عرض مشاركة واحدة
  #2393  
قديم 28-10-2020, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)















الآية: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (29).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾؛ يعني: ما يخرجون به من الإحرام؛ وهو أخذ الشارب وتقليم الظُّفر، وحلق العانة، ولبس الثوب ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾؛ يعني: ما نذروه من برٍّ وهدي في أيام الحج ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ القديم، وقيل: المعتق من أن يتسلَّط عليه جبَّار؛ يعني: الكعبة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ التفث: الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار والشَّعَث، تقول العرب لمن تستقذره: ما أتفثك؛ أي: أوسخك. والحاج أشعث أغبر؛ أي: لم يحلق شعره، ولم يقلم ظفره، فقضاء التفث: إزالة هذه الأشياء ليقضوا تفثهم؛ أي: ليزيلوا أدرانهم، والمراد منه الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، وقلم الأظفار، ولبس الثياب.



قال ابن عمر وابن عباس: "قضاء التفث" مناسك الحج كلها، وقال مجاهد: هو مناسك الحج، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظفار. وقيل: التفث ها هنا رمي الجمار.




قال الزجاج: لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن.



قوله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، قال مجاهد: أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج؛ أي: ليتموها بقضائها، وقيل: المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره، وقيل: أراد به الخروج عما وجب عليه نذر ولم ينذر، والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفَّى بنذره. وقرأ عاصم برواية أبي بكر «وَلْيوَفُّوا» بنصب الواو وتشديد الفاء.



﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾، أراد به الطواف الواجب عليه؛ وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق.



والطواف ثلاثة: طواف القدوم؛ وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعًا، يرمل ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا، وهذا الطواف سنة، لا شيء على من تركه.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد هو أبو عيسى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل القرشي، أنه سأل عروة بن الزبير، فقال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت.



أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الكسائي، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم يسعى ثلاثة أطواف، ويمشي أربعًا، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعًا».



والطواف الثاني: هو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق، وهو واجب لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأتِ به.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، أخبرنا الأعمش، أخبرنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عقرى حلقى أطافت يوم النحر؟))، قيل: نعم، قال: ((فانفري))، فثبت بهذا أن من لم يطف يوم النحر طواف الإفاضة لا يجوز له أن ينفر.



والطواف الثالث: هو طواف الوداع، لا رخصة فيه لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعًا، فمن تركه فعليه دم إلا المرأة الحائض يجوز لها ترك طواف الوداع.




أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الخطيب، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: «أُمر الناس أن يكون آخرَ عهدهم الطوافُ بالبيت، إلا أنه رُخِّص للمرأة الحائض»، والرَّمَل مختص بطواف القدوم، ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع.



قوله: ﴿ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ اختلفوا في معنى "العتيق"؛ فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقًا؛ لأنه لم يُملك قطُّ، وقال الحسن وابن زيد: سُمي به؛ لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس، يقال: دينار عتيق؛ أي: قديم، وقيل: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من الغرق، فإنه رُفع أيام الطوفان.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]