عرض مشاركة واحدة
  #458  
قديم 17-02-2021, 07:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (18)
الحلقة (242)

تفسير سورة النساء (25)


إن الرجل ما دام قواماً على المرأة؛ يرعاها ويربيها ويصلحها بما أوتي من عقل أكمل من عقلها، وعلم أغزر من علمها، وبعد نظر في مبادئ الأمور ونهاياتها أبعد من نظرها، يضاف إلى ذلك أنه دفع مهراً لم تدفعه، والتزم بنفقات لم تلتزم هي بشيء منها، فلما وجبت له الرئاسة الشرعية عليها، كان له الحق في أن يؤدبها ويربيها ولو حتى بالضرب، لكن بشرط ألا يكون ضرباً يكسر عظماً، أو يشوه جارحة من جوارحها، ومع ذلك كله فقد أمر الله بإكرامها والإحسان إليها ابتداء.

مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة النساء

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الأحد من يوم السبت والليالي الثلاث بعدها؛ ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).فاللهم حقق رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك!وها نحن مع سورة النساء المباركة.
وجوب الصلح بين الزوجين إذا ظهرت علامات الشقاق
هناك آية ما استوفيناها دراسة وشرحاً وتفسيراً، وهي قول ربنا جل ذكره: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [النساء:35]. وَإِنْ خِفْتُمْ [النساء:35] معاشر المؤمنين والمؤمنات، والخوف هنا: توقعه لظهور آياته وعلاماته، إن حصل هذا وهو الخوف من الشقاق بين الزوجين.والشقاق: نزاع، صراع، يجعل كل واحد من الزوجين على جهة، فلا اتصال ولا ارتباط ولا تلاقي، هذا في شق وهي في شق، فلا تلاقي.يا جماعة المسلمين! إن خفتم شقاقاً بين الزوجين، بين رجل منكم وامرأة منكم فمدوا أيديكم لإذهاب هذا الشقاق وإبعاده، ولجمع المرأة مع زوجها، لتحقق الأهداف الثلاثة للزواج، وهي: السكينة والمودة والرحمة.جماعة المسلمين في القرية، في الحي، إذا بلغهم: أن زيداً تنازع مع زوجته، وأنهما في شقاق، أنقذوا إخوانكم، كونوا محكمة، ابحثوا عن رجل ذي علم وبصيرة ومعرفة بشأن الزوج، وعن رجل آخر ذو علم ومعرفة وأدب ولياقة من أهل الزوجة، وأسندوا الأمر إليهما: بأن يدرسا الحالتين كلاً على حدة، ويجتمعان، وكل يدلي ويظهر ما سمع وما عرف، ثم وكل الله تعالى الحكم إليهما: إن شاءا فرقا وطلقا؛ لعلمهما اليقيني أنه لا فائدة في بقاء هذا الزواج، لا تكون فيه مودة ولا رحمة ولا سكون، فمن الخير إذاً إعلان الفراق، ويجب على الزوج أن يطلق، وعلى الزوجة كذلك أن تطلق، ولا يقول: لا، ما أطلق، أو تقول: أنا لا أتطلق، إذا كان لابد من الطلاق لإنهاء الشقاق، إذاً: فالطلاق.ولكن الغالب إذا نصحا الحكمان وعدلا وكانا أهلاً للحكم والقضاء، فإن الله يوفقهما لما فيه الخير: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا [النساء:35] أي: بين الزوجين فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا [النساء:35] الحكم كالحاكم، ولكن الحاكم دائم الحكم وهذا مؤقتاً. فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ [النساء:35] أي: من أهل الزوج، وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا [النساء:35] أي: من أهل الزوجة، لماذا نبعث بهما؟ لدراسة هذه القضية، والبحث عن المشكلة، ما سبب هذا الخلاف حتى أدى إلى النزاع والصراع؛ لأن الآية الأولى بين لنا تعالى إذا رأينا نشوزاً من المرأة وخفناه، التأديب في ثلاث خطوات:الأولى: الوعظ والتبيين، فإن انتهت وعادت إلى الصواب فبها ونعمت.الخطوة الثانية: هجرها في الفراش حتى تتوب وترجع إلى الحق.