عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-10-2007, 12:50 PM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,573
الدولة : Lebanon
043 ألا يرتدع السارق بقطع اليد ؟ مع تجربة شخصية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا لم أكن أنوِ أن أكتب مواضيع هذه الفترة ، لإنشغالي بمتابعة بعض الأقسام و عدم تمكني من التواصل مع مواضيعي السابقة حتى الآن ، و هي فرصة لأعتذر عن كل ما شارك بمواضيع لي ، و لم يتم التعقيب من قبلي على المداخلات حتى الآن

موضوعي جاء فجأة لمناقشته معكم ، أو ربما هو لتساؤلات دارت في ذهني البارحة

لأبدأ بإختصار ما حدث معي البارحة قبل الإستفسارات


البارحة ، كنت مرهقة و لم أكن حتى قادرة على الخروج من المنزل ، و مع هذا ، تحاملت على نفسي و ذهبت
و كنت قبل خروجي ، قد قمت بترتيب حقيبتي جيداً و وضع كل ما كان متناثراً فيها بعشوائية ، خلال إستعمالي لها لأني عدت في وقت متأخر ليلتها لوجودنا لعلاج حالة طارئة لأحد أفراد العائلة ليلاً ، فكانت فرصة على غير عادة في ذلك الوقت لأني معتادة على ترتيبها من وقت لآخر مساءً ، و قلما أفعل ذلك وقت قبل الظهر( فكل شيء مقدر من الله عز و جل ) لأعادة ترتيب كامل أوراقي الخاصة و الرسمية و تنسيق المال الذي كانت متناثراً
المهم رتبت حقيبتي ، و خرجت لشراء حاجيات ضرورية بالرغم من تعبي .

و تواجدت في مكان مزدحم كثيراً بالناس المتسوقين، و في غفلة خلال تسوقي ، تعرضت لسرقة حقيبتي..

و طبعاً في غمار هذا الإزداحام الكبير ، كان من المتعذر معرفة أو حتى ( الشك ) بمن يمكن أن يكون قد فعل هذا ..


الحمدلله على كل حال ، سٌرقت الحقيبة ( أستودعها الله بكل ما فيها ) و لن أقول لست حزينة على فقدانها ، بلى حزنت جداً في البداية ، ليس بسبب ما كانت تحويه من نقود ، فالنقود تأتي و تذهب و هي لقضاء حاجة ليس إلا ، و إن كان ما فيها تجاوز عدة مئات من الدولارات ، و لكن حزنت على كل ما فيها من أوراق و مستندات رسمية و أوراق شخصية جداً أحتفظ بها داخلها.

و بالرغم من شدة حرصي على أموري و حاجياتي و المرة الأولى الذي يضيع مني شيء ربما ، إلا أن ما حصل كان مقدراً طبعاً ، و مهما حاولت أن أجد له من أسباب ..


المهم ، طبعاً قمت بالإجراءت الرسمية الروتينية التي تأخذ وقتاً و تعب أعصاب بين التواصل مع قسم الشرطة ، و النيابة العامة للإدعاء، و تقديم شكوى ضد مجهول ، و طبعاً صياغة كامل الجمل القانونية التي كثيراً ما تبق حبرا ًعلى ورق ، بين ( المطالبة بالقبض على الجاني المجهول ، و تدريكه المصاريف والعطل والضرر .. و كل ما يتبع و يتمم ذلك )
و أمر التبليغ و إن كان لا يجدِ نفعاً في كثير من الأحيان ، كان ضرورياً حرصاً على عدم إستعمال أوراقي الرسمية الخاصة في أي عمل غير شرعي لا قدر الله و خاصة في ظل الظروف الغير مستقرة التي تعيشها بيروت من فترة لأخرى..
و دعوت الله أن يعيد لي شخص ابن حلال محفظتي بكل ما فيها ما عدا المال ، فأرجو الله ذلك إن شاءالله..


