رد: سلسلة الكبائر
2-الكبيرة الثانية قتل النفس
قال تعالى : " و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذاباً عظيما" و قال تعالى :
1- و قال النبي صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
2- و قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : أي ذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال : أن تجعل لله نداً و هو خلقك قال : ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال : ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقها : و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون الآية
3- و قال صلى الله عليه و سلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ""
-علماؤنا: هذا إنما يكون كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل ، إنما على عداوة بينهما و عصبية أو طلب دنيا أو رئاسة أو علو ، فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب قتالهم بها ، أو دفع عن نفسه أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه ، لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به قتل صاحبه إلا إن كان حريصاً على قتل صاحبه و من قاتل باغياً أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص على قتله ، إنما يدفعه عن نفسه ، فإن انتهى صاحبه كف عنه و لم يتبعه فإن الحديث لم يرد في أهل هذه الصفة فأما من خالف هذا النعت فهو الذي يدخل في هذا الحديث الذي ذكرنا ، و الله أعلم
4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
5-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً
6-و قال صلى الله عليه و آله و سلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ،
7-و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ،
8- و قال صلى الله عليه و سلم : " الكبائر الإشراك بالله و قتل النفس و اليمين الغموس " و سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار
9-، و قال صلى الله عليه و سلم : لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل مخرج في الصحيحين ،
10- و قال صلى الله عليه و سلم من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً أخرجه البخاري
-فإذا كان هذا في قتل المعاهد ـ و هو الذي أعطى عهداً من اليهود و النصارى في دار الإسلام ـ فكيف يقتل المسلم و 11-قال صلى الله عليه و سلم ألا و من قتل نفساً معاهدة لها ذمة الله و ذمة رسوله فقد أخفر ذمة الله و لا يرح رائحة الجنة و إن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين خريفاً صححه الترمذي
12- و قال صلى الله عليه و سلم من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله تعالى
الكبيرة الثالثة في السحر-3
لأن الساحر لا بد و أن يكفر قال الله تعالى" و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
و ما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به قال الله تعالى مخبراً عن هاروت و ماروت
:"و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق "
-ومن اشكالة تعليم السيمياء و عملها و هي محض السحر و في عقد الرجل عن زوجته و هو سحر ، و في محبة الرجل للمرأة و بغضها له و أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك و ضلال
-و حد الساحر القتل ، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر
1- قال النبي صلى الله عليه و سلم "اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها السحر " و الموبقات المهلكات فليتق العبد ربه و لا يدخل فيما يخسر به الدنيا و
2-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر
3- و عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً قال " الرقي و التمائم و التولة شرك " التمائم جمع تميمة ، و هي خرزات و حروز يعلقها الجهال على أنفسهم و أولادهم و دوابهم يزعمون أنها ترد العين ، و هذا من فعل الجاهلية ، و من اعتقد ذلك فقد أشرك و التولة بكسر التاء و فتح الواو نوع السحر ، و هو تحبيب المرأة إلى زوجها ، و جعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال أن ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله تعالى
- قال الخطابي رحمه الله و أما إذا كانت الرقية بالقرآن ، أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يرقي الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فيقول
"أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين "
2161 - " لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو تكهن له ، أو رجع من سفر تطيرا " . الصحيحة " 5 / 193 :
4-الكبيرة الرابعة في ترك الصلاة
قال الله تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب و آمن و عمل صالحاً
-قال ابن عباس رضي الله عنهما": ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ، و لكن أخروها عن أوقاتها
- و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر و لا يصلي العصر إلى المغرب ، و لا يصلي المغرب إلى العشاء ، و لا يصلي العشاء إلى الفجر ، و لا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس فمن مات و هو مصر على هذه الحالة و لم يتب وعده الله بغي ،
و قال الله تعالى في آية أخرى " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون" أي غافلون عنها ، متهاونون بها وعدهم بويل و هو شدة العذاب
-و قال الله تعالى في آية أخرى " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ، و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون"
قال المفسرون المراد بذكر الله في هذه الآية الصلوات الخمس فمن اشتغل بماله في بيعه و شرائه و معيشته و ضيعته و أولاده عن الصلاة في وقتها كان من الخاسرين
1- و هكذا قال النبي صلى الله عليه و سلم " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح ، و إن نقصت فقد خاب و خسر"
2-و قال النبي صلى الله عليه و سلم " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر و قال "بين العبد و بين الكفر ترك الصلاة " حديثان صحيحان
3-و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فاتته صلاة العصر حبط عمله
4- و قال صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله متفق عليه
5- و قال صلى الله عليه و سلم " من حافظ عليها كانت له نوراً و برهاناً و نجاة يوم القيامة ، و من لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً و لا برهاناً و لا نجاة يوم القيامة و كان يوم القيامة مع فرعون و قارون و هامان و أبي بن خلف
و قال عمر رضي الله عنه : أما أنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة@
-قال بعض العلماء رحمهم الله و إنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة ، لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون ، و إن اشتغل بملكه حشر مع فرعون ، و إن اشتغل بوزارته حشر مع هامان ، و إن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار رسول الله صلى الله عليه و سلم
6-قال من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله عز و جل"
7-و جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى في الإسلام ؟ قال الصلاة لوقتها ،
- و من ترك الصلاة فلا دين له ، و الصلاة عماد الدين و لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له الصلاة يا أمير المؤمنين قال نعم أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة و صلى رضي الله عنه و جرحه يثعب دماً
- و قال عبد الله بن شقيق التابعي رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرون من الأعمال تركه كفر غير الصلاة و سئل علي رضي الله عنه عن امرأة لا تصلي ، فقال من لم يصلي فهو كافر
- و قال ابن مسعود رضي الله عنه من لم يصل فلا دين له و قال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك صلاة واحدة متعمداً لقي الله تعالى و هو عليه اة
-و قال ابن حزم لا ذنب بعد الشرك أعظم من تأخير الصلاة عن وقتها
- وقال السلف إن العبد إذا أدخل قبره سئل عن الصلاة أول شيء يسأل عنه ، فإن جازت له نظر فيما دون ذلك من عمله ، و إن لم تجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد
و قال صلى الله عليه و سلم " إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء و لها نور حتى تنتهي إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة و تقول حفظك الله كما حفظتني و إذا صلى العبد الصلاة في غير وقتها صعدت إلى السماء و عليها ظلمة ، فإذا انتهت إلى السماء تلف كما يلف الثوب الخلق و يضرب بها وجه صاحبها ، و تقول ضيعك الله كما ضيعتني و روى أبو داود في سننه
5 - متى يؤمر الصبي بالصلاة
1-روى أبو داود في السنن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها و في رواية مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع
-قالو هذا الحديث يدل على إغلاظ العقوبة له إذا بلغ تاركاً لها
-و كان بعض أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يحتج به في وجوب قتله إذا تركها متعمداً بعد البلوغ ، و يقول إذا استحق الضرب و هو غير بالغ ، فيدل على أنه يستحق بعد البلوغ من العقوبة ما هو أبلغ من الضرب و ليس بعد الضرب شيء أشد من القتل -و قد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تارك الصلاة ، فقال مالك و الشافعي و أحمد ، رحمهم الله تارك الصلاة يقتل ضرباً بالسيف في رقبته ثم اختلفوا في كفره إذا تركها من غير عذر حتى يخرج وقتها ، أحمد بن حنبل هو كافر و استدلوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر و بقوله صلى الله عليه و سلم بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة
|