الثالثة: ضربها ضرباً غير مبرح لا يكسر عضواً ولا يشين جارحة.والآن حصل شقاق بين رجل وامرأته، ما نفع فيه الوعظ ولا التأديب بالضرب ولا الهجران، فهل نترك المؤمنين هكذا في هذا الشقاء والبلاء ونحن كجسم واحد، ( المؤمن أخو المؤمن )، المؤمنون متكافلون متضامنون، ما يسر إبراهيم يسر عثمان، وما يحزن عيسى يحزن موسى، وهذا معنى: أن أهل قرانا وأحياء مدننا متضامنون متوادون متحابون متعارفون على نهج ما علمنا، يجتمعون كل ليلة وطول الدهر يتعلمون الكتاب والحكمة نساءً ورجالاً وأطفالاً، من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، فتزكو النفوس وتطيب الأرواح، وترتفع مستويات المعرفة؛ فيصبحون كأنهم أسرة واحدة، أما والوضع هكذا أنى لنا أن نأتي بالحكمين، إلا إذا القاضي عين فلاناً وفلاناً إلزاماً.وكل ما يصيبنا هو بذنوبنا، هيا نسمع الآية الأولى هل لها وجود بين المسلمين.
قوامة الرجال على النساء
اسمع! الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34]، هذا موجود، وعكسه أيضاً الآن المرأة الموظفة في العالم الإسلامي أصبحت هي القيمة على الرجل، إن قلتم: ما سمعنا بهذا؛ نحن نسمع لأن الشكاوى تأتينا، فما دامت تعيشه وتقيته أو تنفق عليه، سادته أو لا؟ سادته وعلت فوقه وهي القيمة، ويصبح تبعاً لها، لِم ترضى بهذا يا عبد الله؟ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34]، بسبب ماذا؟ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34]، وهل فضل الله الرجال على النساء؟ إي والله، ورفع بعضهم درجات، والملاحدة والهابطون والجهلاء وال.. وال.. عجبون من هذا، المساواة بين المرأة والرجل! لِم المرأة دائماً هابطة، قولوا لهم: هذه بنيتها وهذا جسدها، وهذا تركيب الله في خلقتها، هل تتساوى مع خلقة الرجل؟ في تساوٍ؟ في البدن بينهما فرق، بينا هذا حتى في التيس مع العنزة، تعرفون التيس وصولته أو لا؟ في الجمل مع الناقة، في الكبش مع النعجة، في الثور مع البقرة.فالإنسان عندما يلين وينكسر تصبح المرأة أعلى منه؟ لكن لجهلهم وعنادهم المهم يريدون أن يبعدوا نور الله، الله يقول: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ [النساء:34] من آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، إلا إذا انمسخت أمة أو جيل من الأجيال وهبطوا، وساد النساء فأصبحوا من أنواع المسخ، لا يعتبرون ولا يلتفت إليهم، والعقل عقل المرأة كعقل الرجل، وظف رئيسة في دائرة، وسلط عليها شيطان سياسي، يعبث بقلبها كم ويقلبها، ولا تثبت أمام كلامه، لا نصول في هذا الباب ولا نجول، الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، فاثبتوا، النساء تحت الرجال. بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34]، ومن جملة التفضيل: أن الرجل هو الذي يعيشها وينفق عليها، يشتغل عشر ساعات اثنتي عشرة ساعة، في الحر والبرد من أجل أن يوفر طعامها، وكساءها وسكنها، أليس هذا موجب للقوامة عليها والسيادة، وهي نائمة في بيتها الرجل هو الذي يحميها ويموت دونها، إن مست بأدنى مساس هو الذي يتلقى الضربات ويموت في سبيل ذلك.إذاً: أولادها من يكسوهم، من يطعمهم، من يسقيهم؟إذاً: فالرجل ينفق ماله، ومن أبرزه النفقة اليومية والمهر ما ننساه، دفع مهراً، وقد قلت لكم: ظهر في بلاد الهبوط: أن الرجل هو الذي يأخذ المهر! تقول: يا سيد تزوجني بكم؟ تقول: نعطيك خمسون ألف ريال، لا بأس!! موجود في العالم الهابط، لكنهم ممسوخون لا قيمة لهم في حكم الله وقضائه.
