عرض مشاركة واحدة
  #1569  
قديم 19-12-2013, 06:31 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

المُهذَّب في الكُحْل المُجرَّب لابن النفيس

إعداد الدكتور: نظمي خليل أبو العطا
ـ حديثنا اليوم عن العمل الإبداعي الإسلامي كتاب المهذب في الكحل المجرب للعالم المسلم علي بن أبي الحرم الدمشقي المعروف بابن النفيس المتوفي سنة 687 هجرية الموافقة لسنة 1288 ميلادية رحمه الله رحمة واسعة.
ـ وعندما يذكر ابن النفيس رحمه الله وأرى تلك الكتب التي أبدع في تأليفها وأتذكر مجلسه وهو يؤلف وقد بريت له الأقلام، وهيئت له وهو يجلس وظهره إلى الحائط ويكتب من فيض الخاطر دون أن يستعين بكتاب، فلا يُعثر له قلم، ولا يتوقف عن الكتابة حتى يُحفى قلمه، فيرميه ويستبدله بقلم آخر وتعطى له الأوراق خالية من اليمين فيملأها علماً ويخرجها إلى اليسار وكأنه آلة استنساخ عصرية تقوم بطباعة ما في عقل ابن النفيس رحمه الله وصدره من العلم فأدعوا له بالرحمة والمغفرة رحمه الله رحمة واسعة.
المؤلف:
الحكيم الأجل، رئيس الأطباء، علاء الدجين علي ابن أبي الحرم القرشي الدمشقي المصري الشافعي المشهور بابن النفيس ولدَ سنة 607 هجرية وتوفي سنة 687 هجرية عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
نزل في دمشق، وهناك تلقى علوم الطب على يد اثنين من كبار الأطباء هما عمران الإسرائيلي ومهذب الدين الدخوار.
ـ اشتغل ابن النفيس في بداية حياته الطبية كجالاً «أي طبيب عيون» كأستاذه الدخوار ألف كتابين في طب العيون للأول المهذب في الكحل المجرب والثاني مفتاح الشفاء في العين، ثم ذهب إلى القاهرة واشتغل في البيمارستان الناصري في القاهرة والذي أسسه الناصر صلاح الدين وارتقى في الطب إلى أن أصبح رئيس أطباء مصر والشام واشتهر حتى قيل في حقه أنه: لم يكن في الطب على وجه الأرض مثله ولا جاء بعد ابن سينا مثله.
ـ ترك ابن النفيس مجموعة من المؤلفات متنوعة في ميادين الطب والفلسفة والمنطق والفقه والحديث والنحو، على نحو يشهد ببراعة ابن النفيس وتعدد جوانب عبقريته وذكرت بعض المراجع ما يزيد على أربعة وعشرين مؤلفاً ضخماً منها العمل الإبداعي الموسوعي المهذب في الكحل المجرب.

وصف المؤلف للكتاب:
قال المؤلف في وصف الكتاب:
قال الفقير إلى الله تعالى علاء الدين ابن أبي الحزم القرشي عفا الله عنه بعد أن أحمد الله وأصلي على خير أنبيائه محمد وعلى آله وأصفيائه فإني أرتب هذا الكتاب على مقدمة ونمطين.
ـ أما المقدمة فتشتمل على ثلاثة فصول، الفصل الأول في ماهية صناعة الكحل. وقال: هذه صناعة موضوعها أعين الناس بما هي قابلة للصحة ومقابلها.
ومقصودها حفظ صحة العين موجودة، وأحداثها مفقودة، وإنما يتم ذلك لمن عرف أجزاء العين ومزاجها وخلقتها، وعرف صحتها وأنواع أمراضها وعرف العلامات التي يتعرف بها صحة العين وأنواع أمراضها، فلذلك وجب اشتمال هذا الجزء النظري من هذه الصناعة على هذه المعارف الأربع.
ـ أما الجزء العملي: فيشتمل على علم حفظ صحة العين وعلاج أمراضها، وهذه الصناعة بجزءيها جزء من صناعة الطب، لأن نظرها في بعض ما ينظر فيه الطب مع اتحاد الجهة والمقصد، وإنما اختصت العين بصناعة دون باقي الأعضاء لصعوبة أمراضها وأوجاعها، والاضطرار في عمل أدويتها واستعمالها إلى خبرة تامة. وستعرف ذلك في مواضعه إن شاء الله.
ـ والفصل الثاني في اختلاف الحيوانات بحسب العين وقال: تختلف الحيوانات في ذلك وجوه:
ـ الأول: وجود العين وعدمها، فإن الإسفنج وكثيراً من الأصداف والحلازين لا أعين لها.
