عرض مشاركة واحدة
  #1692  
قديم 02-01-2014, 06:54 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

هذا الموضوع طويل شوي


الإسلام في اليابان

التاريخ والانتشار والمؤسسات القائمة هناك
صورة لأحد المساجد في العاصمة اليابانية طيوكيو
بقلم / د / مهدي السامرائي رئيس المركز الإسلامي في اليابان
المقدمة :
انبثق نور الإسلام من الجزيرة العربية وامتد شرقاً إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه جزيرة القارة الهندية ثم ماليزيا وإندونيسيا وحتى الصين والفلبين.
واستغرق هذا الانتشار زماناً ، وامتد مكاناً ، وتأخر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر.
ويعبر اليابانيون مسلمهم وغير مسلمهم عن أسفهم واستغرابهم من التأخير في الوقت الذي وصل فيه الإسلام الصين والفلبين ، وعلى أية حال وبقدر من الله سبحانه وتعالى حدث الذي حدث.
وإنني بهذه الورقة آثرت أن أعرض الوجود الإسلامي زمنياً Chronology وحددت محطات وأرخت لكل فترة ما تيسر من معلومات عاشرت الأربعين سنة الأخيرة منها ، وتتبعت المراحل التي قبلها بالبحث والتنقيب لفترة زادت على الثلاثين سنة.
ولا أدعي الإحاطة وكل إنسان يرى التاريخ يبدأ من عند نفسه، وحين تتعدد الكتابات والمصادر فإن الصورة قد تصل إلى ما هو أقرب إلى الكمال ، وها أنا أدلي ببضاعتي معتذراً إن كان لحظ النفس فيها شيء، وهو غير مقصود، فتجارة الدنيا تمحق بركتها إن لم يصاحبها الصدق والإخلاص، فكيف بالتجارة مع الله ، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وإني أسأل الله العفو والمغفرة وأرجو من إخواني الصفح.
مرحلة ما قبل 1900 :
في بداية عصر النهضة اليابانية ويدعى "عصر ميجي ""MEIJI والذي بدأ عام 1868 كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما العثمانية واليابانية ، وكلاهما تواجهان ضغوطاً من الدول الغربية ، فحرص الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما ، وتم تبادل الزيارات، وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبد الحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل" وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترك وعرب وألبان وبوسنيون .... الخ) يقودهم الأميرال عثمان باشا، وذلك عام 1890.
وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور، عادت أدراجها، إلا أنها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانية وليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد، أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.
هزت الحادثة الطرفين، ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول، ودفن الشهداء عند الموقع، وعمل متحف بجانبهم، ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع رغم تبدل الحكومات، وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.
بعد سنة من الحادث تصدى صحفي ياباني شاب (أوشاتارو نودا) لجمع تبرعات من اليابان لعوائل الشهداء وذهب إلى اسطنبول عام 1891، وسلم التبرعات للسلطات العثمانية، وقابل السلطان عبد الحميد ، وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو "عبد الله غليام" وهو من مدينة ليفربول، وبعد التحادث معه قبل دين الإسلام وتسمى "عبد الحليم"، كما تظهر الوثيقة العثمانية المرفقة.
ويمكن اعتبار "عبد الحليم نودا" أول مسلم ياباني ، تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التبرعات لعوائل الشهداء وطلب منه السلطان عبد الحميد تدريس اللغة اليابانية للضباط العثمانيين، واتخذ اسـم خليل أو عبد الخليل، فبذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني.
أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا Ahmad Ariga وكان مسيحياً يعمل في التجارة، زار مدينة بومبي عام 1900، ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في أحد ترجمات القرآن الكريم لليابانية ، وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من طوكيو ويوكوهاما وكوبي ، وبهذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.
العشرتان الأولى من القرن العشرين ( 1900- 1920 )
زار اليابان مبعوث للسلطان عبد الحميد يدعى "محمد علي" في عام 1902 وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما.
