عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 16-04-2013, 10:09 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة السابعة عشر -اللقاء :

تظهر مذيعة وخلفها يحدث تزاحم على بوابة المناظرة و يوجد أيضا مذيعون و مذيعات أخريات في الخلفية

المذيعة : و كما ترون أيها السيدات و السادة نحن الآن في انتظار السماح للجمهور بالدخول و بالرغم من الزحام الشديد و لكن يبدو أن الإجراءات الأمنية صارمة للغاية.نتوقع أن تكون هذه المناظرة حساسة جدا و ساخنة .و الإعلام العربي و الغربي يتابعها منذ الإعلان عنها .بالطبع هذه المناظرة ليست ذو شأن قانوني بمعنى آخر أن الأمم المتحدة لن تنظر إليها بعين الاعتبار و لكننا لا نستطيع أن ننفي قوة تأثيرها على الرأي العام. ( يعلو صوت الزحام فتلتفت إلى الجمهور ) يبدو أن المناظرة على وشك البدء سيداتي آنساتي سادتي , و الأمن ينظم دخول الحضور . (تنظر إلى الكاميرا ) كانت معكم أمل محمد من أمام قاعة المناظرة , بيروت.


*********


يظهر ثلاثة أشخاص على ساحة المناظرة و هم يتوجهون إلى المنضدة و تزيد حركة الجمهور و أغلبهم يشير إليهم حتى يصلون إليها فيجلسون .

الرجل : (بصرامة ) نرجو من الحضور الهدوء . ستبدأ المناظرة بعد قليل . ( يعود إلى مقعده و يلتفت إلى محمود ) هل أنت جاهز يا سيد محمود ؟

محمود : ( بابتسامة الثقة ) جاهز

الرجل : ( يلتفت إلى سلوى التي ترمق محمود بنظرات من نار و محمود يميل برأسه محييا لها ) هل أنت جاهزة يا آنسة سلوى

سلوى : ( تنظر إليه ) بكل تأكيد

الرجل : ( يمسك بالمذياع ) الحضور الكرام أود أن أبدأ هذه المناظرة بشكر كل من ساهم لجعل هذه الفكرة حقيقة ماثلة أمامكم . و أرحب بالأستاذ محمود فضل من غزة أحد أكبر متبني قضية السلام مع إسرائيل و أن لإسرائيل حق في هذه الأرض كما للعرب حق فيها . ونرحب بالدكتورة سلوى ضياء الدين و هي طالبة في السنة الأخيرة بكلية الطب و بالرغم من صغر عمرها فقد طبع لها في الصحف و المجلات الدورية العديد من المقالات التي تتحدث فيها عن القضية العربية و تنبري للدفاع عنها . السادة الحضور أذكركم بأن تلتزموا بالهدوء التام و في مخالفتكم لهذا إشارة إلى عدم الاحترام لكل الموجودين . سنبدأ بالأستاذ محمود حيث أنه ضيف عندنا فليتفضل مشكورا