ـ الثاني: جواهر العين: فإن السرطان عينه عظيمة صدفية وكذلك الإنسان والفرس.
ـ الثالث: عدد العين: فإن السمكة المعروفة في المغرب بحوت موسى عليه السلام ذات عين واحدة ولا كذلك غيرها وليس لحيوان أزيد من عينين وإن كان لبعض السمك ثماني أذان ولبعضه عشر وذلك لشدة عُسر السمع في الماء دون الأبصار.
ـ الرابع « وفيه عدد أجزاء العين في الحيوان ».
وعن الوجه الخامس والخاص بمقدار العين قال: فإن عين البومة كبيرة وعين العقاب صغيرة وكذلك الفيل ثم تكلم عن مقدار بياض العين وقوامها وشكلها ولونها ووضع إحدى العينين مع الآخرى، ووضع أجزاء العين وفعلها وزمان أبصارها وانفعالها وحدوث المرض فيها وهكذا.
ـ أما الفص الثالث في خواص الإنسان في أمر العين وفيه قال: من خواص الإنسان أن لعينيه مظلة من فوقهما وهي الحاجبان فإنهما يمنعان انحدار الأشياء إلى العين، وأيضاً لجفنه الأسفل من الهدب ما ليس لغيره وأيضاً أنه ذو رجلين ومع ذلك يحرك جفنه لأعلى، وأيضاً أنه ذو رجلين وعيناه ملوزتان وأيضاً إشراف عينيه على بدنه أكثر من باقي الحيوانات، وأيضاً عيناه متقاربتان جداً وأيضاً لهما وقاية زائدة وهي زيادة إشراف الأنف، فإن ذلك يمنع نفوذ المؤذي إلى العين المقابلة لجهة نفوذه. وأيضاً يكثر سيلان الدموع من عينيه، وأيضاً يكثر عروض الأمراض لهما وذلك لكثرة المواد المتصعدة إلى دماغ الإنسان عظيماً ليتسع ما يتصعد إليه، وخلقت عظامه متخلخلة ليسهل تحلل المواد منها، ولذلك رأس الإنسان يكثر فيه الفضول وتكثر أمراضه كالأمراض الحادثة من النزلات ونحوها، ولذلك تكثر في الإنسان الأزكمة والنزلات والسعال والبحوحة وكذلك يكثر فيه الرعاف والعطاس وقال: وأعين السودان: كحل جاحظة لزيارة رطوبة أدمغتهم بسبب رطوبة بلادهم مع الحرارة المصعدة.
ـ وأعين الترك: ضيقة، وذلك للبرد مع الرطوبة ولكثرة رطوبة أدمغتهم تكثر فيهم الفطوسة.
ـ وأعين الأعراب نجل متسعة وذلك ليبوسة أدمغتهم لأجل يبوسة أغذيتهم وقلة تفننهم فيها.
وأعين المصريين صغار مع كبر أنوفهم، وتكثر أمراض أعينهم لضعفها ولفساد أغذيتهم وكثرة الأغبرة عندهم والله تعالى أعلم وأحكم.
الجديد في المهذب:
ـ قال المحققان: يتميز ابن النفيس بفكر مبدع خلاق وقد أضاف إلى علم الكحالة سريرياً وجراحياً ما لا يمكن إغفاله وسرداً بعض الإضافات الموجودة هي كتاب المهذب في الكحل المجرب نتخير منها:
ـ في تعديل المقدح: ذكر ابن النفيس: وقد اتخذنا مقدحة رأسها «بدل المثلث من فوق» رقيق كالسيف بقدر ما يمكن تنفيذه في العين وفي وسط كل سطح حز كالنهر وعنقه مستديرة.
ـ ذكر ابن النفيس ولأول مرة في التاريخ عملية مص المِدَّة «الصديد» الكامنة في البيت الأمامي بالمنهت المجوف.
ـ ووصف ابن النفيس تسطع القرنية الناجم عن نقص الغط داخل العين والذي قد يشاهد في حالات التجفف الشديد «الحاد والمزمن» كما في حالات الإسهال، السبت السكري والإقياء المزمنة.
ـ ابن النفيس أول من نصح باستخدام الريشة كدليل قبل إدخال المقدح في العين وذلك تحاشياً لإدخال الأدوات الجراحية مراراً إلى العين واحتمال حدوث تلوث.
ـ كما حذر ابن النفيس من انخفاض ضغط العين المزمن الناجم عن عدم التئام الجروح وما قد يؤدي إلى انكماش العين.