قنوت الصالحات من المؤمنات وحفظهن لأزواجهن
وشيء آخر: فَالصَّالِحَاتُ [النساء:34] نساؤنا صالحات، ما عندنا عاصيات، فاسقات، فاجرات، لا وجود لهن في بيوتنا، الصالحة هي التي تؤدي حقوق الله وافية لا تبخسها ولا تنقصها في حدود طاقتها، وتؤدي حقوق زوجها وأولادها وأقاربها، لا تؤذ أحداً ولا تنتقص حق أحد، (الصالحات) هذا ثناء الله عليهن أو لا؟ هذا الطابع من طبعهن به؟ الله هو المخبر: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ [النساء:34] مطيعات لله وللأزواج.ثم ماذا؟ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ [النساء:34] أي غيب هذا؟ هو العورة وما حولها: تحفظ فرجها، تحفظ صوتها، تحفظ وجهها، تحفظ كل جزئياتها عن الأجانب لتبقى مصونة كالحور العين في دار السلام: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ [الرحمن:72] محبوسات أو لا؟ أو يتجولن غاديات رائحات في السينمات والعبث واللهو والشوارع، هذه المرأة تبقى لها قيمة؟ حتى في الجنة. مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72] أو سائحات؟إذاً: حافظات للغيب، ويفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ بقوله: ( خير النساء -أفضل النساء- من إذا نظرت إليها سرتك ) ابتسامة، وجه لين، عاطفة، تتجلى مظاهر الحب، لا معبسة ولا مقطبة ولا.. ولا، (إذا نظرت إليها سرتك)، ولا تقول: هذا يعود إلى الجمال، فقد كان عندنا أكيلة الذئب أسود.. رأسه أكله الذئب مشقق الوجه عينه زرقاء.. كذا، ولكماله ولعلمه ولتعبه ننظر إليه وكأنه درة أو ياقوته، وهذا يعود إلى قلبك، انظر إلى فاسق أو فاجر لن يعجبك جماله ولا كماله. فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ [النساء:34]، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك )، أم عثمان لا تخرجي أبداً إلا بإذني، لن تخرج أبداً، لو تغيب ألف سنة، طاعة، أم فلان لا تنطقي بهذا اللفظ لن يعود: ( إذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك )، حفظتك إذا غبت عنها أو لا؟الحافظات للغيب، سافرت إلى مكان ما وتركتها تحفظك في عرضك، فلا تتكلم مع أجنبي ولا تخرج من البيت، ولا.. ولا، أبداً، ومالك محفوظ، لا تبذره ولا تنفقه في غير رضاك، ولا.. ولا، وتعود وتجدها كما كانت، هذه خير النساء.فالمرأة التي ما سمعت بهذا الحديث يمكن أن تكون من هذا النوع.أولاً: يجب أن يعرف هذا ويشاع ويصبح أحاديث بين الأسر، فتأخذ البنت من صغرها تعمل على أن تكون من خير النساء، خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك أفرحتك، وإذا أمرتها بأمر تطيقه وتقدر عليه أطاعتك ولا تعصيك أبداً، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك. حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34]، هذه الجملة بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34]، حتى لا تشعر أنه في إمكانك أن تفعل ما تريد، وأن تترك ما تريد، لابد من إلجائك إلى الله، واضطرارك إليه، وسؤالك إياه أن يعينك على الفعل، وأن يعينك على الترك؛ فأنت في حاجة إلى الله في كل أحايينك.فهمتم: بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34] أو لا؟لا تتعنتر وتقول: أنا أحفظ زوجي في ماله ونفسه، يجب أن تعلم أنها في حاجة إلى الله، فتقول: أحفظه بإذن الله، بعون الله، بتوفيق الله، أؤدي هذا الواجب الذي وجب عليّ أن أحفظ زوجي إذا غاب عني في نفسي وفي ماله بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34].
