عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-06-2019, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي بذل العلم.. فضائل لا تحصى

بذل العلم.. فضائل لا تحصى



ياسر محمود




من حق العلم على العالم أن يعلمه للآخرين، وهذا هو شأن الربانيين الذين ذكرهم الله في كتابه بقوله: }ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون{ (آل عمران: 79).


ففي تعليم الناس الخير اقتداء برسل الله تعالى وسير على دربهم، فإنما بعث الله الرسل معلمين لأقوامهم، وآخر هؤلاء الرسل محمد صلى الله عليه وسلم الذي حدد الله رسالته في تعليمه الخير للناس حين قال: }كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون{ (البقرة:151).

ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا" (رواه مسلم)، فمعلم الناس الخير يقوم بما قام به رسل الله؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "وإن العلماء ورثة الأنبياء" (رواه أبو داود).

نفع متعد

إن الطاعات التي يمتد نفعها للآخرين خير من التي يقتصر نفعها على صاحبها، فالمقرر أن المتطوعين بالصلاة والصيام والحج والاعتمار والذكر وغير ذلك يزيد عملهم من رصيد حسناتهم ويرفع درجاتهم، ولكن الناس والمجتمع من ورائهم لا ينالون من جراء عبادتهم نفعا مباشرا، أما العبادات المتعدية فيعود نفعها على صاحبها وعلى الناس من حوله، ومن أجلّ هذه العبادات المتعدية – إن لم تكن أعظمها على الإطلاق - أن ينفع المرء الناس بعلمه، فيكافأ على ذلك بأن يكون له مثل أجر كل من انتفع بعلمه، فعن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل" (رواه ابن ماجه)، وقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: فضل العلم خير من فضل العبادة.

ثواب لا ينقطع

وفضل تعليم العلم وثوابه لا ينقطع بانقطاع الحياة، بل يظل أثره باقيا ممتدا ما دام في الناس من ينتفع بهذا العلم مهما تطاولت السنون وتعاقبت الأيام، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم).

وعن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما، أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" (رواه البزار بسند حسن).

استغفار ورحمة

ومن أروع الفضائل التي يحوزها من يعلم الناس الخير أن تستغفر له جميع الكائنات وتدعو له بالخير، وكذلك الملائكة تستغفر له، بل وأعظم من ذلك أن يناله الله برحمته، فعن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضيين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" (رواه الترمذي).

أفضل الصدقة

وتعليم العلم للناس صدقة يتصدق بها المرء، بل إنه من أفضل أنواع الصدقات؛ لأن الانتفاع بالعلم خير من الانتفاع بالمال، فالمال ينفد بإنفاق المتصدق عليه في قضاء حاجاته، أما العلم فيظل باقيا ينتفع به في الحياة وبعد الممات، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم" (رواه بن ماجة).

نفع بالخبرات

ومن صور نفع الآخرين بالعلم التي دعانا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، أن ننفع من حولنا بما وهبنا الله تعالى من خبرات عملية، فتعلم من لا يجيد عمله كيف يقوم به، وكيف يتقنه، فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل، قال: "الإيمان بالله والجهاد في سبيله" قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: "أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا"، قال: قلت: فإن لم أفعل، قال: "تعين صانعا أو تصنع لأخرق" (رواه مسلم).

لا نكتم علما

وإن كان لتعليم العلم للناس ونشره بينهم فضائل عظيمة، فإن كتمه والامتناع عن بذله لأهله لبخل أو لجر منفعة من حطام الدنيا أو لإرضاء حاكم أو لغير ذلك يوجب العقاب يوم القيامة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" (رواه أبو داود).

فوز ونجاة

وانطلاقا من الحرص على الفوز بفضائل تعليم الناس الخير، ونجاة من لجام النار يوم القيامة، فلنحدد لأنفسنا ما يمكنا أن ننفع به غيرنا من علوم أو خبرات عملية، ثم نضع تصورا لكيفية نفع الآخرين به، كالمشاركة في محو الأمية أو من خلال الدروس المسجدية أو بمساعدة الطلاب أو غير ذلك من صور نفع الآخرين بالعلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]