كما زار اليابان الضابط برتو باشا، مبعوث السلطان عبد الحميد لمراقبة الحرب اليابانية الروسـية (1904-1905) وأقام سنتين، وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزأين باللغة التركية.
وبعد الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء عالمية عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي، مما حفز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان ، فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان على روسيا فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات، وخلفوا، منهم من عاد إلى مصر ومنهم من بقي .
كما زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل 1906 وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو ، وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب التي ذكرناها وذلك عام 1905.
كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906 يقارن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان لاختيار الدين الصحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر، وذكر السيد على أحمد الجرجاوي وهو محامي شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر ، وألف كتاباً عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانية" ادعى أنه ومعه داعية صيني يُدعى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبد المنعم، كونوا جمعية في طوكيو للدعوة الإسلامية، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً.
وبعد سنتين أو ثلاث زار اليابان عبد الرشيد إبراهيم وهو رحالة وداعية مسلم من روسيا واستهجن هذا الإدعاء ، واستهجن كذلك بادعاء الجرجاوي الداعية والمفكر الهندي محمد بركة الله الذي أقام في اليابان خمس سنوات ما بين 1909-1914، وإن كاتب السطور منذ بضع سنوات يجري التحقيق :هل زار الجرجاوي اليابان أم لا، ولم يتمكن من الحصول على أي دليل مادي غير الكتاب الذي ألفه الجرجاوي.
وجاء الداعية عبد الرشيد إبراهيم الذي سبق ذكره إلى اليابان عام 1909 وأقام ستة شهور، قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاحين ، وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضباط الشباب، كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز ، وألف كتاباً من ألف صفحة باللغة العثمانية أشرف كاتب هذه السطور على ترجمته ومراجعته وسيصدر قريباً إن شاء الله .
وعبد الرشيد رحالة وداعية وسياسي وأديب وعالم وقال عن كتابه المرحوم عبد الوهاب عزام : إنه أهم من كتاب ابن بطوطة، كما روى ذلك الدكتور محمد رجب البيومي في مقالة له في مجلة الأزهر.
كما زار اليابان محمد بركة الله من بهوبال في الهند ، وهو أول من علم الأردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سـنوات مجلة "الأخوة الإسلامية " ISLAMIC FRATERNITY مابين 1910-1912.
وأسلم علي يديه عدد من اليابانيين، ولم أحصل إلا على عددين من مجلته، ولا أزال أفتش عنها لأنها تحمل براعم انتشار الإسلام في اليابان ، ومن الضباط الذين ذكرهم العقاد عرفت عن أحمد فضلي الذي أقام في اليابان وتزوج يابانية عام 1908 ولقي عبد الرشيد إبراهيم وتعاون معه، كما تعاون مع بركة الله لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه، وألف فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" عام 1911عربية، كما ترجم من اليابانية كتاب "النفس اليابانية" التي توضح الشخصية اليابانية، وزار جامعة واسيدا بصحبة عبد الرشيد ، وترجم له محاضرة عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات ..
وذكر عبد الرشيد أن في جامعة واسيدا حوالي الألف صيني من بينهم تسع وثلاثون مسلمون ، وهم الذين أصدروا صحيفة إسلامية باللغة الصينية عنوانها" الاستيقاظ الإسلامي" هكذا كتبوا العنوان بالعربية.
كما أصدر حسن هاتانو الذي أسلم على يد بركة الله مجلة شهرية مصورة باللغة الإنجليزية أسماها أيضاً " الأخوة الإسلامية " واسمها بالإنجليزيةIslamic Brotherhood ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن وذلك في عام 1918، كما أنه أصـدر في عام 1911 مجـلة Islam باليابانية والإنجليزية، ولم أعثر حتى الآن على أي عدد منها ، وأدى الحج أول ياباني عام 1909 عمر ياما أوكا ، فقد صاحب عبد الرشيد إبراهيم إلى الديار المقدسة ثم إلى إسطنبول.
