عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-03-2019, 09:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي المنطلقات الشرعية في الدفاع عن القدس؟

المنطلقات الشرعية في الدفاع عن القدس؟




المنطلقٌ الشرعي في الارتباط بالقدس والقضية الفلسطينية منطلقٌ مهمٌ، ينبغي استذكاره واستحضاره؛ فإذا عَلم المسلمُ هذا المنطلق فإنه سيتحمل المسؤولية؛ ليعرفَ بعدها الواجب المترتب عليه تجاه القضية، ومن ثّمَّ تتحول خطاباتنا وكلماتنا إلى مشاريع عملية بعيدة عن ردود الأفعال الآنية.

فنحن ندافع عن القدس؛ لأنها اصطفاء رباني؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- اصطفاها واجتباها واختارها وشرفها وكرَّمها وأعلى شأنها ومنزلتها؛ فمكانتها ربانية ليست من صنع البشر؛ لأنها ارتباط إيماني؛ فلا تجد بقعة ارتبطت بالوحي، ورسالة التوحيد، ودعوة الأنبياء في بداية الزمان ووسطه وآخره، منذ آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة، كهذه المدينة؛ لأنها تفضيل مكاني؛ فقد تكاثرت وتنوعت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، على مكانة وقداسة وفضيلة وبركة المسجد الأقصى والقدس ومنزلتها الرفيعة.

لأنها ميراث هذه الأمة: لتوارث الأنبياء وأتباعهم إمامتها وعمارتها، حتى تسلم نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الإرث الشرعي بتكليف رباني ليلة المعراج؛ لمَّا أمهم في الصلاة بالمسجد الأقصى.

لأنها وديعة النبي صلى الله عليه وسلم : عندما تسلم صلى الله عليه وسلم هذا الإرث العظيم، تحمَّل الأمانة، وغرس في نفوس أصحابه حبها وتعظيمها للمحافظة عليها؛ فالعاقل أحفظ وأحرص ما يكون للوديعة !

لأنها أمانة عمر رضي الله عنه ؛ فالقدس البلدة الوحيدة التي تسلم عمر مفاتيحها سنة 15هـ، وعقد بنفسه صلحها، وأوقف أرضها، في إشارة واضحة إلى منزلتها الكبيرة في نفوس الصحابة -رضوان الله عليهم.

لأنها محور الصراع بين الحق والباطل: من تأمل التاريخ واستقرأ الأحداث، يجد أن مدينة القدس هي نقطة وعنوان ومرتكز، ومحور، ولُب، وأصل الصراع بين الحق والباطل قديما وحديثا إلى قيام الساعة !

لأنها معيار رُقي الأمة ورفعتها: فإذا ما أرادت الأمة الرقي والرفعة والمكانة؛ فعليها حيازة القدس ضمن حياضها، وإلا فإنها تعاقب بالتيه والحيرة والتخبط، كما عاقب الله بني إسرائيل بالتيه لما خذلوا موسى عن فتحها!

لأنها مقياس خيرية الأمة: قال صلى الله عليه وسلم : «إذا فسد أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم».صحيح الجامع برقم 702، بقياس العكس ومفهوم المخالفة: إذا صلح أهل الشام؛ فالخير كله فيكم! والقدس قلب الشام.

لأنها قضية كل مسلم؛ لأنها أرض طيبة، وبقعة مباركة، ومدينة مقدسة؛ فهي حقٌ لكل مسلم على وجه الأرض، بغض النظر عن لونه، ولغته، وجنسيته، وقوميته وعرقه.

لأنها مدينة مقدسة؛ فهي اسمٌ على مسمّى، ولها من اسمها أعظم الحظ وأوفر النصيب؛ فالقدس من التقديس؛ إذ قدسها الله، وشرفها، وطهرها، وجعلها من شعائر الله المعظمة.

لأنها مكان مبارك؛ حيث ذكرت بركة بيت المقدس في القرآن الكريم في خمس آيات منها قوله -سبحانه-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}(الإسراء:1).

لأنها أرض الأنبياء؛ فما من نبي إلا ولد فيها، أو سكن، أو مر، أو هاجر إليها وقصدها، أو عاش فيها، أو تعبد لله -تعالى- ودعا إلى الله -سبحانه- أو مات أو دُفن فيها.

لأنها محراب الأتقياء؛ إذ صلى فيها نبينا صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء جميعهم، وتعبد فيها إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، وزكريا، ويحيى، وعيسى وأمه -عليهم السلام.

لأنها مهد الرسالات؛ فعلى ثراها أقام إبراهيم وذريته العبودية لله -سبحانه وتعالى- وكانت مركزا لدعوة يعقوب والأسباط وأتباعهم بما فيهم موسى، ومنطلقا لدعوة عيسى -عليه السلام- قومه إلى التوحيد.

لأنها مهبط الوحي؛ إذ نزلت فيها صحف إبراهيم، وزبور داود، ونزلت التوراة على موسى في طريقهم لبيت المقدس، ونزل الإنجيل متمما للتوراة على عيسى، وتُلي فيها القرآن.

لأنها مهاجر الأنبياء وأتباعهم؛ فهاجر إليها إبراهيم، ولوط، بعد خروجهم من العراق، وقصدها موسى، وبنو إسرائيل، بعد إغراق فرعون، وتبقى مهاجر المؤمنين إلى قيام الساعة.

لأنها أرض المعجزات، حصلت معجزات عديدة ومتنوعة ومهمة في بيت المقدس، كمعجزة حبس الشمس عن الغروب، ومعجزة الإسراء والمعراج، وسليمان وعيسى حياتهما مليئة بالمعجزات.

لأنها محل الطائفة المنصورة، قال صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال». صحيح الجامع 7294، والمسيح الدجال يُقتل في فلسطين.
لأنها مبتغى الفاتحين: قصدها موسى لفتحها، وفتحها يوشع من الجبارين، وحررها طالوت ومعه داود من جالوت وجنده، وفتحها عمر، وحررها صلاح الدين من الصليبيين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]