عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 19-05-2020, 08:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد



خصائص العشر الأواخر من رمضان
محمود القلعاوي
(26)

من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم في أيام دهرهم نفحات ليتعرضوا لها، ويستفيدوا منها قدر وسعهم وطاقتهم. و جعل لهم أوقاتًا يضاعف فيها الثواب ويجذل فيها العطاء.. فالله عز وجل تفضل على العباد بنفحة مباركة طيبة، و هي فرصة جديدة لمحو الذنوب وغسل الخطايا ورفع الدرجات، ففي الحديث عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً" رواه الطبراني وضعفه بعض العلماء، وله شاهد يقويه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "افعلوا الخير دهركم، و تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، و سلوا الله أن يستر عوراتكم، و أن يؤمن

روعاتكم" رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الهيثمي في المجمع والألباني في السلسلة.
و من رحمة الله -جل علاه- بعباده أن فضّل بعض الأيام على بعض, وبعض الأوقات على بعض, وبعض الأزمنة على
بعض، وأرشد عباده لهذا الأمر لزيادة الاجتهاد، ونيل الثواب، والحصول على المزيد من الأجر.
وقد خصص الله تعالى القيام في شهر رمضان لمغفرة الذنوب، كما في الحديث الصحيح: "من قام رمضان إيماناً
واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).
وللعشر الأخيرة من رمضان خصائص ليست لغيرها من الأيام، فمن خصائصها:


* الاجتهاد في العبادة: كان رسول الله يجتهد في العبادة فيها أكثر من غيرها؛ فعن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها" رواه مسلم، وعن عائشة رضي الله عنهاأن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره" رواه البخاري ومسلم، و زاد مسلم: "وجَدَّ، وشد مئزره" (أي يعتزل نساءه).
فهذه العشر كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها من الليالي والأيام من أنواع العبادة؛ من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها. فينبغي للمسلم العاقل ألاَّ يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله. فما هي إلا ليالٍ معدودة ربما يُدرك

الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى، فتكون سعادته في الدنيا والآخرة.
* ليلة القدر:

ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} [سورة القدر: 3-5].وقال فيها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا
كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]. أي: يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه" متفق عليه.وقال: "تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه.ويقول النبي: "وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" رواه النسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.
وقال الإمام النخعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها". وقد أخفاها الله تعالى في علمه على العباد رحمةً
بهم؛ ليجتهدوا في جميع ليالي العشر، وتكثر أعمالهم الصالحة، فتزداد حسناتهم، وترتفع عند الله درجاتهم.
فأرجح الأقوال وهو أنها في ليلة من العشر الأواخر من رمضان، وأنها تنتقل كل عام، ولا تستقر أو تتكرر كل عام في ليلة

معينة؛ فلهذا علينا الاجتهاد في كل العشر الأواخر، وسبب عدم الجهر والإخبار بموعدها هو التشاجر أو التناحر، وهذا ضرر التخاصم فعن عبادة بن الصامت: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان؛ فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة". رواه البخاري في صحيحه، في كتاب فضل ليلة القدر.فالحبيب صلى الله عليه وسلم؛ جاء بخير عظيم، بل أعظم خير لأمته، وهو تحديد ليلة القدر، ولكن تلاحى رجلان أي وقعت بينهما مخاصمة ومنازعة ومشاتمة.وهذه رسالة تحذير لكل مسلم؛ أن الاختلاف المؤدي للتنازع والشقاق والمخاصمة؛ ويؤدي إلى الفشل

وإبعاد الخير وإزالة البركة ومنع الخير سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو الأمة، قال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"سورة الأنفال.
* الاعتكاف:الاعتكاف.. زاد على طريق الطاعة!
والمقصود بالاعتكاف: انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله في المسجد، ويجتهد في تحصيل الثواب والأجر
وإدراك ليلة القدر؛ ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والعبادة، ويتجنب ما لا يفيده من حديث الدنيا، ولا بأس أن يتحدث قليلاً بحديث مباح مع أهله أو غيرهم. عن عائشة -رضي الله عنها-قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلميعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا" رواه البخاري.
وقال الإمام الزهري -رحمة الله عليه-: "عجبًا للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ
قدم المدينة حتى قبضه الله ".

وفي الاعتكاف صفاء القلب والروح، وفيه التفرغ للعبادة، والانقطاع للطاعة، والاجتهاد لتحري ليلة القدر، وكذا فيه حماية
للمسلم من آثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم، وغير ذلك من الصوارف التي تفرق أمر القلب، وتفسد اجتماعه على طاعة الله.. وأهم ما فيه القرب من الله .
*زكاة الفطر
هي صدقة تجب بالفطر في رمضان على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه، إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد
وليلته. والحكمة منها: تطهير الصائم من اللغو والرفث, والتوسعة على المساكين والفقراء، روى ابن عباس -رضي الله عنهما-قال: "فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين" رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه، وحسنه النووي.وقد قال جمهور الفقهاء بجواز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو بيومين، قال ابن عمر رضي الله عنهما:"أمرنا رسول الله بزكاة الفطر أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"رواه مسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
(*)عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]