمّل نفسك، واعمل على تحقيق هذه التقوى، في هذا الشهر الفضيل فهو فرصة عظيمة لذلك.
خمسُ خصال موجبةٌ لدخول الجنة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلُّوا خمسَكم، وصوموا شَهرَكم، وأدُّوا زَكاةَ أموالِكم، وأطيعوا ذا أمرِكم، تدخُلوا جنَّةَ ربِّكم»، هذه وصية جامعة في ذكر موجبات دخول الجنة، وأسباب الظفر بنعيمها، والفوز بخيراتها وملذاتها، وهي الدار التي أعدها الله لعباده المطيعين وأوليائه الصالحين، وجعل فيها من النعيم الكريم والثواب العظيم، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17)، وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: «تدخُلوا جنَّةَ ربِّكم» إضافة الجنة إلى الرب -سبحانه-، وهذا فيه تشريفٌ لها، وتعليةٌ لشأنها، ورفعٌ لقدرها.
تقوى الله في السر والعلانية
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -سبحانه- في السر والعلانية، والشدة والرخاء؛ فإنها وصية الله ووصية رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (النساء:131)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ»، والتقوى حقيقتها أداء ما أوجب الله -تعالى-، واجتناب ما حرمه الله -تعالى- على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه!.
موقف شبابي محزن
محزن أن ترى الجمع الغفير من الشباب يتخذ رمضان زمنا للهو واللعب، مسرفا فيما يغضب الرحمن، فمنهم من يقضي الليالي متتبعا الملاهي في الشوارع والساحات، منهمكا في التنقل بين الشاشات، فإذا نادى منادي الثلث الأخير من الليل خلد إلى النوم ولم يستفق إلا على منبه الثلث الأخير من النهار! ومنهم يسرح نهاره في التفاهات، منتظرا ساعة الإفطار، مسرفا في المعاصي، معللا النفس بتضييع الأوقات، أي صيام لهؤلاء؟! وأي رمضان حل بهم؟! ماذا جنوا من شبابهم؟! وكيف استقام لهم أن يواجهوا المنح الإلهية بالمعصية؟! قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، إنهم لم يدركوا حقيقة رمضان؛ فهم يحرمون أنفسهم من فضائله ونفائسه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]