عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-04-2019, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: موسوعة أعلام العلماء والأدباء

موسوعة أعلام العلماء والأدباء

وإشكالية المداخل (2)

أ. محمد خير رمضان يوسف



اختلاف المدخل وتكرار الترجمة:
ومن آثار عدم التأكد من المدخل الصحيح، أو الاختلاف في أسلوب تشكيله، هو تكرار الترجمة، ومما وقفت عليه من ذلك من غير دراسة ولا تقصّ:
1/120: ابن آمني، سيدي محمد بن بادي.

وهو نفسه الذي ورد في 2/344 بالمدخل: ابن أمني، سيدي محمد بن بادي بن الشيخ محمد احمدو
وكاتب الترجمة هنا وهناك واحد، من جامعة نواكشوط، ولا توجد فروقات بينهما، سوى الفرق بين الهمزة والمدّ، فيبدو أن تشكيل المداخل من قبل لجنة الموسوعة. ويُشار إلى أن "بن بادي" لم يرد ضمن الترجمة هنا وهناك، فلا أدري كيف جاء في آخر المدخل في الموضع الأول؟

والحق أن كلمات شيخ وسيدي تدوخ المرء، فلا يعرف هل هو اسم أم لقب تشريف أم غيرهما؟ ولا يعرف المرء كيف يرتب، وهل يلزم إثباتها أم لا؟ فليت كتّاب المناطق التي تنتشر فيها هذه الأسماء يُعلِمون القرّاء بذلك، ويشيرون إلى الاسم الخالص، ثم يذكروا ما يحيط به من ألقاب وما إليها.

3/264: ابن بدي، محمد الأمين بن أحمد محمدي (ت 1383 هـ = 1963 م).
وهو نفسه في 7/304: حميِّيين، محمد الأمين بن أحمد (ت 1382 هـ = 1962 م).

وقد كتب الترجمتين أستاذان من الجامعة السابقة، كل على حدة.

فما هو المدخل الصحيح؟ ويلاحظ أن "بدي" و "حميين" ليسا من أسماء المترجم له، ولا أسماء أجداده. وصاحب المدخل المتأخر لم يورد كلمة "بدي" في سلسلة نسبه أصلاً، فكيف يكون مشهوراً به؟ وبأي مدخل يبحث عنه القارئ؟

وقد عرف كاتب هذه السطورتكرار هذه الترجمة -على الرغم من كون إحداهما في مج 3 والأخرى في مج7- من خلال ذكر مخطوط مميز له، فتذكرت أنه مرَّ بي في غير هذا الموضع، ولكن أين، وبأي مدخل، وقدر الله أنني كنت احتفظت بمعلومات عن المدخل الأول ولم أخلطها بأوراق أخرى... فقادني هذا إلى معرفته.

عدم بيان الاسم كاملاً:
إن الاهتمام بتحرير اسم المؤلف كاملاً، وتصفيته من الألقاب وما إليها، باستعمال كلمة "بن" في سلسلة النسب، والإشارة بوضوح إلى الشهرة واللقب عند اللزوم، هو أول ما ينبغي أن يتوجه إليه جهد كاتب الترجمة. ومشكلة هذه الموسوعة أنها لا تضع في منهجها هذا الأمر، فتجد تراجم لا تذكر سوى اسمه ونسبته، أو تذكر اسمه واسم أبيه فقط، فإذا تشابهت الأسماء كانت المشكلة أكبر، بينما المأمول أن تكون مرجعاً في الأمر، نظراً للتوسع في تحرير التراجم والسير بها، على غير شاكلة موسوعات أخرى في التراجم. ومثال ذلك:
6/441: ورد: محمد الحاج حسين.

هكذا فقط!! فهل يرضى بهذا أحد؟ هل يوجد أب واحد اسمه "الحاج حسين"؟ له ابن يسمى "محمد"؟ كان على الكاتب أن يذكر اسمه الثلاثي على الأقل، وهو "محمد بن أحمد الحاج حسين" كما في معجم المؤلفين السوريين ص 113.

7/102: الحكيم، توفيق.

هكذا فقط. ولم يذكر في نص الترجمة اسمه الكامل، بل ورد أنه كتب للمسرح باسم مستعار هو "حسين توفيق". لكن الذي في تتمة الأعلام 1/95 أن اسمه الصحيح حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم، أي أن اسمه مركب. وقد كتب ترجمته "جون فونتان" واسمه على مؤلفاته "جان"، وتوحيد تهجي الاسم ضروري في هذا العصر خاصة، لأهمية عملية استرجاع المعلومات بواسطة الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

10/156: هاني الراهب.
والده "محمد علي".

10/194: حامد ربيع.
اسمه الثلاثي: حامد عبدالله ربيع.

عدم بيان الاسم من الكنية:
9/235: الدكالي، أبو شعيب.
هكذا ورد في المدخل، ولم يزد كاتب سيرته على قوله: "أبو شعيب" دون أن يعرِّج على ذكر اسم والده، ولا توضيح ما إذا كان "أبو شعيب" اسماً أو كنية. وهو اسم للمترجم له، واسم والده "عبدالرحمن"، وقد وضح ذلك الزركلي في "الأعلام"، وغيره.

