أصبحت طفلتي من الصف الأول الإبتدائي ترتدي الحجاب ، ولا تخرج من البيت إلا به ، سواء ذهبت إلى التحفيظ أو الملاهي أو إلى الطبيب .
في مرة من المرات أخذها أبوها للملاهي ، فأجبرتها أن تترك حجابها عندي وتذهب هي لـ اللعب ، وعندما تعود تلبسه ، لم يغيبوا فترة وعاد لي زوجي حزين يقول: لم تلعب ولا بشيء ، رغم أني أغريتها بأني سأركب معها فقد ظننتُ أنها خائفة من الركوب لوحدها.
سألتها: ليش يا ماما ما لعبتِ ، شوفيها الألعاب حلوة كتير ، قالت: لأنك خليتي الناس تشوف شعري ، ومعلمة نسيبة قالت لو البنت غطت شعرها ربنا يحبها وتصير طوول الوقت فرحانة ، أنا دحين مو فرحانة .
صار زوجي يضحك ، وقال لها : يعني كل هاد الزعل عشان هاد الشيء ، يا ستي خـُديه ، ورماه عليها .
يا إلهي قديش شفتها فرحانة بداك الوقت ، كإنه شيء ثمين ضاع منها ورجعت أخذته.
لبست حجابها وقالت لأبوها ممسكة بيده: يلا بابا نروح ع الملاهي مرة تانية ، أنا دحين فرحانة وأبغا ألعب ، أبغا أركب الطيارة إلي تطلع فوووق أنا وانت مع بعض وبعدين أبغا أطلع في القطار.... هذا ما سمعته لأنهم بعد ذلك ابتعدوا عني .
غرس التحفيظ في قلب ابنتي حب الحجاب ، فأصبحت الأولى والوحيدة في مدرستها التي ترتديه ، رغم أن في مدرستها إلى مرحلة سادس إبتدائي.
في كل إجتماع للأمهات تقوم به المدرسة ، يكرموني ويكرموا ابنتي معي ، ظنـًا منهم أنني أنا التي عوّدتها عليه .
ومع كل نهاية إجتماع للأمهات ، تطلب مني أمهات صديقات بنتي أن تكون بنتي صديقة لبناتهن كي يتعلموا منها ، ويسألوني عن السبب الذي جعل قرة عيني بهذه الطريقة ، هل هو الدلال أم المال أم تلبية الطلبات أم ما السر؟ ، فأجيبهن بكلمة واحدة
( هذه بركة القرآن )
وبعدها أصبحت المدرسة تُشجع طالباتها على ارتداء الحجاب وحفظ القرآن ، وتقدم الحوافز لهن ليستمروا ، كما أن مديرة المدرسة أصبحت تتابع معي حفظ ابنتي لكتاب الله ، ولأي الأجزاء وصلت ، وتتابع أيضا مستواها التحصيلي في المدرسة .