عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 30-01-2011, 04:54 PM
الصورة الرمزية عمي جلال
عمي جلال عمي جلال غير متصل
مشرف الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: عابر سبيل
الجنس :
المشاركات: 8,753
افتراضي رد: دعاء تعجيل الزواج

حياك الله اختنا الكريمة
وجزاك الله خيرا على ردك وكلامك الطيب
ونسأل الله لك ولجميع بنات المسلمين العفاف والستر وأن يرزقهن الله عز وجل أزواج صالحين....آمين
ما جاء في ردك الأخير أختي الكريمة يوحي على صدق نيتك ويقينك في الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى هو الرزاق وما أصابك ما كان ليخطأك وما أخطأك ما كان ليصيبك أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس‏:‏ ""‏يا غُلام‏!‏ إني أُعلّمُكَ كلماتٍ، احفظِ الله؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجِدهُ تُجَاهكَ، إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنتَ؛ فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك‏" ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏1/293‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/203‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس‏.‏]‏‏.‏

إلا أنه - واسمحي لي على التعقيب - أرى في ردك هناك خلط في مسألة الدعاء لطلب الحاجة كالزواج مثلا والرقية الشرعية :
فجميل أن يدعو المؤمن ربه والحمد لله هناك فسحة في هذا الباب وادعو ربك بما شئت ووقت ما شئت من خير الدنيا والآخرة لكن أجمل منه أن يتعلم المؤمن أداب الدعاء وأن يتعلم كيف يدعو ربه وبما يدعو ربه، فما ورد من أدعية الثابتة في السنة لطلب الأرزاق فيجب أن ندعو بها لطب الأرزاق وما ورد من أدعية الثابتة في السنة للرقية الشرعية فهي للرقية وما ورد من أدعية وأذكار الصلاة الثابتة في السنة فيجب تعلمها كما هي بلا زيادة ونقصان،وتلاوة القرآن الكريم هو أفضل الذكر ويجب الإكثار من قراءته في أي وقت وهو كله شفاء للمؤمن وكله فضل إلا ما ورد في السنة الطاهرة من أحاديث صحيحة في فضل بعض السور وقراءاتها في أوقات معينة كسورة الكهف يوم الجمعة وسورة الملك في كل ليلة وأيضا سورة البقرة وآل عمران وردت أحاديث صحيحة في فضلهما وأيضا سورة الإخلاص والمعوذتين ،وهناك أيات كريمة وردت فيها أحاديث صحيحة في فضلها كآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة،ويجب الحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل بعض السور في جلب الأرزاق ....فكما سبق،القرآن الكريم أفضل الذكر وكله فضل وكله شفاء للمؤمن الصادق ومع ذلك لا يجوز للمؤمن قراءته في سجوده وركوعه كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "لا يجوز للمصلي أن يقرأ القرآن وهو راكع ، ولا أن يقرأ القرآن وهو ساجد" .
أيضا هناك من الأذكار المطلقة وردت فيها أحاديث صحيحة تكون سببا للمؤمن في جلب الرزق وتفريج الهم كالأستغفار والإكثار من ذكر " لا حول ولاقوة إلا بالله " والإكثار من الباقيات الصالحات " سبحان الله والحمد لله ولا إلا الله والله أكبر" والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكار الصباح والمساء التي وردت في السنة النبوية الطاهرة وهناك من الخير والبركة من الأذكار.

أيضا على المؤمن أن يتحرى الأوقات المباركة والفاضلة التي يتقبل فيها ربنا عز وجل الدعاء والتي أخبرنا بها الصادق صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ومنها الثلث الأخير من الليل ،روى البخاري (1145) ومسلم (758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ )،وهناك أوقات كثيرة مباركة وردت فيها أحاديث صحيحة يستحسن أن يتحراها المؤمن ويدعي فيها الله عز وجل ،وربنا سبحانه وتعالى سميع عليم مجيب الدعوات في كل زمان ومكان وفي كل وقت وحين.
وإشارة أخرى أختي الكريمة فقد جاء في ردك أنه يجب الأخذ بالأسباب،وهذا هو أصل التوكل الذي هو صدق اعتماد القب على الله مع الأخذ بالأسباب والدعاء واحد من هذه الأسباب المشروعة ،يعني لا يجب التعلق بالأسباب وإنما التعلق بمسبب الأسباب سبحانه وتعالى فليس هناك وسيطة بين المؤمن وربه إلا الدعاء
وهناك لطيفة جميلة ساقها العلماء رحمهم الله من القرآن الكريم وهي أن الله عز وجل يقول في محكم التنزيل مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من المواضع " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير "، " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو " ،"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى " ، " ويسـألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" ، " ويسألونك الجبال قل ينسفها ربي نسفا " ........ ولما كان السؤال عن رب العزة سبحانه وتعالى لم يقل سبحانه (وإذا سألك عبادي عني فقل إني قريب ) ولم ترد كلمة قل وإنما سبحانه وتعالى قال لحبيبه صلى الله عليه وسلم " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب " فهو سبحانه وتعالى أقرب للجنين في بطن أمه من أمه فكيف بعبده المؤمن رافعا يديه يدعوه سبحانه ويسمع دعاء عبده بل يعلم ما توسوس له به نفسه وما يخفي صدره ويعلم سبحانه دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فهو سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى.

واعلمي أختي الكريمة أن كل الطرق إلى الله مشدودة إلا طريق واحد وهو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مجمل القول وملخص ما أردت توضيحه لفضيلتك أختي الكريمة،فكما نسارع في تعلم أمور الدنيا ونسعى إليها فبالمقابل والواجب على المؤمن أن يتعلم كيف يعبد ربه فهناك مثلا الكثيرين يصلون لكن لا يحسنون الصلاة بل لا يسعون إلى التعلم كيف يصلون وترى شخص في الستينات من عمره لا يحسن حتى تكبيرة الإحرام و الركوع ولا السجود فكما كان يصلي وهو في العاشر من عمر بقي على ذلك الحال وهو في الستين من عمره وهذا الأمر سيسـأل العبد عنه يوم القيامة.

أستسمح أختي الكريمة على الإطالة،والله أعلم ما أردت إلا الخير لفضيلتك ونسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يعيننا على عبادته على الوجه الذي يرضاه عنا.
وأسأل الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا ويرزقك الستر والعفاف وكل بنات المسلمين.
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ:
الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،
وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ،
وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]