المهم ، الآن ، آتي لما أريد مناقشته سوياً .. و هو ما كنت أفكر به طوال امس بعد ما حدث معي ..



1- طبعاً كل ما يحصل لنا مقدر بإذن الله عز و جل ، و كل شيء بسبب .
2- شخص ضعيف النفس ، سولت له نفسه أن يأخذ شيء ليس له ، كيف يستيطع أن ينام في آخر الليل ، و يأكل أكلا غير حلالاً ( أكانت إمرأة أو رجل أو ولد صغير من فعل هذا ). لأني أعتقد من فعل هذا أو ولداً صغيراً أو إمرأة و هؤلاء من كن جانبي خلال الإزدحام .
3- فكرت في الآية القرآنية الكريمة ، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ... ( المائدة- الجزء السادس )

لماذا لا يطبق شرع الله كما جاء في كتابه العزيز في كل من سولت نفسه له بالسرقة

نسمع كثيراً عن السرقات اليومية و في مختلف أنحاء العالم ، و لنحدد ( في العالم العربي و الإسلامي ) حيث يجب أن يطبق شرع الله ، لماذا نسمع كثيراً عن السرقات و لا نسمع كثيراً عن العقوبات الصارمة
و لماذا إختلفت العقوبات بإختلاف السنوات ، فأصبحت جنحة و عقابها لا يكون على قدر الفعل ( ربما يقول البعض محافظة على حقوق الإنسان التي يتحفونا بها ، و ذلك بعدم قطع اليد بسبب - سرقة )

إن من يتعرض للسرقة يشعر بشعور سيء فعلا ، ليس لما فُقد ، بقدر ما هو شعور بإستهتار بالناس بتعاملاتهم مع بعضهم ، و قبولهم المال الحرام ، و أذية غيرهم ، و رضاهم لعائلاتهم و أولادهم أن يعيشوا في الحرام .

العقاب يستعمل عادة من أجل أن يكون رادعاًُ للغير عن فعل مماثل و يعتبر ممن قد سبقوه بما تم تطبيقه من العقاب الصارم الذي يمنع الغير مجرد التفكير عن فعله
و لكن عندما يكون العقاب ( مسالماً ) بحيث يقضي السارق بضعة أيام أو أشهر في السجن ( هذا إن تم القاء القبض عليه ) و يكون بمثابة فرصة إستجمام لدى البعض و زيادة في الخمول لقضاء بعض الأيام او الأشهر في ضيافة الشرطة ، فكيف سيرتدع السارق نفسه ، و كيف سيكون عبرة لغيره ، و لماذا عندما تحصل سرقات متعددة ، فتسارع دائرة الشرطة إلى القبض على المشبوهين فيهم الذين لهم سوابق في السرقة ، مما يعني أنهم أنفسهم لم يرتدعوا من العقاب الأول و ما زالوا جاهزين لنفس الفعل تكراراً .

لو طبق شرع الله فعلاً كما جاء في كتابه العزيز ( بقطع الأيدي ) لما كان إستشرت أمور الفساد أكثر ، و لكان إرتدع الكثيرون ممن قد تسول لهم أنفسهم الضعيفة إلى فعل أمر مشين بحق أنفسهم و عائلتهم و من حولهم.


طبعا ما يوصل السارق إلى هذه الحال ، له أسباب كثيرة ممكن أن نتظرق إليها ، و لكن أردت بهذا الموضوع السؤال عن العقاب الصحيح الذي ذكره الله عز و جل في كتابه العزيز ، و الذي لو طبق ، سيكون فيه الحل الأمثل لهذه العصابات الكبيرة من السارقين
نسأل الله العفو والعافية و المعافاة في الدنيا و الآخرة

أعذروا إطالتي ، و ربما عدم تركيزي كثيراً في الكتابة ، لأني لست في مزاج جيد ، و لكن أردت أن أتشارك معكم هذه التساؤلات ، فالسموحة من الجميع

في أمان الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله
__________________




و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ






.

التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 22-10-2007 الساعة 02:12 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.05 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]