عرض مشاركة واحدة
  #1442  
قديم 13-12-2013, 08:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرد فاتحة الفرقان الحق المزعومة


عجز ... لا إعجاز !!!
بقلم: ياسر محمود الأقرع
رأينا في دراساتنا البلاغية للكتاب الموسوم بـ " الفرقان الحق " أن نقف على ما يدعى ( سورة الفاتحة) ونقوم بدراستها كاملة، نظراً لما تتضمنه عادة فاتحة الكتاب من أهمية تجعلها تحتل مكان الصدارة منه.
وكنّا بدأنا ـ انطلاقاً من ذلك ـ بدراسة الآية الأولى من السورة المذكورة ، وها نحن هنا نستكمل دراستنا البلاغية لما بقي منها كاملاً دون تجزئة ، وذلك لارتباط الآيات ( المزعومة ) المتبقية ارتباطاً معنوياً فيما بينها مما يدفعنا لدراستها مجملة، من غير تطويل مملّ أو إيجاز مخلّ وهذا نص الآيات المتبقية بدءاً من الآية الثانية :
( 2 ) مهيمن يحطم سيف الظلم بكف العدل ويهدي الظالمين
( 3 ) ويهدم صرح الكفر بيد الإيمان ويشيد موئلاً للتائبين
( 4 ) وينزع غلَّ الصدر شذى المحبة ويشفي نفوس الحاقدين
( 5 ) ويطهّر نجس الزنى بماء العفة ويبرئ المسافحين
( 6 ) ويفضح قول الإفك بصوت الحق ويكشف مكر المفترين
( 7 ) فيأيها الذين ضلّوا من عبادنا توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين .
مهيمن ومهام أخرى !!!
تبدأ الآية الثانية بالاسم ( مهيمن ) وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ( الفرقان ) .
والمهيمن – حسب ما جاء في معاجم اللغة – هو الشاهد و الرقيب . ومن ثمّ فليس هنالك من مهمةٍ للشاهد أو الرقيب غير مهمة المراقبة والمشاهدة بغية إقامة الحجة والدليل على المراقَب أو المشاهَد.
غير أن المهيمن ( الرقيب ) في هذا النص يحطم ويهدي ويهدم ويشيد ويطهر ويُبرئ .. وليس في الأفعال الواردة في النص مما يناسب مهمة المهيمن غير فضح قول الإفك وكشف مكر المفترين على أنهما من نتائج المشاهدة والمراقبة .
وهذا يدل على فهم خاطئ لمعنى كلمة ( مهيمن ) فجاءت في النص مرادفة لكلمة المتحكم أو المسيطر وما في معناهما .
معادلة القوة والضعف
لو تأملنا العبارات الواردة في النص لأدركنا أنها تقوم على افتراض وجود ميزان بين قوى الشر وقوى الخير ، ولكن معادلة العلاقة بين الخير والشر تستند إلى وجود شر ذي قوة وبطش مزوَّد بأدوات تساعده على البقاء، وخير لين الجانب ، ضعيف، هزيل، مجرّدٍ من كل ما يمنحه القدرة على مناهضة الشر.
ومع هذا فإن الخير المجرد من وسائل القوة، الذي يحمله الفرقان الحق – حسب النص – قادر على هزيمة الشر مع ما يمتلكه الأخير من أدوات البقاء والسيطرة .
تأمل هذا الخلل الواضح في معادلة القوة والضعف :
كف العدل تحطم سيف الظلم
يد الإيمان تهدم صرح الكفر
صوت الحقيفضح قول الإفك
إن الصورة الفنية التي أُريد لها أن تُظهر قدرة الحق على الوقوف في وجه الباطل قدّمت المعنى على عكس ما أريد لها ، وعرّت الحق من معاني القوة التي يتضمنها فبدا ضعيفاً هزيلاً ليّناً .
أفلا يحتاج سيف الظلم المجرَّد ، وصرح الكفر المشيّد، إلى قوة تجابهه ؟ أم أنَّ يداً فارغة وكفّاً عارية قادرتان وحدهما على فعل ذلك ‍!!؟
أرادت العبارات المذكورة إظهار ضعف الظلم فأمسكته سيفاً، وبيان هشاشة الكفر فأسكنته صرحاً، ووصفت ادعاء الكاذب بالقول، بينما منحت صاحب الحق صوتاً ...!!
أوَلم يكن من البلاغة أن يكون السيف للعدل، والصرح للإيمان، والقول للحق ( وفرق كبير بين القول والصوت سنأتي على ذكره بعد قليل ) ...؟؟
أفعال في غير موضعها
جاءت هذه السورة حافلة بالأفعال ، غير أن معظمها جاء استخدامه خالياً من البلاغة ... فانظر في هذه الأفعال وتأمل:
يحطم سيف الظلم:
والتحطيم هو تهشيم الأشياء الصلبة وتفتيتها، وهو مختلف عن الكسر الذي يحول المكسور إلى قطعتين وهو غير التكسير الذي يعني تحويل المكسور إلى قطع ... لكنه دون حدّ التفتيت والتهشيم.
