عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 20-01-2013, 12:27 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة السادسة - الأسير :
تصدر طرقات على باب المنزل ويتعالى صوت من داخل المنزل : من بالباب ؟

يجيبه الطارق : محمود

( يظهر حسام متجها نحو الباب .ثم يفتحه فتحة بسيطة لينظر من خلالها . ثم يفتحه ليسمح بدخول محمود الذي يتقدم إلى الداخل .يغلق الباب خلفه بعد أن يتأكد من الطريق )

حسام : ( بتوجس) خير يا محمود أحدث شيء

محمود : ( يتقدم نحو المقعد ) لا تقلق يا أخي . لقد أردت أن أتحدث معك في موضوع خاص قليلا ( يتحدث وهو يجلس)

حسام : ( وقد بدا الاهتمام على وجهه و يجلس ) : خير إن شاء الله

محمود : سأقول لك بعض الأشياء التي ستصيبك بالدهشة فحاول أن تسايرني

حسام : (وبدأت معالم القلق تنساب إلى ملامح وجهه) أصبتني بالقلق يا محمود

محمود : اسمي ليس محمودا

حسام : ( ينهض وقد اعترته حالة اندهاش شديدة ) ماذا ؟

محمود : ( لم يغير من وضعه ) ليس اسمي الحقيقي محمود و لا أعلم ما هو؟

حسام : (يميل بجسده تجاهه و يقول بشدة ) ماذا تقول يا محمود . أجننت ؟

محمود : ( يرفع بصره إليه ) حسام اجلس أرجوك حاول أن تستمع دون انفعال

حسام : ( مازال في ثورته ) ما تقوله لا يعقل بالمرة لولا معرفتي بك حق المعرفة لقلت إنك تمزح مزاحا سخيفا (يتمالك نفسه قليلا ثم يجلس )

محمود : لقد أخبرني أبي أنني لست ولده و لكني أحد الذين نجوا من مذبحة قانا ووجدني تائها فاقدا للنطق و الذاكرة و قام بتربيتي .

حسام ( مندهشا ) : لا اصدق ما تقوله

محمود : هذه هي الحقيقة

حسام : إذن من أنت ؟ ومن أهلك؟

محمود : (وهو ينظر إليه ) لا أعرف .

حسام : إن هذا لشيء عجيب ( ينظر إليه ) إذن ماذا ستفعل ؟

محمود : لا أدري. ولكني أعرف أنه علي البحث عن ذوي.

حسام : هل ستسافر إلى لبنان؟

محمود : سأسافر إلى قانا .

حسام : ( يتحدث بجدية ) أخي أعلم أنك في حالة صدمة شديدة , أعانك الله , و لكن أنت تعلم نحن في وسط معركة مخطط لها منذ فترة و أنت وضعت أغلب التفاصيل . نحن مرتبطون بجدول شديد الصرامة و أنت بنفسك من أقررت هذه القوانين .أرجوك أخي لا تجعل هذا الأمر يدمر كل هذا.

محمود : ( بانهيار ) ماذا أفعل يا حسام يجب أن أعرف أين أهلي هذا حقهم علي. ربما تكون أمي منفطرة القلب لليوم لفراقي و أبي الذي كان يرى في آماله و طموحه قد ضاعت و ربما إخواني قد يبحثون عن عضد لهم في هذه الدنيا . ضع نفسك مكاني يا حسام.

حسام : (بأسف ) : والله إنه لحدث جلل أعانك الله ( يضع يده على كتف محمود ) و إني واثق أنك ستجد مخرجا .( بجدية ) أنت أقوى من ذلك يا أخي فاصبر فإن الله جاعل لك مخرجا . ( يصمت قليلا ثم يبتسم بمرح ) أرأيت هؤلاء الصهاينة الأغبياء لقد وقعوا كالفأر في المصيدة بل أظن أن الفأر أذكى منهم . حتى أننا جعلنا أخونا في الشرطة يسرب خبر أنهم هم الذين قد قاموا بهذه العملية وأن الجثث جثثهم فقطعنا عليهم طريق العودة.

محمود ( يبتسم ) : هذا نصر من عند الله و ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. ولا ننسى شهيدنا حنَا غفر الله له .قد كانت شهادته وبالا عليهم. انتقم الله له وهو ميت .

حسام ( مبتهجا و يقبض على يده بحماسة) : ما شاء الله يا أخي على قوة بصيرتك و شجاعة قلبك و حسن تخطيطك . سيجدوا أنهم قتلوا واحدا من الذين ذكرت أسماءهم في الورقة وفي نفس المكان و ستزيد ثقتهم فيك.

