عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 18-12-2007, 09:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

هلاك كسرى وقيصر وزوال ملكهما


لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا أهلك كسرى بعده، وقد كان كسرى يستولي على العراق، وقد مزَّق كتاب النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، حينما أرسله صلى الله عليه وسلم إليه مع عبد الله بن حذافة رضي الله عنه، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن يمزًّق الله تعالى ملكه فمزق ملكه مباشرة، ومعنى هذا أن الإمبراطورية الفارسية زالت إلى الأبد، وخلص العراق من الحكم الفارسي إلى الأبد، وكان كذلك.
كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم إنه إذا مات قيصرُ فلا قيصر بعده، وقد كان قيصر يستولي على الشام، فإذا مات قيصر فلا حكم للروم على الشام إلى الأبد، وهذا يعني زوال الإمبراطورية البيزنطية إلى الأبد، وكان كذلك فخلصت الشام من حكمهم، وصارت معقلاً من معاقل الإسلام، كما هو الحال في العراق. أسأل الله تعالى الحفظ والسلامة والأمان لجميع بلاد المسلمين.
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) متفق عليه.
وفي رواية لهما عنه رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قد مات كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده [وعند البخاري:وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده] والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) وقد كان ذلك.

صورة لإيوان كسرى بن هرمز
وفي هذه الأحاديث الشريفة أمران مهمان:
الأول: لقد جاء في الرواية الأخيرة الإخبار عن موت كسرى، لأنها للماضي، وأكد بقدر التحقيق " قد مات كسرى " بينما في الروايتين السابقتين " إذا هلك كسرى " وهي للمستقبل ويجمع بين ذلك بأمور:
أ‌- أن يكون أبو هريرة رضي الله عنه سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، فسمع أولاً " إذا هلك كسرى " وبعده " قد هلك كسرى " فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث الأول قبل موت كسرى، لأنه علم أنه يموت ويهلك، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً قد قال الحديث الثاني بعد موته.
ب‌- ويحتمل أن يفرق بين الموت والهلاك، فيقال: إن موت كسرى كان قد وقع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر عنه بذلك وهذا حدث وسوف نتناوله في مقال منفرد، وأما هلاك ملكه، فلم يقع إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وموت أبي بكر، وإنما هلك ملكه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على يدي سعد بن أبي وقاص وغيره من الأمراء الذين ولّاهم عمر حرب فارس .. إلخ أ هـ من المفهم.
ت‌- يحتمل أن يكون المراد بقوله : " هلك كسرى " تحقق وقوع ذلك، حتى عبَّر عنه بلفظ الماضي، وإن كان لم يقع بعد، للمبالغة في ذلك، كما قال تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
قال الحافظ رحمه الله تعالى : وهذا الجمع أولى، لأن مخرج الروايتين متحد، فحمله على التعدد على خلاف الأصل، فلا يصار إليه مع إمكان هذا الجمع أ هـ.
والله تعالى أعلم.
الثاني: ما هو بيان هذه المعجزة النبوية؟ وهل تحققت؟
لقد أجاب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى على بيان معنى الحديث، مبيناً تحقق هذه المعجزة النبوية، فقال في كتاب الأم معلقاً على هذا الحديث :
وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فارس والشام، فأغرى أبو بكر بالشام على ثقة من فتحها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح بعضها، وتم فتحها في زمان عمر، وفتح عمر رضي الله عنه العراق وفارس.
قال الشافعي رحمه الله تعالى : وكانت قريش تنتاب الشام انتياباً كثيراً، مع معايشها منه، وتأتي العراق. قال : فلما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم خوفها من انقطاع معايشها بالتجارة من الشام والعراق، إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام، مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده).
قال الشافعي رحمه الله تعالى : فلم يكن بأرض العراق كسرى بعده ثبت له أمرٌ بعده.
وقال : (وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده). فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده.
