[ابوالوليد المسلم]

بين العاطفة والعقل!
توفيق رجاء الله الشماسي الحربي


يحق للعاطفة أن تدلي بأقوال مشاعرها، لكن لا يحق لها أن تفصل في القضية فهذه مهمة العقل.
العاطفة تنظر في طرف القضية في الجانب الوجداني منها، والعقل ينظر إلى القضية بكل أجزائها وأبعادها وملابساتها.
الجسم بدون العاطفة يحيا حياة قاسية صلفة! لكنه يعيش!وبدون العقل يحيا حياة التهور! وربما يهلك!
العاطفة تتنازع كثيرا مع العقل وتتشاجر معه لأنه يمنعها رغباتها، لكن غالبا ما يكون العقل محقاً والعاطفة هي من يقاسي مرارة النتيجة!
العاطفة تنظر في الحال والعقل ينظر في المآل.
عاطفة بلا عقل عاصفة! عبارة كثيراً ما سمعتها من الشيخالعثيمين -رحمه الله- خلال أشرطة دروسه ومحاضراته.
هل تتصور أن من يُعمل عقله ويرضي ربه لا يملك قلباً رحيماً؟!
كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحاً أفاءه الله على المسلمين، فتناول ابن له صغير تفاحة، فأخذها من فمه، وأوجع فمه، فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة، فأرسلت من أشترى له تفاحاً، لكنه لم يأتِ بشيء!
فقال عمر لزوجته فاطمة: في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ الرائحة.
قالت: لا، وقصت عليه القصة من أنها أرادت جبر خاطر الصغير، وتشتري له تفاحة مكان التي منعته منها، لكن الرسول لم يأتِ بشيء.
فذرفت عيناه الدموع، وقال: والله لقد انتزعتها من فمه، وكأنماانتزعها من قلبي، لكني كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة، من فيئ المسلمين قبل أن يقسم الفيء!