والأَولى مع ذكر السيف استخدام الفعل (يَكسِر- يُكَسّر)، فالسيف فيما أعلم يُلوى أو يكسر أو يكسَّر !!
يهدي الظالمين:
والهداية للضّالين ، أما الظالمون فقد تم كسر شوكتهم واستئصال شأفتهم حسب ما جاء في العبارة السابقة: ( يحطم سيف الظلم ).
فهل يُستهدى الظالم بعد الحرب عليه، أم أن الدعوة إلى الهداية تسبق إعلان الحرب واللجوء إلى القوة ؟
أما أن تأتي الهداية بالقوة فهذا إكراه لا يناسب منهج العقائد التي تأتي بها الكتب وتدعو إلى تأملها العقول !!!
يهدم صرح الكفر ويشيد موئلاً للتائبين:
هنالك كفر وهنالك توبة ... فإذا كان الفرقان سيهدم صرح الكفر فأين هم التائبون ؟؟ هذا معناه أحد أمرين :
إما أن يكون التائبن جزءاً من صرح الكفر المتهدم وهم بذلك هالكون فلا توبة !!!
أو أن يكونوا خارج صرح الكفر فهم مؤمنون أساساً فلا حاجة للتوبة من الكفر .. إذ لا كفر !!!
ثم أليس الأَولى أن يُشاد موئل للتائبين من الكفر أوّلاً ثم يُستتابوا فإن لم يستجيبوا هُدم صرح الكفر بهم أوعليهم وأهلكوا...؟؟
ينزع غل الصدر شذى المحبة:
يأتي الفعل ينزع بعد الأفعال يحطم / يهدي / يهدم / يشيد . ويظنّ القارئ أن فاعل هذا الفعل هو ذاته فاعل الأفعال السابقة أي ( الفرقان ) لكنه يُفاجأ عند إكمال العبارة بكلمة ( شذى ) على أنها فاعل الفعل ينزع وهو فاعل مؤخر لمجيء المفعول به مقدماً عليه .
إذاً من ينزع غلَّ الصدر هو شذا المحبة وليس الفرقان.
وبسبب مجيء الفاعل المؤخر ( شذى ) منتهياً بحرف علة ، مما يعني تقدير الحركة على آخره تقديراً ، فإن الأمر قابل للالتباس ، فمن الممكن أن تكون الحركة المقدرة ( ضمة ) ويكون الاسم (شذى) فاعلاً ، أو ( فتحة ) ويكون بدلاً من غلّ ( وإن لم يستقم المعنى ) وتقتضي البلاغة دفعاً لهذا الالتباس أن يُقَدَّم الفاعل على فعله ( ينزع ) فيصير مبتدأ ، إشعاراً بأنّ الجملة غير معطوفة على الجملة الفعلية فليس من ينزع غل الصدر هو الفرقان وإنما شذى المحبة !!
فتصبح: وشذا المحبة ينزع غل الصدر ...
وشذى ( هكذا بالألف المقصورة ) حسب ما جاءت في النص، خطأ إملائي واضح ، فالأصل فيها أن تكتب بالألف الممدودة ( شذا ).
توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين:
يا أيها الذين ضلوا توبوا وآمنوا ...
التائب من الضلال إلى الهدى ألا يعني أنه آمن ، فما الحاجة إلى الفعل آمنوا إذا كانت التوبة تتضمن معنى الإيمان أو العودة إلى الإيمان ؟؟
وإذا كان ثمة ضرورة لذكر التوبة والإيمان معاً، فأين جزاء الذين آمنوا على إيمانهم إذا كانت
( أبواب الجنة مفتوحة للتائبين ) ؟؟
الإضافة.. ارتباط لا بلاغي
لنتأمل العلاقة بين المضاف والمضاف إليه في العبارتين التاليتين :
- يطهِّر نجس الزنى :
إن هذا الفرقان يطهر نجس الزنى ، وليس نجس الزناة !!
ومعنى هذا الكلام أن للزنى نجساً ... فإن سكبنا ماء العفة على هذا النجس وأزلناه أصبح الزنى طاهراً لا نجس فيه ... والطاهر مباح !!؟؟ فهل بعد هذه البلاغة .. بلاغة !؟
- قول الإفك / صوت الحق :
القول كلام له معنى في ذاته. والصوت قد لا يحمل في ذاته معنى، فحروف المدّ أصوات قد لا تحمل دلالة بمفردها، وإنما تشكل لبنة في بنية أكبر تحمل دلالة وهي ( الكلمة ).
فكيف يكون للكذب قول واضح يحمل معنى، بينما يكون للحق صوت لا معنى له إذ يمكن أن يكون الصوت مجرد ضوضاء .
وبعد :
هذه فاتحة الفرقان الحق ... فإذا كانت فاتحة الكتاب على ما رأيناه من فهم خاطئ لبعض معاني المفردات ، وخلل في تركيب الصورة الفنية، وسوء في تلازم الكلمات وتعاقبها ( كما في الإضافة ) .
إذا كانت فاتحة الكتاب على هذا الشكل فأية لغة هشّة، وأية بلاغة عاجزة تلك التي يحملها هذا الكتاب؟؟
إنه عجز .. لا إعجاز !!
لمراسلة المؤلف:
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.95 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]