عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-12-2020, 01:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,521
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أربي أبنائي بعد وفاة زوجتي؟

كيف أربي أبنائي بعد وفاة زوجتي؟

أ. عائشة الحكمي


السؤال

ملخص السؤال:
رجل تُوفيتْ زوجتُه، وتركتْ له عددًا من الأولاد، وهم يعيشون مع جدتهم لأمِّهم لحقِّها في الحضانة، ويسأل: كيف أرَبِّي أبنائي وهم لا يسكنون معي؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أبلغ مِن العمر 34 سنة، أعمل معلمًا، متدين ولله الحمدُ، كنتُ مُتزوِّجًا مِن قريبتي، وكنتُ أعيش معها حياةً سعيدةً رغم بعض الخِلافات مع أهلها، وبالتحديد مع أمِّها، التي كانتْ تُحَرِّضها عليَّ، لكنها كانتْ عاقلةً ولا تستجيب لذلك.


أحببتُها وتَمَسَّكْتُ بها، ورُزِقتُ منها ولدًا وبنتين، وتُوُفِّيَتْ رحمها الله يوم نفاسها!


تغيَّرت الدُّنيا، وأظْلَمَتْ في وجهي، وحاصَرَني الأبناءُ بالسُّؤال عنها: أين ذهبتْ؟ ومتى ستعود؟ ومِن شدة ارتباكي أخبرتُهم بأنها في المستشفى، فأصبحت الفتاة الكبرى تخاف من المستشفى!


أخذتْ أمُّها أبنائي، وأسكنتْهم معها، وعندما ناقشتُ أهلي في أخْذِهم أخبروني بأنَّ الحضانة حقٌّ لها، ويجب عليَّ أن أتركَهم لها، ولذلك لم أَعُدْ أسكُن مع أبنائي، ولم يعدْ بإمكاني تربيتهم التربية الإسلامية التي كنتُ أرغب فيها.


أَزُورهم مِن وقت لآخر كالضَّيف، ولا ألبث معهم إلا قليلاً بسبب خلافاتي مع جدتِهم، والتي تُضايقني كثيرًا بأُسلوبِها!


لا أعرف كيف أرَبِّي أبنائي وهم لا يسكنون معي؟ والآن أسكُن مع أمِّي، فكَّرتُ في الزواج من جديد، لكني لا أستطيع في الوقت الحالي بسبب التكاليف المادية التي لا أقدِر عليها.


فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا

الجواب

بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان


سلامٌ عليكم، أما بعدُ:
فاللهَ أسألُ أن يرحمَ زوجتَك أَتَمَّ رحمة وأوسعها، وأن يتقبَّلَها شهيدةً عنده، وأن يُبَوِّئَها جنات النعيم، يجرها ولدها بسُرَره إلى الجنة، اللهم آمين.

في البدء أوصيك - أستاذنا الكريم - بإصلاح علاقتك بوالدة زوجتك وإكرامها؛ إذ لا أظنُّ أنَّ هناك أعظم وفاء لامرأة أحببتَها إلا أن تُحْسِنَ إلى مَن أنْجَبَتْها، وأَحْسَنَتْ تربيتَها، وزوّجتك إياها، هي أمُّها وجدةُ أبنائك، فاستعملِ الحكمةَ والشَّفَقةَ في تعامُلك معها، ففي علم النفس الشرقي تُعَدُّ الشفَقة الحقيقيَّة مُضادًّا طبيعيًّا للعدوانية، ومتى أصلحتَ علاقتك بها صلحتْ علاقتك بأبنائك.

أنت مُعَلِّم، والمعلمُ لا يعيش مع تلاميذه في بُيوتهم كما تعلم، ومع ذلك يُؤَثِّر فيهم ويتأثَّرون به في أخلاقهم وسلوكياتهم من خلال الساعات القليلة التي يَقضيها معهم في الصفِّ المدرسي، فالعِبرةُ إذًا ليستْ في المكان، ولا في مقدار الزمان الذي يقضيه المعلمُ مع المتعلِّم، بل في قدرته على استثمار المكان والزمان في التربية بالاقتِداء، وهو ما ينبغي أن تكونَ عليه عند اجتماعك بأبنائك.

موضوعُ التربية - بخاصَّة لوالدٍ حديث عهد بالتربية - لا تكفيه سطورُ الاستشارة، من أجل ذلك أحيلُك إلى كُتُب التربية.

وأقترح عليك منها الكُتُب التالية:

كتاب: "كيف تكون قُدوةً حسنة لأطفالك في مرحلة ما قبل الدِّراسة ؟"؛ تأليف: سال سيفير.
كتاب: "وضع القواعد: خمس وعشرون قاعدة للآباء والأمهات"، تأليف: روث بيترز.
"كتيب الجيب للآباء والأمهات"؛ تأليف: جيل ريتشلين وكارولين وينكلير.


ومتى استطعتَ أن تَتَزَوَّج، فتخيَّر لأولادك "الأمَّ الصالحة"، واستَوْصِ بأولادك خيرًا، وعسى الله أن يُوفقك إلى المرأة الصالحة، وأن يُعينك على التربية الصالحة، وأن يَرزقك بِرَّهم، ويقرَّ بهم عينك، اللهم آمين.


واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصَّواب


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.14 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]