عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-08-2008, 02:02 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb شهر رمضان والتقوى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين صراطه مستقيما سبحانه وبحمده وأخبر عن ذلك فقال : " وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) " سورة الأنعام ، وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الصراط المستقيم فقال سبحانه وبحمده له صلى الله عليه وسلم : " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) " سورة الأنعام . والرسول صلى الله عليه وسلم نور من ربه إلى البشرية جمعاء وأرسل مع نور البشرية صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم هذا الكتاب البين الواضح وجعل لمن اتبع هذا النور الهداية إلى صراطه المستقيم فقال سبحانه وبحمده : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) " سورة الأعراف . فلما آمنا به وصدقناه هدانا الله إلى الصراط المستقيم ، فأحمدك ربى سبحانك حمداً يليق بجلالك وعظمتك وقدرتك وفضلك ومنِّك وكرمك ، ودليل السير على صراط الله المستقيم طاعته ، ومن طاعته فعل ماأمر واجتناب مانهى ، ولقد فرض علينا صيام رمضان فصُمنا وشكرناه سبحانه أن مكَّن لنا القدرة على صيامه ، فالحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان عبادة على عبادهِ ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير الهادى من الضلال والمنقذ من الهلاك أجود الناس وأطيب الناس صلى الله عليه وسلم فهو الريح المرسلة بالخير للثقلين ، تقربَ إلى الله فقرَّبه وسجد لله فرفعه وأعلى قدره ومنزلته ، جعل قرة عينه فى الصلاة فقال كما عند النسائى بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة " . ولهذا لما جاء رمضان وهو أجود الناس وكان أجود مايكون فى رمضان قام ليله فأصبحت سنَّة من بعده صلى الله عليه وسلم لأمته .
فالحمد الله وحده أن بلغنا رمضان ، ولرمضان مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ، كيف لا وهو شهر الرحمة والرضوان والقرآن والغفران والعتق من النيران ، شهرالهبات والعطايا والنفحات والمنن من الرحمن سبحانه وتعالى .
اعلم رحمنى الله وإياك أن
صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) " سورة البقرة .
اعلم أن الصيام مصدر صام كالقيام ، وأصله في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له ، ومنه يُقال للصمت : صوم ، لأنه إمساك عن الكلام من قول القائل : " صُمت عن كذا وكذا " – يعني : كففت عنه – أى " أصوم عَنه صوْمًا وصيامًا ". فمعنى" الصيام " ، الكف عما أمر الله بالكف عنه . ومن ذلك قيل :" صَامت الخيل " ، إذا كفت عن السير ، ومنه قول النابغة الذبيانى :
خَيْلٌ صِيَامٌ، وخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ... تَحْتَ العَجَاجِ، وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا
ومنه قول الله تعالى لمريم : " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا (26) " سورة مريم ، والصوم هنا معناه : الصمتُ عن الكلام .

رمضان كله رحمة

نعم رمضان كله رحمة ودليل هذه الرحمة أن رب العزة والجلال يفتح فيه أبواب الجنان ويغلق فيه أبواب النيران فكما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " .

التقوى هى النتاج الأسمى للصيام

نعم فالتقوى هى النتاج الأسمى للصيام وهى الثمرة التى ينتجها شهر رمضان للصائم . نعم إنها التقوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾ ، فهي حكمة الصيام وغايتة .
وللتقوى زى يتحلى به كل من اتقى وهو خير لباس يلبسه المرء قال الله تعالى : " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " سورة الأعراف .
وللمفسرين في لباس التقوى عشرة أقوال :
الأول : أنه السمت الحسن ، قاله عثمان بن عفان ، ورواه الذيَّال بن عمرو عن ابن عباس .
الثاني : العمل الصالح ، رواه العوفي عن ابن عباس .
الثالث : الإيمان ، قاله قتادة ، وابن جريج ، والسدي ، فعلى هذا ، سمي لباس التقوى ، لأنه يقي العذاب .
الرابع : خشية الله تعالى ، قاله عروة بن الزبير .
الخامس : الحياء ، قاله معبد الجهني ، وابن الأنباري .
السادس : ستر العورة للصلاة ، قاله ابن زيد .
السابع : أنه الدرع ، وسائر آلات الحرب ، قاله زيد بن علي .
الثامن : العفاف ، قاله ابن السائب .
التاسع : أنه ما يُتَّقى به الحر والبرد ، قاله ابن بحر .
العاشر : أن المعنى : ما يَلْبَسه المتقون في الآخرة ، خير مما يلبسه أهل الدنيا ، رواه عثمان ابن عطاء عن أبيه .
قلت : فلباس التقوى خير لباس وهو جامع للصفات العشرة ولهذا قال الله تعالى : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } فكيف ينفع ستر البدن وحسن المظهر على فاجر لا يعرف لله حقا ولا يعبد رب السماوات والأرض ولا يخشاه ؟ ! ، ولهذا قال ابن قتيبة فى هذا المعنى : ولباس التقوى خير من الثياب ، لأن الفاجر ، وإِن كان حسن الثوب ، فهو بادي العورة . قال الشاعر في هذا المعنى :
إنِّي كأنِّي أرَى مَنْ لا حَياءَ لَه ... وَلاَ أمَانَةَ وَسْطَ القَوْمِ عُريانا

فضل الصيام

الصيام يهذب النفس وينمى فضيلة الحلم والأناة ويقرب الصائم من مولاه سبحنه وبحمده فالصائم صام طائعا لأوامر ربه فطوبى له حين وصفه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها " .
والصوم مفضل على الأعمال الأخرى بأن جعل الله لمن ترك متع نفسه وشهواتها لأجل ربه أجرا خاصا ، فكان لله أن يكافئه بأن جعل له بابا من أبواب الجنة الثمانية لايدخل منه إلآ الصائمون ، فعند البخارى من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " .
ويكفى الصائم أن الله عز وجل بشَّره بأنه فرح بفضل الله فى دنياه لأنه أطاع ربه فصام وعند لقاء ربه يفرح بلقائه الذى فيه الزيادة فكما عند البخارى من حديث أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " .
الله أكبر ـ وإذا لقى ربه فرح بصومه ـ فى يوم المزيد عندما يلقى الصائم ربه يفرح باجر صومه الذى لايعلمه إلآ رب العزة والجلال ـ فإنه القائل سبحانه وبحمده ـ كل عمل ابن آدم له إلآ الصيام فإنه لى وأنا أجرى به ـ وإليك هذا الحديث المُفرح فى يوم المزيد كما عند البخارى من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : " يا أهل الجنة " فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : " هل رضيتم " فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : " أنا أعطيكم أفضل من ذلك " قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " .
فيا من أحسنتم هذا جزاء إحسانكم فربكم كريم وفضله عميم وإليك حديث مسلم عن صهيب بن سنان الرومى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : " تريدون شيئا أزيدكم " ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ، قال : " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " .
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وزاد ثم تلا هذه الآية : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } .

من خصائص شهر رمضان

الخصيصة الأولى : أنه شهر القرآن قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍمِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) سورة البقرة .
الخصيصة الثانية : تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار، وتصفدالشياطين .
الخصيصة الثالثة : فيه تضاعف فيه الحسناتوتمحى الخطيئات .
الخصيصة الرابعة : أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أنينقص من أجر الصائم شيئاً .
الخصيصة الخامسة : أن فيه ليلة القدر وليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة مع جبريل عليه السلام فى هذه الليلة وهذا فضل عظيم .
الخصيصة السادسة : فيه أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأممالسابقة .
الخصيصة السابعة : وقعت فيه غزوة بدر الكبرى ، وقد تنزلت فيهاالملائكة للقتال مع المؤمنين ، وكان النصر المبين ، حليف المؤمنين ، واندحر جيش الشرك .
الخصيصة الثامنة : أن فيه صلاة القيام ــ التراويح ــ .
فخصائص رمضان كثيرة فهو الخير كله فاللهم وقد بلغتنا رمضان فأنعم علينا بطاعتك وأكرمنا بفضلك وجودك وكرمك يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يسر لنا صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائك من النار . اللهم آمين
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]