ونشرت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسية عام 1911 خبراً عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.
العشرينات : 1920-1930:
تمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة، توسعية، اقتصادية، ثقافية، كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم ، وشكلت الجمعيات ، وألفت الكتب الإسلامية الاستشراقية.
وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا، واستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي ، كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو المرحوم نور أبي تاناكا IPPEI TANAKA الذي أسـلم في الصين ، كما أسلم في الصين المرحوم عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم ، زار عمر ياما أوكا مصر ، وذهب إلى الأزهر عام 1924 وله صورة تذكارية بالزي الأزهري، يعلو وجهه النور ، وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا .
الثلاثينات 1930 – 1940:
برز اسم "عبد الحي قربان علي" كزعيم ديني للمسـلمين التتار ، وأصدر مجلة باللغة التتارية "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربية طبع فيها الكتب الإسلامية باللغة التتارية ، وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة قازان قبل الحكم الشيوعي ، وقوى علاقاته بالسلطات اليابانية مما دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في طوكيو عام 1938 ، والذي حضر افتتاحه المرحوم حافظ وهبة سفير المملكة في لندن مندوباً عن المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن ، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان ، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ونائباً لرئيـس الجمهورية.
ولدى كاتب هذه السطور الكلمات التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة.
عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الداعية عبد الرشيد إبراهيم وتعاون مع قربان علي في قيادة الجالية الإسلامية حيث أصبح الضباط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.
كما جاءت شخصية هندية لامعة لليابان وهو "نور الحسن برلاس" الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبية منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية ، ترجمها كاتب هذه السطور للعربية ، وقابلت ابنه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي وإسلام آباد والرياض.
وزار اليابان كذلك الداعية العالم الهندي "عليم الله صديقي" وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو ، وهو من أوائل الرحالة والدعاة العالميين الذين أنشئوا مراكز وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثراً في كل بلد، وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق الأوريون في جينـزا GINZA بقلب طوكيو عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسـلام ، وقد أسس في هذه الفترة مسجد كوبي عام 1935 من قبل المسلمين الهنود وساهم المرحوم فيروز بأكبر قسط من المال ، وقابلت ابنه في دلهي عام 1995 وقبلت رأسه احتراما لوالده.
كما بنى المسلمون التتار مسجداً في مدينة ناجويا بنفس الفترة ، واهتمت اليابان بتركستان الشرقية ( التي هي جزء من الصين ) واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان ، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إماماً لمسجد طوكيو من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للملكة في الطائف ثم جدة ، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج وأبناؤه في جدة.
كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم مصطفى كومورا ، وكان له دور مع مسلمي تركستان الشرقية ويوننان في الصين ، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترف بهما رسمياً ، وبهذا يعتبر أشطر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي ، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان ، وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة ، وألف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانية ترجمناها للإنجليزية وهي قيد الإعداد للطبع.
وفي هذه الفترة بدأ سيل من المسلمين اليابانيين الذهاب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية ، حظي أبرزهم المرحوم صالح سوزوكي بمقابلة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود ، حيث كان يعطي اهتماما كبيراً للحجاج اليابانيين ، كما روى لي السيد العامودي الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد جابان أوغلو وهو عديل للسيد قربان علي ، زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينات ، وحدثه عن مسلمي اليابان ، وطلب من المملكة دعمهم .
وجاء اليابان التاجر اللبناني الأديب عبد الرحمن قليلات قادماً من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنت اليابان عائلة الدبس وكبيرهم المرحوم عبد الهادي الدبس، وهم تجار كبار من سوريا، وإن ابن عمه السيد فؤاد الدبس متعه الله بكامل الصحة والعافية، الذي يقيم في كوبي ، وله ولآل الدبس أيادي بيضاء في دعم الوجود الإسـلامي في اليابان.


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.92 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]