10/438: ورد المدخل هكذا: الروبي، أبو شادي عبدالحفيظ.
ولم يتعرض في نص الترجمة إلى تحديد اسم أبيه، أوبيان أن "أبو شادي" هذا كنية أو اسم. فهل عرف القارئ اسمه الحقيقي؟ هل اسمه أبو شادي، أم أن اسمه عبدالحفيظ؟ مع العلم أن منهج هذه الموسوعة إيراد الكنى بعد الشهرة مباشرة، وقبل الاسم الحقيقي. فهل هذا الاسم كذلك؟ إنني لا أدري، فمن النادر جداً أن تكون هناك أسماء كنى، إلا ما كان من اسم "أبي بكر"، فإذا وُجد اسم على هيئة كنية فإنه يبيَّن، حتى لا يختلط الأمر على القارئ، كما هو هنا.

ولا أستبعد -ظناً- أن يكون "أبو شادي" اسماً للشخص وليس كنية، فقد وقفت على عنوان كتاب "محمد أبو شادي: دراسة أدبية تاريخية"/ جمع مواد الكتاب عبدالحميد الكيلاني وعبدالحفيظ الروبي، وصدر سنة 1352 هـ، ويبدو أن المترجم له "أبو شادي" ابن عبدالحفيظ المذكور، والله أعلم.

فوارق بين تقنين المدخل وبيانات الاسم في الترجمة:

8/673: ورد المدخل هكذا: خيري، السيد محمد.
تشكيل المدخل أو تقنينه صحيح، لكن ورد في التعريف به في أول سطر من الترجمة: ولد محمد خيري... فيظن القارئ أن اسمه "محمد خيري"، وأن "السيد" لقب له، فكان على الكاتب أن يكتب الاسم -أولاً- كاملاً. وما ورد بعده يزيد الأمر غموضاً، فقد ورد ذكر "خيري" فقط (15) مرة، وذكر "السيد خيري" ثلاث مرات. يعني أنه لم يذكر اسمه الصحيح مرة واحدة في الترجمة كلها!!

9/447: الديماني، محمذن بن احميد.
وعرِّف أثناء الترجمة بأنه: محمذن بن بابكر بن احميد.
فأيهما يعتمد في اسم والده؟ احميد أم بابكر؟ لقد تبين أن المعتمد في الترجمة السابقة (السيد محمد خيري) هو المدخل وليس بيانات الاسم في الترجمة، وفي (الديماني) هذا يبدو أن المعتمد هو ما ذُكر في أثناء الترجمة وليس في المدخل؟؟

10/511: أبو ريان، محمد علي.
وورد أدناه مباشرة: يعد محمود علي أبو ريان...
والصحيح "محمد علي".

أسماء مركبة لم توضح:
مثاله: 9/53: الداغستاني، كاظم.
هذا اسمه مركب "محمد كاظم" واسم والده لم يرد، وهو مركب أيضاً "محمد نجيب".

قلب الاسم المركب:
هذا ما كان يُخشى من عدم بيان الاسم المتسلسل باستخدام "بن"، وهو قلبُ جزء من اسم الشخص نفسه!
فقد ورد مثلاً (5/507) المدخل: جواد، مصطفى إبراهيم.
وليس في سيرته زيادة بيان على هذا. ولا شك أن القارئ يقول من خلال تقنين اسمه في المدخل، إن اسمه واسم أبيه "مصطفى إبراهيم"، وشهرته "جواد". والحق أن اسمه وحده مركب "مصطفى جواد"، ووالده اسمه "مصطفى"، وجده "إبراهيم"، كما في ترجمته بخطه، التي نقلها وثبَّتها الزركلي في الأعلام 7/230.

11/226: زكي باشا، أحمد بن إبراهيم.
يُفهم من هذا أن شهرته "زكي باشا"، واسمه "أحمد"، واسم أبيه "إبراهيم".
ويعرف من هذا الصنيع هنا وفي مواضع أخرى أن تركيب المداخل ليس من صنع المكتبيين ولا من إشرافهم، أو أنه كذلك ولكن لا دربة لهم على مداخل المؤلفين، كما يبدو أن المدخل لا يصنعه كاتب الترجمة، فقد ورد في بيان اسم المترجم له هنا: هو أحمد زكي بن إبراهيم بن عبدالله النجار، لقب بشيخ العروبة... لكن جاء سيف صانع المدخل وقطَّع اسمه فجعله جزأين، ولم يُفد كونه شيخاً للعروبةِ أو غيرها! فإن اسمه وحده "أحمد زكي" كما عرف القارئ.

وأخشى أن تأتي المجلدات الأخرى للموسوعة وفيها قلب اسم "أحمد شوقي"، فإن اسمه مركب كذلك.