محمود : ( مبتسم) أشكر السيد مراد على إشرافه على هذه المناظرة التي تمثل الحضارة في أبهى صورها بعيدا عن القتال والدماء و الخراب, و أرحب بالدكتورة سلوى التي أتمنى لها كل التوفيق .سأبدأ بالتحدث عن تاريخ هذه الأرض التي استمر عليها الصراع لفترة طويلة . بدأت القصة عام ثلاثة و عشرين و ثلاثمائة قبل الميلاد عندما غزا الإسكندر الأكبر العالم و أنهى الإمبراطورية الفارسية والتي كانت تتضمن الدولة العبرية حينئذ متمثلة في دولة كنعان والتي كانت مساحتها حوالي مائة وثلاثون كيلومترا مربعا . وكانت هذه الدولة أسست بدافع ديني وهو أن الله عز وجل وعد بدولة لأبناء نبيه إبراهيم . بعد هذا الغزو عانى الشعب اليهودي الاضطهاد مما دفع الناس إما إلى تغيير ديانته أو إلى الهجرة وانتشرت الديانة المسيحية في المنطقة لتبدأ مرحلة جديدة. و أصبح الشعب اليهودي مشتتا في أصقاع المعمورة .بعد هذه الفترة ووصولا إلى العصور الحديثة حاول المجتمع اليهودي أن يندمج مع هذه الحضارات المختلفة و خاصة في أوروبا و لكنه كان لا يزال يعاني من الاضطهاد حتى أنهم منعوا من ممارسة أي نوع من الحكم بالرغم من مهاراتهم المالية و اليدوية و في الطب و في جميع أشكال الأنشطة البشرية .وزاد الأمر سوءا عندما بدأت الحرب العالمية الثانية و عاش الشعب اليهودي أسوأ مراحله عبر التاريخ حيث سيق الآلاف أو ربما الملايين إلى المحارق التي جعلها هتلر مقابر لليهود.وهنا زادت فكرة إنشاء وطن للشعب اليهودي إلحاحا و كان المكان الذي يمكن أن يفكر فيه اليهود هو أرضهم القديمة فلسطين و مع زيادة سطوة اليهود على المجتمع الأوروبي استطاع اليهود مع نهاية الحرب العالمية الثانية أن تكون لهم دولة في الأراضي الفلسطينية وقاموا قبلها بالإعداد الدقيق حيث توافدت وفود غفيرة من المهاجرين اليهود وصلت إلى حوالي أربعين ألف مهاجر بالإضافة إلى شراء الأراضي من المواطنين الفلسطينيين و التسليح الجيد الذي استطاعوا به أن يقاوموا الاعتراض العربي المسلح على وجودهم بدء من ثمانية وأربعين و تسعمائة وألف حتى هذه اللحظة.هذه نبذة مختصرة عن إسرائيل حتى هذه اللحظة .
أنتقل إلى الخلاف الفلسطيني أو العربي الإسرائيلي . من وجهة نظري الخلاف دائر حول أحقية إسرائيل في هذه الأرض.من جهتي أجد أن للشعب اليهودي حق في أن يعيش في هذه الأرض تاريخيا و كذلك حضاريا . جميعكم يشهد على التقدم الحضاري الذي قام على إثر قيام دولة إسرائيل و الذي قد يناظر أو يفوق الحضارة الأوروبية أو الأمريكية .الشعب الإسرائيلي عبر التاريخ كانت له إنجازاته العلمية و الإبداعية فقد أثرى الحضارة الإنسانية بما هو غني عن الذكر . الشعب الإسرائيلي لا يريد سوى مكان يتعايش مع من حوله بسلام .لا يوجد من هو على وجه البسيطة من يجد متعته في أن يَقتل أو يُقتل وإلا كان مجنونا بحق و لكن الشعب الإسرائيلي كأي شعب من حقه أن يدافع عن وجوده و كيانه . وفي أثناء ذلك ربما تحدث بعض الأخطاء وانفلات الأعصاب ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح.
القادة الإسرائيليون يريدون سلاما يضمن لشعبهم الأمن والأمان و قامت العديد من الاتفاقيات لضمان ذلك و لكن ما زالت القيادات العربية ليست بالنضج الكافي للتعامل مع الموقف مما يضطر القيادة الإسرائيلية أن تتراجع عن موقفها و عن اتفاقاتها.
الحل السليم و الذي أجده مرضيا لجميع الأطراف هو أن يتعامل الفلسطينيون والعرب على أن الشعب الإسرائيلي هم إخوان لهم يجب أن تتعلم الشعوب العربية التكيف في وجود حضارة أخرى و شعب أخر.لو وضع هذا الأمر نصب أعين العرب لانتهت أنهار الدماء منذ أمد بعيد
( يصمت و يبتسم )
أرجو أن أكون قد نقلت إليكم وجهة نظري .وشكرا جزيلا لكم على حسن استماعكم

مراد : (مبتسم ) نشكر السيد محمود فضل على كلمته و التزامه بالوقت المعين ننتقل إلى الدكتورة سلوى و التي سترد أو تتحدث عن وجهة نظرها فلتتفضل مشكورة

( تضج الصالة بالتصفيق الشديد )

