عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-10-2019, 10:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك

يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
عبد العزيز بن مصطفى كامل

• لما نودي الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأشرف الأوصاف وهي الرسالة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) جاء الكلام بعدها في صيغة التهديد بالانسلاخ من هذا الشرف في حال عدم القيام بمقتضى الرسالة ونشرها؛ وبثُّها لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وحاشاه -صلى الله عليه وسلم- أن يترك البلاغ؛ ولكنَّ التعبيرَ فيه ترهيب شديد من كتمان العلم، فغيره -صلى الله عليه وسلم- غير معصوم من الكتمان[الرازي في تفسير مفاتح الغيب].
• استعمال أداة الشرط (إن) في قوله - تعالى -: (وَإن لَّمْ تَفْعَلْ) جاء لأن (إن) من شأنها في كلام العرب عدمُ اليقين، بخلاف لو استعملت أداة الشرط (إذا)، فـ (إن) تفيد أن عدم التبليغ الكامل غير مظنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فهذه شهادة أخرى بأنه أدَّى أمانة البلاغ كاملة، فقد اختاره الله (والله أعلم حيث يجعل رسالته) [اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الحنبلي]و [تفسير الواحدي].
• افترض هذا الشرط (وَإن لَّمْ تَفْعَلْ) افتراضاً؛ ليُبنى عليه الجواب، وهو قوله - تعالى -: (فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ليستفيق الذين كانوا يرجون أن يسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن النازل بفضائحهم من اليهود والمنافقين الصادين عن سبيل الله وليبكِّتَ من قد علم الله أنهم سيفترون فيزعمون أن قرآناً كثيراً لم يبلِّغه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمة وهم الروافض، وهذا من الإعجاز الغيبي المستقبلي للقرآن. [ابن عاشور في التحرير والتنوير].
• التأمل في سبب نزول الآية وزمانه يبطل دعوى الرافضة أنها نزلت في يوم (غدير خم)[6]؛ لأن الذي يقتضيه ظاهر خطبة الوداع التي طلب الرسول شهادة الصحابة بالبلاغ فيها، يدل على أن الآية نزلت قبل يوم الغدير؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طلب شهادة الصحابة في يوم عرفة، ويوم الغدير كان بعد عودة النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع. [الآلوسي في روح المعاني].
• في الآية ردٌّ على الرافضة في زعمهم جواز بل وجوب كتمان الحق وإظهار خلافه دون خوف باسم (الَتِقيَّة) التي جعلوها من أصول الدين، متذرعين بقول الله - تعالى -: (إلا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) مدَّعين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتم أموراً من الدين تقية، والآية هنا تثبت أنه بلًّغ وأظهر كلَّ ما أنزل إليه دون تقية أو كتمان. [تفسير الآلوسي الآية 39 من الأحزاب]، و [المحرر الوجيز لابن عطية الآية 28 من سورة النساء].
• هذه الآية من سورة المائدة - التي هي آخر ما نزل من سور القرآن - من أهم مقاصدها قطع تخرُّص من قد يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استبقى شيئاً لم يُبلِّغْه، أو أنه خصَّ بعض الناس بإبلاغ شيء من الوحي لم يُبلِّغْه للناس عامة.
فهي أقطع آية لإبطال قول الرافضة بأن القرآن أكثر مما هو عليه في المصحف الذي جمعه أبو بكر ونسخه عثمان -رضي الله عنهما- وبأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختص كثيراً من القرآن علياً بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأنه ورَّثه أبناءَه، وأنه يبلُغ حمل بعير، وأنه اليوم عند الإمام المعصوم «المهدي المنتظر». [راجع ابن عاشور- التحرير والتنوير].
• كتمان بعض البلاغ إغفالاً له، أو استهانةً به، يساوي ترك الجميع لقوله - تعالى -: (وَإن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ). ومعنى ترتب هذا الجواب على ذلك الشرط، أنك إن لم تبلغ جميع ما أنزل الله إليك فتركت بعضه، لكنت كمن لم يبلَّغ الرسالة؛ لأن كتمان البعــض كتمــان للجميــع، ولأن المكتــوم لا يُدرى أن يكون في كتمانه ذهاب فوائد ما وقع التبليغ به. [ابن عاشور التحرير والتنوير].
• هذه الأوهام الشيعية في كتمان الرسول بعضَ ما أنزل إليه، ألـمَّت مبكراً ببعض أنفس المتشيعين إلى علي - رضي الله عنه - في مدة حياته، فدعا ذلك البعضَ إلى سؤاله عن ذلك فقال: "هل عندكم شيء من الوحي مما ليس من القرآن، فقال: "لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! إلا فهماً يعطيه الله رجلاً من القرآن، وما في هذه الصحيفة" قال: وما في هذه الصحيفة؟ قال: "العقل وفكاك الأسير، وألا يقتل مسلم بكافر"[7].