ـ كما ينصح ابن النفيس بعدم تخريش الأنسجة السرطانية خشية انتقالها الموضَّع والبعيد كما يحذر من ارتفاع ضغط العين.
ـ وابن النفيس كما نعلم هو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى سابقاً بذلك هارفي الانجليزي بمئات السنين، وابن النفيس أول من قال أن الدم ينقى في الرئتين سابقاً بذلك سرفيتس بثلاثة قرون.
وفي المهذب وصف دقيق للعقل الباطن وكيف يختزن المعلومات وكيف يخرج في حالة فقدان الشعور ولذلك يكون ابن النفيس رحمه الله قد سبق في هذا أصحاب مدرسة التحليل النفسي بمئات السنين.
انموذج من محتوى الكتاب:
في السرطان العارض في الطبقة القرنية: قال ابن النفيس رحمه الله عن المرض السابق: إن السرطان ورم سوداوي مؤلم له أصول ناشئة في العضو الذي هو فيه، وينقسم إلى مُقرّح وهو الحادث عن سوداء محترقة عن الصفراء أو عن السوداء «غير محترقة» وإلى غير مُقرّح، وهو الحادث عن غير ذلك من السوداء ويحدث في كل عضو، وهو في العين أشد إيجاعاً وذلك لأمور: أحدها: قوة حس العين، وثانيها: دوام حركتها وذلك مما يهيج وجع السرطان بتسخينه، وثالثها: أن المادة السوداوية شديدة المنافاة لمزاج العين الذي هو حار رطب باعتدال.
الأعراض:
ـ وقال: إذا حدث السرطان في العين لزمه أمور:
أحدها: وجع شديد لما ذكرناه أولاً.
وثانيها: تمدد شديد في عروق العين وذلك لأن السوداء لغلظها تحتاج إلى مكان واسع، وإنما يتم ذلك بزيادة التمدد.
وثالثها: نخس قوي يتأدى إلى الاصداع.
ورابعها: حمرة في صفاقات العين لتسخن دمها، ولقلة الوجع المحرك للروح والدم إلى جهته.
وخامسها: صداع بمشاركة الدماغ إلى العين.
وسادسها: سقوط شهوة الطعام.
وسابعها: اشتداد التألم بكل مسخن من دواء أو غذاء أو فصد أو حركة نفسية كما في الغضب، أو بدنية كما في التعب لما قدم ذكره.
العلاج:
قال ابن النفيس عن علاج المرض: أما شفاء هذا المرض بالتمام فمما لا مطمع فيه البته، والعمدة في ذلك على الاستفراغ وملينة ... وأما في الأخلاط: فلأن الدم إذا استحال إلى اليبوسة يغله السوداء صار في نفسه سوداء، لأن السوداء وإذا صار مزاج العضو ومزاج أخلاطه سوداوياً استحال جميع ما يرد إليه من الغذاء إلى ذلك.
فلذلك الأمراض السوداوية كلها عسيرة البدء، وما كان منها سوداء شديدة الرداءة فبرؤه لا محالة أعسر.... والسرطان أعسر برءاً من ذلك كله، لأن مادته لكراهة الأعضاء لها تدفعها بقوة واندفاعها يكون إلى موضع السرطان، لأن ذلك الموضع أقبل لها من غيره، ولذلك إذا قطع العضو المسرطن تولد إلى جواره سرطان آخر، وقد قطع الأطباء ثدياً فيه سرطان فحدث سرطان في الثدي الآخر.... فلذلك تصرف العناية في علاج السرطان إلى منع الزيادة، وتسكين الوجع.... وذلك بمثل طبيخ الافتيمون، والسفوف المسهل للسوداء المستعمل بماء الجبن، وإدامة تليين البطن والإكثار من ماء الشعير بالسكر ولا بد من إصلاح الغذاء.... وتضميد العين بملح البيض، ودهن الورد... وكذلك دواء متخذ من توتياء، ونشاء وشازنج... وكذلك جميع ما يتخذ من النشاء والاسفيداج والصمغ والأفيون وجميع الملينات والمخدرات هذا كله مع التحرز من الامتلاء وفساد الغذاء ومن الجوع المُحِد للمواد ومن جميع المنجرات والله تعالى أعلم.
ـ بقي أن نقول: أن الكتاب يقه محققاً في 516 صفحة من القطع a 4 وبه العديد من الموضوعات العلمية في مجال العين مما يجعله ثروة علمية قيمة، وقد صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» في الرباط ـ المغرب عام 1980م.
ـ وأعيد طبع الكتاب عام 1994م.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.69 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]