عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-01-2021, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي البناء الموهبي للشباب في السُنَّة النبوية

البناء الموهبي للشباب في السُنَّة النبوية



فاطمة الحناوي :




الشباب هم روح الأمة، وعنوان حيويتها، وطاقتها البانية، وليس هناك مجتمع أخذ بأسباب التقدم، ولم يجعل لشبابه الموقع الأول من اهتمامه، فهم معين الحياة الذي لا ينضب، ولم تُعرف أمة من الأمم أولت لشبابها الاهتمام والرعاية ما أولته لهم الأمة المحمدية، بقيادة مربيها وقائدها الفذ، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، محمد بن عبدالله "صلى الله عليه وسلم" ، يقول سيد قطب: «إن المبادئ وحدها لا تعيش إلا أن تكون سلوكًا، ومن ثم جعل الرسول "صلى الله عليه وسلم" هدفه الأول أن يصنع رجالًا، لا أن يلقي مواعظ، وأن يصوغ ضمائر، لا أن يدبج خطبًا، وأن يبني أمة، لا أن يقيم فلسفة» فأبدع "صلى الله عليه وسلم" في بناء الإبداع في شباب أمته، حيث ضرب "صلى الله عليه وسلم" المثل الأعلى في رعاية الموهوبين، وصقل كفاءاتهم، بالرعاية والتدريب، والتشجبع والمتابعة، ثم فوق هذا، نمى الجانب الإيماني الروحي في كل عمل ونشاط، وفي كل فكرة وشعور، فالعبادات وما يتبعها من أثر روحاني عميق توجه النفس الإنسانية نحو السمو والصلاح، والإيمان النقي روح كل نفس إنسانية متكاملة، وهو أساس متين لتربية مضمونة النتائج، لذا اهتم الرسول "صلى الله عليه وسلم" بترسيخ هذا الجانب في الشباب، لتغدو منطلقاته الحياتية إيمانية الجذر، ربانية الصبغة، إلى جانب هذا اهتم "صلى الله عليه وسلم" ببناء الشباب بناء نفسيًّا صحيحًا سليمًا، قائمًا على بث شعور الحب، والانسجام مع النفس والأسرة والمجتمع، واهتم بإعدادهم للحياة، حتى يؤهلهم لتجاوز كثير من الأزمات والصعوبات في مستقبل حياتهم، ويضمن لهم رغد العيش دنيا وآخرة، ويرصف بهم مستقبل الأمة الوليدة، ولأنه يريد أن يوجد الفرد القادر على تحمل المسؤولية، والقيام بواجب الأمانة والاستخلاف في الأرض، غرس "صلى الله عليه وسلم" في الشباب وحدة الأمة، ووحدة القيادة، وربط طاعة الأمير بطاعته "صلى الله عليه وسلم" ، وطاعته "صلى الله عليه وسلم" طاعة لله عز جل، ولو اكتفى "صلى الله عليه وسلم" بهذا لكفى، لكنه فجر كل طاقة كامنة فيهم، وصقل كل موهبة لديهم، فحري بكل معلم أن ينهج نهج الرسول "صلى الله عليه وسلم" في استكشاف مواهب الطلاب.
أما الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، فقد كان موهوبًا في أكثر من مجال، كيف لا؟ وهو ربيب بيت النبوة، فقد نهل من شريعتها وهو غض العود، وقد برزت موهبته في أكثر من واقعة، فتراه "صلى الله عليه وسلم" يعتمد عليه في معظم المهام التي تحتاج إلى قوة وجلد، وكان خير الفتيان يوم بدر وأحد وحنين، أما في خيبر فيقول ابن هشام – نقلاً عن ابن إسحاق: «... يقول سلمة: فخرج والله بها– أي الراية التي أعطاها له سيد الخلق "صلى الله عليه وسلم" يأنح– يهرول هرولة - وإنا خلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن».
ويقول أيضًا: «قال ابن إسحاق: حدثني عبدالله بن الحسن عن أبي رافع مولى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطاح ترسه من يده، فتناول علي بابا كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة معي، أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه».

وإن كانت سيرته "صلى الله عليه وسلم" مع شباب أمته، كلها شذى وعبير، فقد اكتفيت هنا بذكر اليسير لعل اللبيب يستنير، وينهج مع تلامذته نهج الخبير، ولا يولي عنها وجهًا ولا يستشير.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.51 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]