الكنى في الأسماء الحديثة:
المؤلفون والكتاب في البلاد العربية غيرُ معروفين بكناهم في هذا العصر، فلا تكاد تجد مؤلفاً يكتب كنيته متبوعاً باسمه على كتاب، وإذا وجد فهو قليل جداً بالنسبة إلى العام، وإذا عرف مؤلف بكنيته بين جماعة قريبة منه فلا يُعطى هذا حكماً عاماً، ولذلك لا أرى داعياً لذكر كنيته في تقنين مدخل له ألبتة، أما ذكرها ضمن سيرته فلا بأس، بل جميلٌ أن يُذكر ذلك، فهو زيادة معلومة تغيب عن القارئ غالباً.

ومثال ما ذُكر في جـ 11:
ص 53: الزبيدي، أبو إياد علي أحمد، ت 1424 هـ.
ص 215: زكريا، أبو غسان أحمد وصفي، ت 1383 هـ

الألقاب التكريمية والعلمية والدينية:
هذه الألقاب لا تُذكر في المداخل، ولا بأس من ذكرها أثناء الترجمة، أعني ألقاب الشيخ والحاج والشريف والدكتور والأستاذ والبروفيسور وما إليها. ويبدو أن هذا ما سارت عليه الموسوعة في كثير من المداخل، لكن هناك الكثير أيضاً لم يلتزم فيها بذلك، فيبدو أن القائم على تشكيلها أكثر من شخص، أو يفسره القارئ بما شاء... ومثال ما ورد من ذلك:

3/722: البكري، الشيخ عبدالرحمن بن عمر.
5/356: جلال، الشيخ محمد سعاد.
8/93: خان، حكيم محمد أحمد خان.
وهو صيدلي طبيب.
ومثله في 9/350: الدهلوي، حكيم عبدالحميد.
وورد أدناه: هو حكيم عبدالحميد بن عبدالمجيد.
وتشويش القارئ وبلبلة فكره واضح في الاسم، في المدخل وما تحته، فالذي يتبادر إلى ذهنه أن اسميهما "حكيم"، وبما أن كاتب الترجمة لم يبين ذلك، فقد يكون التبس عليه الأمر أيضاً، والذي أراه أن "حكيماً" هذا ليس اسماً لهما، بل هو صفة مهنة، فـإن "حكيماً" في مناطق يُطلق على الطبيب، وهذا ما يطلق عليه شعبياً في لبنان حالياً على ما أظن، والمذكوران طبيبان صيدليان، وكان على الكاتب أن يبين الأمر، ويُفرِّق بين اسمه ولقبه العلمي أو المهني، ولا يكون هذا في المدخل، إلا إذا اشتهر بذلك، فعند ذلك يكون المدخل الأول به، وليس قلب الاسم.

9/8: دات، الحاج أحمد بن إبراهيم.
9/238: الدكني، الشيخ أحمد جاك.
9/106: دبوز، الشيخ محمد علي.
11/69: ابن زبير، الحاج محمد الأمين بن عبدالله بن محمد.
وقد يكون "الحاج" هنا تابعاً للاسم وليس لقباً دينياً، فهو كذلك في بعض البلدان، وخاصة إفريقيا، وهنا لم يوضح، والمكلف بالبيان هو كاتب الترجمة.

11/240: الزلاقي، الدكتور محمد منير.
والأمر لا يحتاج إلى تعليق، فإن كثيرين جداً من المترجمين لهم دكاترة، ولكن لم يذكر هذا اللقب في مداخل أسمائهم، فما السر في إيراده هنا؟!

ضبط النسبة والشهرة عند اللزوم:
بما أنه خُطط للموسوعة أن تكون مرجعاً في بابها، فكان لا بد أن يكون اهتمامها بجوانب الترجمة شاملاً ومتكاملاً، ومن ذلك ضبط النسبة والشهرة وشكلها بحركات الإعراب اللازمة، التي لم تهتم بها إلا نادراً، وخاصة الأسماء التراثية، وحتى في الأسماء الحديثة فإنه يصعب على القراء أن ينطقوا بها كلها بشكل صحيح، فالأسر المغربية ولفظها -مثلاً- غير شهرة المشارقة وأنسابهم... ومثال الأسماء المحدثة التي لم تبين حركاتها، وهي معظمها كذلك:
5/201: الجرّ، شكرالله يوسف.
أرجو ألا يقول القارئ الكريم إن هذا لا يحتاج إلى شكل، فإن الجيم في "الجرّ" مضمومة وليست مفتوحة كما يسبقه لسانه إليه.

11/219: زكريا، مفدي بن سليمان.
"مفدى" لقب أطلق عليه، والياء الأخيرة ياء حقيقية وليست ألفاً مقصورة، حتى لا يظن المشرقي أنها "مـُفَدَّى". وقد رأيت الاسم في موضع هكذا "مُفْدِي" بسكون الفاء وكسر الدال، وفي موضع آخر "مُفَدِّي" بفتح الفاء وتشديد الدال المكسورة؟

أما الأسماء التراثية التي لم يهتم بضبطها، فإن معظمها مهملة من الحركات، في نظرة عليها، وكان ينبغي ضبطها جميعاً، ولا يخفى على القارئ فائدة ذلك.
ومثال ما لم يشكل منها في جـ 9: الدارقطني، الدارمي، الدامغاني، الدبيثي، ابن دحمان...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]