عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 01-11-2014, 10:42 PM
الصورة الرمزية أبلة ناديا
أبلة ناديا أبلة ناديا غير متصل
مشرفة ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,645
الدولة : Morocco
افتراضي رد: ومن الشعر ماقتل



دعبل الخزاعي

اتخذ أشعاره سلاحاً
لفضح مظالم الحكام
أ ـ اسمه ولقبه:

لم يتفق المؤرخون في اسم دعبل وكنيته كما اتفقوا في لقبه، فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية والأدبية دعبلاً باسم: الحسن، وعبدالرحمن ومحمد، مع أنه لم يعرف بأحد هذه الأسماء، وعُرف بلقبه دعبل

ب ـ مولده وأسرته:
ولد دعبل في بيت أكثر رجاله شعراء، فكان أبوه: « علي بن رزين »، شاعراً مجيداً، وردت له ترجمة في « معجم الشعراء » للمرزباني. ولد دعبل سنة 148هـ واختُلف في أصل أسرته: فقيل من الكوفة، وقيل من قرقيسيا على نهر الخابور في الفرات
ولم يكد عمره يصل إلى العشرين حتّى انتشرت أشعاره. وممّا اشتهر منها هذا البيت
لا تعجبي يا سَلْم من رجـلٍ ضحك المشيب برأسه فبكى
من قوله عندما دفن الرشيد بجوار المكان الذي دفن فيه الإمام عليّ الرضا عليه السّلام فيما بعد:
قبرانِ في طوس خيـر الناس كلهـمُ وقبـر شـرّهـم هـذا مـن العِبَـرِ
ما ينفع الرجسَ من قرب الزكيّ ولا على الزكيّ بقرب الرجس من ضررِ

ويخاطب الزهراء عليها السّلام بقوله:
أفـاطِمُ لو خِلتِ الحسيـنَ مجـدَّلاً وقد مات عطشـاناً بشـط فُـراتِ
إذاً لَلَطَمْـتِ الخـدّ فـاطمُ عنـده وأجريتِ دمع العين في الوجَنـاتِ
أفاطِمُ قومي يا ابنة الخير وانـدبي نجـومَ سمـاوات بـأرض فَـلاةِ
قبـور بكـوفانٍ وأخـرى بطِيبـةٍ وأخـرى بفـخٍ نالـها صـلواتـي
قبور بجنب النهر من أرض كربلا معـرّسـهم فيـها بشـط فـراتِ
تُوفّوا عُطـاشى بالفـرات فليتنـي تُوفّيتُ فيـهم قبـل حيـن وفـاتي
إلى الله أشكو لوعة عنـد ذكرهـم سقتني بكـأس الثُّكـل والفظعـاتِ
سأبكيـهـم مـا حـجّ لله راكـب وما ناح قُمـريّ على الشجـراتِ
وإنـي لَمَـولاهم وقـالٍ عدوَّهـم وإنـي لمحـزون بطـول حيـاتي

مكانته العلمية:
يُعدّ دعبل من العلماء والمتكلمين، ومن حملة الأدب والتاريخ، والواقفين على اللغة والفصحاء، والعارفين بأيّام العرب والرواية والشعراء المبرزين..
وفاة دعبل:
كان المنافقون من الشعراء يحرّضون المأمونَ على دعبل، ولكن المأمون كان يفهم جيداً ما يجب أن يتخذه لتثبيت مركزه وحاكميّته، فكيف يقتل شاعراً معروفاً بولائه لأهل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله، وعلى مرأى من الناس، لذا أعطى لدعبل الأمان، ولما مات المأمون خلفه أخوه أبو إسحاق محمد المعتصم سنة 218هـ، فطارد الطالبيين ونكّل بهم وكان دعبل يرى في المعتصم خصماً عنيداً وعدواً لا يمكن تركه، لذلك لم يمدحه بل أكثر به الانتقاد اللاذع والهجاء الذي يفتت القلب ويمحو الصبر. وكان المعتصم يطلبه دائماً ليفتك به ويتخلص من لسانه ووضع عليه العيون والجواسيس »
.
وعندما بلغ دعبل أن المعتصم يريد قتله هرب وقال من قصيدة يهجوه بها:
ملوك بني العباسِ في الكتبِ سبعةٌ ولم تأتِنـا عن ثامـن لـهمُ كُتـبُ
كذلك أهل الكهفِ في الكهفٍِ سبعةٌ خيـارٌ إذا عُـدُّوا وثامنـهم كلـبُ
وإنـي لأُعلـي كـلبَهم عنك رفعةً لأنَّك ذو ذنْب وليس له ذنْـبُ

بعد قصيدة الهجاء هذه أهدر المعتصم دمه، « فهرب إلى طوس وقُتل صبراً سنة 220 هـ »
وبذلك تكون نهاية شاعر ملأت شهرته الآفاق وبقي شعره خالداً رغم الموت.
__________________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]