سلوى : بسم الله الرحمن الرحيم .في البداية أشكر جميع الحاضرين و المنظمين لإتاحة هذه الفرصة للتحدث بقلب مفتوح عن قضية هي أشبه ما تكون مصدر صداع هذا العالم .سأبدأ أولا بما هو سبب هذه المشكلة .كانت وجهة نظر السيد محمود أن المشكلة في أحقية هذه الأرض .وأنا أخالفه .هذه الأرض ليست ملكا لأحد فإذا كان اليهود يؤمنون أنها أحق بها لأن الله وعد بأن تكون ملكا لأولاد إبراهيم فماذا عن العرب هم أولاد من إذن ؟ إنهم أولاد إبراهيم أيضا والتاريخ يثبت ذلك.القضية ليست قضية أحقية بل قضية سيطرة و استغلال ثروات وهذا هو تعريف الاحتلال هو قيام شعب بالسيطرة على أرض شعب آخر لاستغلال موارده .وهذا ما يحدث الشعب الإسرائيلي لم يكن يريد استقرارا بل سيطرة و احتلالا .لو أراد أن يستقر و يعيش عيشة تكافلية مع نظيره العربي لما كان هناك أي خلاف و لكنه أراد أن يعبث بمقدرات هذا الشعب.الشعب اليهودي عبر العصور لم يستطع أن يتعايش مع الشعوب الأخرى و هذا ليس عيبا في الشعوب الأخرى و لكنه خطأ في مفاهيمه الخاصة في التعايش نقرأ كثيرا عن استباحته لأموال الآخرين أو خداعهم .هل تتوقع أن يتقبل أي شخص هذا الأمر .
أنتقل إلى النقطة الثانية وهو لو وافقت على كلامك أنه يريد فقط الاستقرار فلم يريد التوسع واحتلال المزيد من الأراضي .لا تقول لي لحماية حدوده بل هو اعتقاده بأحقيته للأرض من الفرات إلى النيل .إذن القضية التي لا يقبل بها أي بشر أن تكون أرضه محتلة فإن دفاعه عن أرضه في هذه الحالة حق شرعي يكفله الدين قبل القانون.
أما قضية أنه من حقه الدفاع عن نفسه فهذا صحيح و لكن أنا لدي إحصائيات تتحدث بالأرقام عن دفاع إسرائيل عن نفسها .( ترتب بعض الأوراق ) عدد القتلى الفلسطينيين تقريبا أربعة أضعاف القتلى الإسرائيليين و عدد السجناء الفلسطينيين حوالي عشرة آلاف مقابل سجين واحد إسرائيلي , القتلى من الأطفال قد يصلون إلى عشرة أضعاف نظيرهم من الفلسطينيين أما حياد المجتمع الدولي فكان بارزا حيث أصدر حوالي خمس و ستون قرارا لصالح إسرائيل مقابل لاشيء للفلسطينيين .سيدي الفاضل هذه أرقام تتحدث عن حقيقة أن إسرائيل لا تطمع في سلام بل تريد سيطرة و حكم قمعي .هل لك أن تشرح لي لم تستهدف المدنيين العزل ؟.لا تقل أن الإرهابيين الذين نفخر بكونهم محاربين لهذا الاحتلال يستخدموهم كدروع بشرية وهذه الأعذار قد فندت من قبل لجان تحقيق مثل ما حدث في قانا قبل عشر سنوات .إن ما تفعله إسرائيل هي ترهيب للشعب الفلسطيني أو العربي بصيغة أدق .إنها تريد أن تجعل الشعوب خاضعة لإرادتها بقتلها أبناء هذه الشعوب.ربما تتناسى إسرائيل أننا شعوب عانت من وطأة الاحتلال أعواما وأعوام , ولم تنكسر إرادتنا و أقولها بصوت أعلى وبيقين راسخ لم ولن تنكسر أبدا
( تضج القاعة بالتصفيق الشديد .و تصمت سلوى حتى يهدأ الجمهور)
في اعتقادي الحل الأمثل إن كانت إسرائيل تريد سلاما بحق أن تعطي لكل حق حقه .هذه أرض أصبحت أرضا عربية وأعتقد أنها ستستمر هكذا حتى قيام الساعة .إذن على إسرائيل أن تقوم بإرجاع الأراضي التي استولت عليها بغير وجه حق إلى أصحابها .أما الحكم فهو للأصلح و ليس عنصريا حسب الديانة , فهذا أصل الحضارة أجناس مختلفة تعيش لرفعة مجتمعها .أنا أعلم أننا نعيش تبعا لقانون الغاب الأقوى له الباع الأطول و لكن و لتعلم إسرائيل أن على الباغي تدور الدوائر فإذا كانت تعتقد أنها ستسمر على بغيها للأبد فهذا لن يكون أبدا ستسقط مثل أي حضارة ظالمة سقطت من قبل .فلتحترس لنفسها ولتعمل لغدها قبل فوات الأوان. و شكرا لكم
(تضج القاعة بالتصفيق الحاد مرة أخرى)

مراد :سنأخذ الأسئلة من الحضور و سنجيب عنها لاحقا لضيق وقت السيد محمود .
و في نهاية هذه المناظرة نود أن نشكر كلا من ضيفينا الأستاذ محمود فضل و الدكتورة سلوى ضياء الدين على مشاركتهم معنا و تشريفنا بحضورهم .وأود أيضا أن أوجه دعوة إلى السيد محمود قدمتها الهيئة اللبنانية لحقوق الإنسان العربي لزيارة قانا ( ينظر إلى محمود و محمود يبتسم محييا مراد برأسه). شكرا أيها الحضور على احترامكم لنا و نرجو أن يكون الجميع قد أدرك أبعاد القضية و الآراء المختلفة .شكرا جزيلا و إلى لقاء جديد ( ينهضون و يسلم مراد على سلوى ثم على محمود و أخيرا محمود يسلم على سلوى والتي تبدو مشمئزة بشدة)


**********


بيريز يتابع التلفاز ويرن جرس الهاتف فينظر إليه ثم يلتقطه و يستمع للمتحدث

بيريز : لا أدري يا سيدي . لقد كانت الفتاة , وبالرغم من انفعالها و الذي كنا نأمل أنه سيضعف موقفها , قادرة على أن تعطي إجابات واضحة و صريحة .( يصمت قليلا ) محمود التزم بكل ما أخبرناه به و أعتقد أنه بذل ما بوسعه و لكن الفتاة كانت تملك من البلاغة و المنطقية ما أخرج هذه المناظرة بهذا الشكل ( يستمع ) لو أردت يا سيدي يمكننا أن نهدم بيتها فوق رأسها و لكنها أصبحت نجمة إعلامية و هذا سوف يحفز الرأي العام المحلي و الدولي ضدنا(يستمع ) محمود أعتقد أنه سيذهب إلى قانا التي دعي إليها بعد المناظرة أعتقد أنهم يريدون أن يبينون له آثار عملية قانا التي كانت منذ أكثر من عشر سنوات أملا في أن يغير موقفه (يستمع ) حسنا يا سيدي سنقوم بحملات إعلامية موسعة في أوروبا و أمريكا
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]