وقد نفت عائشة - رضي الله عنها - هذا الزعم والوهم، مستدلة بهذه الآية، فقالت لمسروق - في الحديث الذي رواه البخاري عنها -: "من حدثك أن محمداً قد كتم شيئاً مما أُنزل عليه فقد كذب، والله يقول: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)...الحديث"[8].
• في الآية أيضاً ردٌّ على الصوفية الذين يزعمون أن للدين ظاهراً هو الشريعة التي يجب إظهارها، وباطناً هو الحقيقة التي يجب إخفاؤها، وهو ما يسمونه (علم الأسرار) فهو إن كان علماً فلا يجوز إخفاؤه، وإذا لم يكن علماً فلا يجوز اعتماده. وإن العلم لا يهلك حتى تكون سراً كما قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -.
• ولنا أن نقول: يستفاد من الآية أيضاً إبطال قول منافقي العصر، من العلمانيين (ليبراليين ويساريين) بأن الدين تؤخَذ منه العقائد لا التشريعات، وأن العقائد هي أمور روحية بين المخلوق والخالق، لا علاقة لها بواقع الحياة. فالإنسان يشرِّع لنفسه في زعمهم، وأنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، والآية تبطل كل ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أُمِر بتبليغ الدين كله (عقيدة وشريعة) ليُعمَل به كلِّه دون إغفال أو إهمال أو تبعيض، فتعطيل الشريعة إضاعة للعقيدة، كما قال - سبحانه -: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) [النساء: 65].
(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
• لما كانت الرسالة بلاغاً لكل الناس بالحق، وكشفاً لكلِّ باطل مما عليه أنواع الكفرة، كَثُر أعداء الرسول وأعداء الرسالة من المستفيدين ببقاء الناس على الضلالة. ولهذا طمأن الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمَّنه من أن يناله مكروه من أعدائه الكُثُر يتوقف بسببه اكتمال البلاغ (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)؛ أي: لا تتوقف عن البلاغ مخافة أحد منهم مهما كانت كثرتهم وقوتهم. (الجواهر الحسان للثعالبي).
• في هذا الجزء من الآية معجزة ظاهرة من معجزات القرآن ومعجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث تحقق وعد الله له بالعصمة من القتل والهلاك قبل إتمام البلاغ رغم كثرة الأعداء وتتابع الحروب والمحن. [البحر المحيط للواحدي].
• في الآية إشارة إلى المبلِّغين رسالات الله، ألا يخشوا أحداً إلا الله، وفيها بشارة لهم بأن الله ينتقم من أعدائهم، ويُضِل سعيهم في إيقاف دعوتهم. كما فعل الله بأعداء الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأن من امتثل لأمر الخالق يعصمه الله من شر المخلوق. [تفسير حقي].
وقد قال الشوكاني في هذا المعنى عند تفسيره للآية: "وهكذا من سبقت له العناية من علماء هذه الأمة، يعصمه الله من الناس، إن قام ببيان حجج الله وإيضاح براهينه، وصرخ بين ظهراني من ضاد الله وعانده ولم يمتثل لشرعه، من طوائف المبتدعة، وقد رأينا من هذا في أنفسنا وسمعناه في غيرنا، ما يزيد المؤمن إيماناً وصلابة في دين الله، وشدة شكيمة في القيام بحجة الله، وكل ما يظنه متزلزلوا الأقدام ومضطربوا العقول من نزول الضرر بهم وحصول المحن عليهم، فهو خيالات مختلة، وتوهمات باطلة، فإن كل محنة في الظاهر، هي منحة في الحقيقة، وأنها لا تأتي إلا بخير في الأولى والأخرى".
• ضمان العصمة للرسول - صلى الله عليه وسلم - كان منصرفاً إلى المنع من القتل أو الأسر، وهي عصمة مقترنة بأداء البلاغ. وخوف الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن من القتل لذاته؛ لأنه شهادة في سبيل الله تُرجى وتُغتَنم، لكنَّ هَمَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخوفَه كان مما يمكن أن يحصل بسبب القتل، وهو تعطُّل اكتمال إبلاغ الهدى للناس، وهذا ما كان يخشاه - صلى الله عليه وسلم - منذ بدء الرسالة؛ حتى إنه كان يقول: من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلِّغ رسالة ربي وله الجنة[9][ابن عاشور التحرير والتنوير].
• الوعد بالعصمة من القتل تكرر في مراحل سابقة عن وقت نزول آية المائدة (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، كما في قوله - تعالى -: (إنَّا كَفَيْنَاكَ الْـمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر: 95]، وقوله (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) [البقرة: 137]؛ فآية المائدة على هذا تثبيت للوعد وإدامة له، ودليل صدق لذلك الوعد وتحقُّقه مهما تغيرت صروف الزمن وتعددت صنوف الأعداء. وهذا ما حصل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوال المرحلة المكية والمرحلة المدنية. [ابن عاشور - التحرير والتنوير].