المراحل الربانية لعلاج النشوز
قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء:34]، واللاتي من النساء، من الزوجات، تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء:34]، ظهرت علامات النشوز، وهو الترفع والتعالي على الزوج، إذا لاحت العلامات وظهرت، معنى هذا: أنك خفت نشوزها، فماذا تصنع؟ سيدك ومولاها يعلمك، لا القاضي ولا رئيس البعثة، الله هو الذي يعلمنا، ماذا قال: فَعِظُوهُنَّ [النساء:34]، الوعظ: الكلام الذي يحمل الأمر والنهي والأمر بما معه من بشائر ونتائج طيبة، والنهي: ما يحمل من أتعاب وآلام، وبوصفها مؤمنة لا يزال زوجها يعظها؛ يأمرها وينهاها ويبشرها ويحذرها، حتى تترك ذلك الخلق الذي هو النشوز، وتطيعه وتلين له، وتصبح كما يريد الله منها.فإن فرضنا ما نفع الوعظ، أو كان الزوج لا يحسنه .. ما عنده قدرة على الوعظ، لا يعرف شيئاً إلا العصا والصوت الغليظ، الوعظ ما في، يجب أن يتعلم وأن يعظها، ولا يحل أن ينتقل إلى الخطوة الثانية إلا بعد الفراغ من الأولى.ما تعرف؟ ائت بأبيك أو أمك وعظوا هذه المسكينة، أنا ما عرفت أعظها فيوعظونها هم ؛ يبينون لها عواقب الطلاق ونتائج الفراق وأذية الزوج، وما يترتب عنه من غضب الله، فإن هي رجعت الحمد لله، أبت الخطوة الثالثة: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ [النساء:34]؛ لأنها زوجة، بت معها على فراش واحد، وأعطها ظهرك ولا تلتفت إليها، ولا تكلمها ولا تجامعها، اتركيني، فحسب سنة الله لا تزيد على أسبوع وقد لانت وطابت، أو أربعون يوماً ما تصل ما تقوى أبداً، وتعلن عن ندمها وأسفها؛ وأني مطيعة، ويحصل الخير بإذن الله؛ لأن هذه تعاليم الله أو لا؟ من وضع هذا؟ الله جل جلاله وعظم سلطانه.فإن قست وتحجرت وما نفع وعظ ولا هجران، إذاً: فلم يبقَ إلا الضرب، واذكروا ما ذكر تعالى الضرب في القرآن إلا في إقامة الحدود، ثم في هذه القضية، ضرب الإنسان في الحدود، ثم في هذه القضية.ومعنى هذا: أن التي ما نفعها وعظ ولا هجران، وتأهلت للضرب، أنها إن لم يتب الله عليها وتستعجل التوبة تهلك. وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34]، هذا الضرب ليس معناه بالسيف أو بالرصاص، قال: وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34]، الرسول بين لنا الضرب ما هو، كضربك ولدك لما يعصيك، كضربك تلميذك لما ما يأتي بواجبه، هذا الضرب الذي لا يكسر عضواً ولا يشين جارحة، كيف يشينها؟ يصبح وجهها أزرق، ملطخاً بالدم، كسر العضو: أصبع، يد، رجل. هذا حرام، وقد علمنا الفقه في هذه القضية، إذا هي كسر عضوها ليس هناك قصاص، وإنما هناك دية؛ لأنه ما هو عن عمد بل للتأديب، أما إن قتلها بالضرب فإنه يقتل قصاصاً، فإن الله ما قال: فاقتلوهن، قال: وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34]، الضرب غير القتل.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.84%)]