مع إتمام ثمرة جهدي وحبيبة قلبي حفظها لكتاب الله عز وجل كاملاً ، تبقـّى أن تتوجه حفظها ، بشهادة هي بخط البشر لكن احتسبتها لوجه الله خالصة.
في الفترة التي كانت ريحانة قلبي تستعد للإمتحان بمراجعة و مذاكرة حفظها لآيات الله عز وجل أتى لزوجي طلب بحضور دورة في أمريكا بالتحديد في جامعة كِـنـْت لمدة أسبوعين ، ويا لها من أيام.
كانت تلك أول مرة يسافر فيها زوجي وحده ، كان الأمر صعبا علي ، ولكن ليس بصعوبته على إبنتي .
طوال ليلة سفر أبوها وهي تبكي ، لكن لا تظهر لنا ذلك ، حيث تجلس خلف الباب واضعة رأسها في حجرها وتبكي بصمت ، إلا أن قلب أمها فضحها .
وعند رحيله ظلت تودعه من نافذة المنزل حتى غابت السيّارة عن نظرها عندها فقط بكت و رأسها على النافذة بكاءًا شديدا ، لم تهدأ إلا بعد أن احتضنتها لفترة .
في تلك الفترة ، لم يتركني أب زوجي ولا أمه - جزاهما الله كل خير- ، أمه تتصل بي يوميا لتطمئن علينا ، و أبوه يأتي ليلبي لنا ما ينقصنا من متطلبات منزلية رغم كِبر سنه ، وأمي أتت لتبيت معي .
في تلك الأثناء تحدد موعد إختبار صغيرتي ، وقد كان بعد أسبوعين من عودة زوجي من سفره .
لجين في فترة غياب والدها ، ساءت نفسيتها كثيرا ، وعندما يتصل زوجي ونكلمه أو نحن نتصل به لنكلمه ، كلنا نتكلم معه إلا هي تبقى صامتة ، أبوها يسألها وهي تختصر إجابتها في (الحمدلله) يقولها يا بنتي كلميني عشان أسمع صوتك ، تقول لا ، أنا أبغا أسمع صوتك ، إنت حكـّيني اش بتعمل بابا .
عندما رأيتُ ما وَصَلت له نفسيتها من السوء ، وعدم الأكل ، والبكاء الصامت طوال الوقت ، لأخفف عنها ، فكرت أن أشغِلها بمراجعة القرآن ليمر الوقت فاستشرتها قائلة: اش رايك نعمل لبابا مفاجأة ، أطلب من الجمعية إنه تقدم موعد إمتحانك ، وبابا لما يجي يفرح بالنتيجة الحلوة إلي رح تجيبيها ؟ قالت طيب.