محمود ( محرج ) : هذا من فضل الله يا أخي . ماذا فعلت في الفتيان اللذان كانا يلاحقاني.

حسام (يبتسم ) : قمنا بضمهم للآخرين و سيتلقون التدريب المناسب.

محمود :أحسنت .

(يصدر صوت من جيب محمود.فيلتفت محمود إليه ويخرجه من جيبه فإذا هو المنادي و يلقي نظرة عليه . ثم ينظر إلى حسام بقلق)

محمود : إنه بيريز

حسام : (وقد انتقل القلق إليه ) هل يعرف إنك هنا

محمود : لا تقلق أنت معروف لديهم أنك أحد العملاء التابعين لي.سأغادر الآن و سأخبرك بالمستجدات ( يقوم ليغادر .ثم يلتفت إلى حسام )

محمود : ( بحرارة ) أشكرك يا حسام نعم الأخ أنت والله.

حسام : (يربت على كتفه) و هل ما بيننا غير ذلك . فكر جيدا يا محمود و أنا واثق أن الله سيلهمك ما فيه الخير

محمود : ( يبتسم ) السلام عليك أخي العزيز

( يغادر نحو الباب )
************



يظهر بيريز جالسا داخل سياراته و يمسك بمنظار مقرب ينظر إلى محمود الذب يقف منتظرا و ينظر في ساعته في النفس المكان السابق يضع المنظار جانبا و يرتدي نظارته الشمسية ثم يشغل السيارة و يقوم بتغيير ذراع الحركة ومن ثم تتحرك السيارة . يعتدل محمود ناظرا إلى سيارة بيريز وهي تتحرك نحوه . تتوقف بجواره , يركب محمود و تتحرك السيارة

بيريز : (ببرود ) كيف حالك يا محمود ؟

محمود : ( ببرود مماثل ) بخير

بيريز : هل تعلم أني حاولت الاتصال بك أكثر من مرة و لم أجدك كأنك اختفيت

محمود : والدي كان مريضا قليلا

بيريز : شفاه الله. ما رأيك في ما حدث في الآونة الأخيرة ؟

محمود : أخطأتم باقتحام المكان بدلا من نسفه بطائرة أو بشيء من هذا القبيل

بيريز : لا نستطيع , كنا مضطرين لاقتحامه لأننا لا نعلم مكان الأسير بالتحديد فلو أخبرتنا عن مكانه لكان الأمر قد تم.

محمود : أنت تعلم أني أبذل أقصى ما لدي للحصول على هذه المعلومات , و أعتقد أني كنت دقيقا في هذا الصدد .

بيريز : لا أنفي ذلك و لكن هل علمت مكان الأسير .

محمود ( يحرك شفتيه ) لا لم أستطع الحصول على شيء.

بيريز ( ينظر إليه ):لو تحتاج إلى مال إضافي أستطيع أن أدبره لك

محمود : ولو احتجت لن أقوم بهذه الألعاب الصبيانية و أخفي عليك بعض المعلومات لأحصل على المزيد. مكان الأسير يجب أن تحصلوا عليه من أفواه الذين قاموا بالعملية.

بيريز : ( يعود لوضعه السابق ) حسنا لن أقوم بالضغط عليك أكثر.كيف هي أخبار الشارع؟

محمود : أغلب الفلسطينيين يشعرون بالسعادة لما يحدث و أعتقد أنك تعلم هذا؟

بيريز : ما رأيك بعملية ثأرية من قبلنا ؟ أن نقوم بقذف غزة عشوائيا و نقول أننا قضينا على الإرهابيين و بذلك يهدأ الشارع الإسرائيلي .ونحفظ ماء وجهنا.

محمود : ( يحرك شفتيه كناية عن التفكير ) : وماذا لو أعلنوا أنهم سيقتلوا الأسير و ينشرون تسجيل لهذا عبر التلفاز أو على إحدى القنوات الفضائية . هذا سيصيب الشارع بحالة من الغضب على هذه الحكومة التي تدعي الشفافية وهي أبعد ما تكون عنها .

بيريز : ( يصمت) صدقت ( يوقف السيارة بهدوء ) حسنا يا محمود ابذل أقصى ما عندك لإيجاد مكان الأسير ( يخرج مظروف من جيبه و يعطيه محمود ) و هذا مبلغ مقدم لتذليل أي عقبات ( يبدو أن محمود سيدافع عن موقفه من جديد و لكن بيريز لم يعطه فرصة و هو يشير بيده ) وهذا ليس شكا في ولاءك.

( يأخذ محمود المظروف و يضعه في جيبه و ينزل من السيارة . تنطلق السيارة مسرعة)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]