وأجابهم عليه الصلاة والسلام على ـ نحو ـ ما قالوا له. وكان كما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام.
قال الشافعي رحمه الله تعالى : قال النبي صلى الله عليه وسلم في كسرى : يمزّق ملكه، فلم يبق للأكاسرة ملك.
قال الشافعي رحمه الله تعالى : وقال في قيصر : يثبت ملكه، فثبت له ملكه ببلاد الروم إلى اليوم، وتنحى ملكه عن الشام.
وكل هذا أمرٌ متفق، يصدِّق بعضه بعضاً أ هـ .
قلت : الذي يظهر لي والله تعالى أعلم زوال ملك الفرس والروم إلى الأبد، لأن قوله صلى الله عليه وسلم : (فلا كسرى بعده.. فلا قيصر بعده) يعني : زوال ملكهم كلياً، وقد كان، فقد زال ملك الأكاسرة نهائياً في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، بعد فتح المدائن، والقضاء على دولتهم، وزال حكم البيزنطيين، بفتح آسيا الوسطى وبفتح القسطنطينية، وهلاك آخر ملوكهم على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
ومما يدل على ذلك: إخباره صلى الله عليه وسلم بأنفاق كنوزهما في سبيل الله تعالى، وقد حصل ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي يوم يزول فيه ملك دويلات الروم، وتنقضي دولهم، بدخولهم في الإسلام بإذن الله تعالى، لأنه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.
o إنفاق كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله تعالى:
لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كنوز كسرى ستفتح، وأنها ستنفق أموالهم في سبيل الله عز وجل، ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد أعطاه الله تعالى الكنزين، الأحمر والأبيض، وأنها ستنفق كلُّها في سبيل الله تعالى، وقد كان كذلك، حيث فتحت كنوز كسرى في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، وأنفقت في سبيل الله تعالى على المسلمين، كما فتحت الشام في أواخر زمن سيدنا أبي بكر وأوائل زمن سيدنا عمر رضي الله عنهما، وأنفقت في سبيل الله تعالى في المسلمين.
فعن ثوبان رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأعطيت الكنزين، الأحمر والأبيض... ) الحديث بطوله، رواه مسلم.
فما المراد بالكنزين؟
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في المفهم : قوله: " أعطيت الكنزين " يعني به : كنز كسرى، وهو ملك الفرس ـ وملك قيصر ـ وهو ملك الروم، وقصورهما وبلادهما، وقد دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم الأخر: " لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ".
وعبّر بالأحمر عن كنز قيصر، لأن الغالب عندهم كان الذهب، وبالأبيض عن كنز كسرى، لأن الغالب عندهم كان الفضة والجوهر، وقد ظهر ذلك، ووجد كذلك في زمان الفتوح، في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه، فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته، وما كان في بيوت أمواله، وجميع ما حوته مملكته، على سعتها وعظمتها، وكذلك فعل الله تعالى بقيصر، لما فتحت بلاده أ هـ

لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح قصورهم، وأخذ ما فيها من الكنوز.
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لتفتحن عصابة من المسلمين ـ أو المؤمنين ـ كنز آل كسرى الذي في القصر الأبيض) رواه مسلم.
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة .. الحديث بطوله، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى " قلت : كسرى بن هرمز!!! قال : (كسرى بن هرمز.. ) .
قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز.. الحديث رواه البخاري. وسيأتي ذكره كاملاً في فقرة تالية إن شاء الله تعالى.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستنفق في سبيل الله تعالى.
فقد مر حديثاً جابر بن سمرة وأبي هريرة رضي الله عنهما في الفقرة السابقة وفيما قوله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده، لتنفق كنوزهما في سبيل الله) متفق عليهما.
وكل ذلك قد وقع، ولله الحمد والمنة، وسيأتي اليوم الذي تفتح فيه بقية المدن والقرى، ودخول الإسلام إليها، قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
المصدر :عن كتاب مختصر أشراط الساعة الأستاذ الدكتور ملّا خاطر العزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
الصورة مأخوذة من موقع http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.47 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]