الســـلام علــــيكـــم ورحـــمــــة الله وبــركـــاتـــه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" فلهذا كان أهل الأنساب الفاضلة يُظن بهم الخير ، ويُكرمون لأجل ذلك ، فإذا تحقق من أحدهم خلاف ذلك : كانت الحقيقة مقدمة على المظنة ، وأما ما عند الله : فلا يثيب على المظان ولا على الدلائل ، إنما يثيب على ما يعمله هو من الأعمال الصالحة ؛ فلا يحتاج إلى دليل ، ولا يجتزىء بالمظنة ، فلهذا كان أكرم الخلق عنده أتقاهم ، فإذا قُدِّر تماثل اثنين عنده في التقوى : تماثلا في الدرجة ، وإن كان أبو أحدهما أو ابنه أفضل من أبي الآخر أو ابنه ، لكن إن حصل له بسبب نسبه زيادة في التقوى : كان أفضل لزيادة تقواه ، ولهذا حصل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إذا قنتنَ لله ورسوله وعملن صالحاً ، لا لمجرد المصاهرة بل لكمال الطاعة ، كما أنهن لو أتين بفاحشة مبينة لضوعف لهن العذاب ضعفين لقبح المعصية ؛ فإن ذا الشرف إذا ألزم نفسه التقوى ، كان تقواه أكمل من تقوى غيره " .
انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 8 / 216 ، 217 ) .
موعظة مؤثرة للعلامة بن عثيمين رحمه الله - الرفاهية والتنافس على الدنيا
قال ابن عثيمين رحمه الله
[ فإن الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس كلما انفتحت عليهم الشرور ،، ان الرفاهيه هي التي تدمر الانسان
لان الانسان اذا نظر الى الرفاهية وتنعيم جسده ، غفل عن تنعيم قلبه ! .. وصار اكبر همه ان ينعم هذا الجسد الذي مئاله الى الديدان
والنتن ! وهذا هو البلاء ، هذا هو الذي ضر الناس اليوم ..
لاتكاد تجد أحد الا ويقول : وش قصرنا ؟ وش سيارتنا ؟ وش فرشنا ؟ وش أكلنا ؟
حتى الذين يقرؤون العلم و يدرسون العلم بعضهم انما يدرس من اجل ان ينال رتبه او مرتبه يتوصل بها الى نعيم الدنيا
ما كأن الانسان خلق لامر عظيم !! والدنيا ونعيمها انما هو وسيلة فقط !! نسئل الله ان يجعلنا واياكم نستعمله وسيله ،
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : " ينبغي للانسان ان يستعمل المال كما يستعمل الحمار للركوب ، وكما يستعمل
بيت الخلاء للغائط ! " ..
شوف اللي يعرفون المال ! يعرفون قدره ! ..
لاتجعل المال أكبر همك ! .. إركب المال ، فإن لم تركب المال ركبك المال وصار همك هو الدنيا ..
ولهذا تقول : إن الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها فإنهم يخسرون من الآخره بقدر ماركبوا من الدنيا ..
قال النبي عليه الصلاه والسلام : ( والله مالفقر اخشى عليكم ، [يعني ما اخاف عليكم الفقر الدنيا ستُفتح ] وإنما اخشى عليكم ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما اهلكتكم ) وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ،
هذا الذي اهلك الناس اليوم ! .. الذي اهلك الناس اليوم التنافس في الدنيا وكونهم كأنما خلقوا لها ، لا أنها خلقت لهم ،
فاشتغلوا بما خُلِق لهم عما خُلِقوا له وهذا من الانتكاس نسئل الله العافيه ] .. انتهى كلامه رحمه الله ..
منقول