عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-04-2006, 08:21 PM
الصورة الرمزية أسد المغرب
أسد المغرب أسد المغرب غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 65
الدولة : Morocco
25 الجمع بين التدبرين في مجالس الرسول

إليكم إخوتي الأعزاء هذا المضوع الهام الذي يبين أهمية الجمع بين التدبرين \المسطور والمنظور\ بقلم الطالب مصطفى بوكرن
إن الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه و سلم هو حديث يدوم بدوام الإنسان في هذه الحياة ، لأن سيرته هي التجسيد العملي لرسالة الإسلام التي جاءت لإخراج الناس من الظلمات إلى النور و من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا و الآخرة إلى سعة الدنيا و الآخرة ، فسيرته إذا سار عليها الإنسان المسلم كان الفلاح حليفه في الدنيا و الآخرة ، و لذلك حث الله سبحانه وتعالى عباده بالاقتداء برسوله صلى الله عليه سلم حيث قال :{لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله
كثيرا }. فإذا كان للرسول صلى الله عليه و سلم هذه المكانة العظيمة ، فمعرفة سيرته تعتبر من الواجبات في حق الإنسان المسلم ،إذ بذلك تسلم أخلاقه و عبادته و عقيدته من الزيغ و الضلال، ومن أجل تحقيق ذلك تكفل الله سبحان بالحديث عن محمد صلى الله عليه و سلم و صحبه ثم الصحابة أنفسهم رووا لنا أخبارا عن سيرته صلى الله عليه وسلم ثم السلف و الخلف من بعد ذلك ، فكل هذه المصادر لكي تسهل للإنسان المسلم المعرفة والعلم بسيرة النبي صلى الله عليه و سلم فيثمر إيمانا خالصا و عملا صلاحا، فصورة سيرة النبي صلى الله عليه و سلم من خلال هذه المصادر تظهر جلية و تامة، و لقد استفرغ "ريتان" جهده و لقي من العناء و النصب مبلغا عظيما ، ليقف على حياة عيسى كاملة تامة و مع ذلك فإن شؤون عيسى و أحواله عليه السلام لاتزال سرا مكنونا في ضمير الزمن لم يبح به لسانه بعد! إن عيسى عليه السلام عاش في هذه الدنيا ثلاثا و ثلاثين سنة كما يروي الإنجيل، و الأناجيل الموجودة في الأيادي - على مافي روايتها من ضعف و لبس- مقصورة على ذكر
أحواله لمدة ثلاث سنوات من أواخر حياته وحسب! فإذا كان هذا بالنسبة لعيسى عليه السلام فسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد تكفل الله بحفظها و حفظ سنته، وهذه منحة ربانية عظيمة لمن علم قدرها .
من غير المعقول أن يهجر الإنسان المسلم تلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فبتلاوته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واستدامة النظر فيها يكون بذلك قد شكر الله سبحانه وتعالى على نعمة حفظ سيرة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أحلى هذه التلاوة إن تكللت بختمة سنوية لسيرته سواء كان ذلك بشكل فردي أو جماعي وما أجمل ذلك إن كان بشكل جماعي في مجالس مخصوصة لذلك تسمى " مجالس الرسول " تتدارس فيه سيرته بمنهج التزكية والرفع من مستوى الإيمان برسول الإسلام ورسالته ، والمغاربة خلال تاريخهم كانوا يعقدون مجالس لتلاوة سيرة ابن هشام من المولد إلى المولد وفاء لرسولهم صلى الله عليه وسلم ...
إذا كان الله سبحانه وتعالى يأمر عباده المؤمنين بالتدبر في كتابه بقوله : " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " ( ص: 28 ) فبالتبع أن التدبر في سيرة أعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم- الذي تمثل القرآن وجسده سلوكا واقعيا – من الأمور الواجبة في حق المسلم ، فتدبر القرآن هو تدبر لما هو مسطور وتدبر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تدبر لما هو منظور ، وما أحوج الإنسان المسلم أن يجمع بين التدبرين ، تدبر المسطور والمنظور حتى يعلم منهج الإسلام في إسعاد البشرية جمعاء ...
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.08%)]