• ارتبطت العصمة من القتل باستمرار البلاغ، ولما انتهى أداء هذا البلاغ بقول الله - تعالى -: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) [المائدة: 3]. شاء الله - تعالى - أن يكتب لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أجر الشهداء، فيموت على فراشه من أَثَر السم الذي دسَّته له يهودية في كتف شاة، فمات منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: لعائشة - رضي الله عنها - في مرضه الذي توفي فيه: ((يا عائشة! ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدتُ انقطاع أبهري من ذلك السُّم))[10]. ولهذا كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرون أنه - عليه الصلاة والسلام - مات شهيداً. [ابن كثير في تفسير للآية من سورة البقرة].
وانظر هذا المعنى في تفسير ابن عثيمين لقوله - تعالى - (فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) [البقرة: 87]. قال البقاعي في تفسيره (نظم الدرر) عند هذه الآية: "ولقد وفَّى - سبحانه - بما ضمن. فلما أتم الدين وأرغم أنوف المشركين، أنفذ فيه السُمَّ الذي تناوله بخيبر قبل سنيين، فتوفاه شهيداً كما أحياه سعيداً".
• ترك التبليغ يأتي لسببين: أحدهما: الخوف من القتل أو الأسر، والثاني: الخوف من عدم حصول ثمرة ذلك البلاغ، فأجــاب النظم الكريم في سياق تلك الآيات عن الأول بقوله - تعالى -: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، وأجاب عن الثاني بقوله بعدها: (إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)؛ أي: ليست عليك ثمرة البلاغ؛ إنما عليك واجب البلاغ في ذاته، ولو لم توجد ثمرته. [البقاعي في نظم الدرر].
(إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
• فيها إشارة إلى أن من حكم الله القدري؛ أنه لا يهدي قوماً جحدوا نبوة الأنبياء، وردوا رسالة الرسل المبلَّغة إليهم من ربهم وهذه العبارة (إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) من جملة البلاغ الذي أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ به الناس؛ وهو أن الهداية محجوبة قدراً عن الجاحدين، ما داموا غير مكترثين بالبحث عن الحق، ومعاندين لأهله، أما إذا تجرَّدوا وطلبوا الحق، فتُرجى هدايتهم لكن على الموحدين أن يتخلصوا من إثم عدم البلاغ. [تفسير حقي].
• الهداية نوعان: (قدرية) و (شرعية)؛ فالقدرية هي التسديد والتوفيق الإلهي لطريق الهدى ودين الحق. أما (الشرعية) فهي بيان السبيل للوصول إلى ذلك الطريق، ومن أهل العلم من سمى الأولى هداية التوفيق والثانية هداية البيان والدلالة. والهداية المنفية هنا عن القوم الكافرين هي الهداية (القدرية) أو هداية التوفيق، التي يُعاقَب بحجبها أعداء الرسل المشاقين للحق. أما الهداية الشرعية أو هداية الدلالة فقد أفاض الرسول في بيان الشريعة الموصلة إليها، فكانت حياته كلها بلاغاً بها، امتثالاً لأمر الله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة: 67].
_____________________
[1] الحديث أخرجه أحمد في مسنده (2/159) رقم (6486)، والبخاري (4/207) رقم (3461)، والترمذي (2669)، وأبو داود (3674).
[2] نظراً لتعدد طبعات كتب التفسير، ولتعذُّر الحصول على بعضها إلا في نسخة إلكترونية، غير مطابقة في صفحاتها للمطبوع، فسأكتفي في هذه الحلقات بإذن الله بالإحالة إلى اسم السورة ورقم الآية من كل تفسير، دون رقم الجزء والصفحة؛ حيث يسهل الرجوع إلى الموضوع المشار إليه من خلال اسم السورة ورقم الآية فقط.
[3] أخرجه أبو داود، رقم (4604) وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم (2643).
[4] صحيح مسلم، رقم (1218).
[5] مختصر الصواعق المرسلة: (2/238).
[6] قصة (يوم غدير خم) مروية في كتب السنة، لكن الشيعة الروافض زادوا فيها وهوَّلوا، حتى جعلوها أصلاً لمذهبهم في أحقية عليِّ - رضي الله عنه - بالخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وغاية ما فيها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دافع عن علي - رضي الله عنه - ضد من نالوا منه بسوء الظن، فاتهموه بالبخل والظلم، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - له وقال: (من كنت مولاه، فعلي مولاه). وكانت هذه القصة يوم الثامن عشر من ذي الحجة، عام حجة الوداع.
[7] رواه البخاري (4612)، ومسلم (177).
[8] أخرجه البخاري برقم (111).
[9] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (6/49) بإسناد رجاله رجال الصحيح.
[10] أخرجه البخاري برقم (4428)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]