عرض مشاركة واحدة
  #1285  
قديم 11-12-2013, 06:39 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــع الموضوع السابق


الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين القبول والمعارضة


22- يقول الشيخ / عبد المجيد الزنداني: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو علم الله

الذي يصف أسرار الخلق في شتى الآفاق، يقرر البداية ويصف أسرار الحاضر ويكشف غيب المستقبل الذي ستكون عليه سائر المخلوقات، وعندما دخل الإنسان في عصر الاكتشافات العلمية، وامتلك أدق الأجهزة للبحث العلمي، وأخذ يبحث عن الأسرار المحجوبة في آفاق الأرض والسماء، وفي مجالات النفس البشرية، فإذا ما تكاملت الصورة وتجلت الحقيقة ظهرت المفاجأة الكبرى وبتجلي أنوار الوحي الإلهي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل عشرات القرون بذكر هذه الحقائق في آية من القرآن أو في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدقة علمية معجزة وعبارات مشرقة
إن التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجمت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.... وهكذا يظهر اشتمال القرآن الكريم أو الحديث النبوي على الحقيقة الكونية التي يؤول إليها معنى الآية القرآنية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون، فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال سبحانه وتعالى: ( لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون... ) [سورة الأنعام] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلام، وكلمات القرآن تتعد معانيها...
23- وقال أحمد عبد السلام الكرداني: لا يجوز أدباً أن تحول الغيرة على القرآن الكريم – كما يزعم البعض – دون إظهار الإعجاز العلمي لآيات القرآن، بالمطابقة التامة بين ظاهر معناها الحرفي وبين الثابت اليقيني من حقائق العلم الحديث.
24- ويقول محمد إسماعيل إبراهيم: إعجاز القرآن – من ناحيته البيانية والعلمية – حقيقة كبرى يتجلى وضوحها لكل من درس علوم القرآن واستطاع أن يزداد بما وصل إليه العلماء المتخصصين في مباحث العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية.
25- ويقول الدكتور / عبد الله شحاته: من إعجاز القرآن إشاراته إلى علوم لم يعرفها السابقون... ورغم أن المقصود الاسمي منه هو الهداية فقد حوى مع ذلك أصول الإعجاز التشريعي والنفسي والبياني والعلمي...
26- يقول الدكتور / موريس بوكاي: تناولت القرآن منبهاً بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه إلى حشد كبير من الظواهر الطبيعية لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات، والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون عنها أدنى فكرة، وأذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات. وقد قرأت إثر ذلك مؤلفات كثيرة خصصها كتاب مسلمون للجوانب العلمية في نص القرآن... إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالجة: فهناك الخلق، وعلم الفلك وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الإنساني... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة، لا نكشف في القرآن أي خطأ. وقد دفعني ذلك لأن أتساءل لو كان كاتب القرآن إنساناً، فكيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة ....
27- يقول دكتور / روجيه جارودي: إنني تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم التطبيقية والطبية التي درستها منذ صغري وأعرفها جيداً، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة... ولقد أسلمت لأنني تيقنت أن محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالحق الصراح من قبل ألف سنة... ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم، كما فعلت أنا لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض.
28- ويقول الشيخ محمد محمد أبو شهبة: لو كان المسلمون فهموا واستفادوا مما جاء في القرآن لكان المسلمون أسبق الأمم إلى الكشوف العلمية والاختراع.
الخلاصة:
مما سبق عرضه من المؤيدين للإعجاز العلمي – وهم كما قلنا يختلفون في الثقافات ما بين تخصصات في العلوم الدينية وتخصصات في العلوم الكونية – نقدم التلخيص التالي:
1- القول بالإعجاز العلمي ممتد عبر التاريخ الإسلامي، وقام بالتفسير العلمي للقرآن الكريم بعض قدامى المفسرين، وهو مطلب معاصر يتفق عليه المتخصصون في العلوم الدينية والمتخصصون في العلوم الكونية، ويرون أن المكتشفات والمعارف العلمية الحديثة تعين على فهم وتفسير الآيات الكونية بالقرآن الكريم.
2- يتفق المؤيدون للإعجاز العلمي على أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس بكتاب لتدريس العلوم الكونية، وما جاء به من إشارات علمية إنما هو من باب الاستيعاب للحقائق الكونية. وأن القرآن استخدم الحقائق الكونية في الدعوة إلى الإيمان والفضيلة وهذه الحقائق الكونية تقف شاهداً على صدق القرآن الكريم، ليظل حجة على الناس كلما انتشرت العلوم الطبيعية ويصبح ذلك من عناصر خلوده.
المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم
فئات المعارضين:
هم فئات ثلاثة، من حيث الدوافع إلى المعارضة:
· الفئة الأولى: تخشى على مصداقية القرآن إذا ارتبط تفسيره بالعلوم الكونية وما بها من معلومات متغيرة، مما ينعكس على استقرار التفسير العلمي للقرآن الكريم، كما يخشون على تطويع معاني الكلمات ومدلول الآيات بما وصلت إليه العلوم الكونية، وهو ما يعرف عند المعارضين بـ ( لي أعناق الآيات القرآنية ) فهم يرفضون الإعجاز العلمي والتفسير العلمي إذن من باب الحرص على القرآن الكريم، ونطلق عليهم ( فئة المتخوفين )
· والفئة الثاني: لا ترى دليلاً على الإعجاز العلمي ولا ترى في كلمة ( الكتاب ) وكلمة ( شيء ) الواردتين بالآيات القرآنية دليلاً على عكس ما يراه المؤيدين فعندهم معنى الكتاب هو ( اللوح المحفوظ) أو ( أم الكتاب ) وتكتفي هذه الفئة بالإعجاز اللغوي والبياني... وتقول بأن القرآن كتاب هداية وتشريع... ونطلق عليهم ( فئة المعطلين )
· الفئة الثالثة: ترفض الإعجاز العلمي بسبب نظرتهم الإلحادية وكفرهم بالقرآن أو بسبب الحسد والحقد على القرآن لتفوقه على سائر الكتب الدينية وانفراده بالإعجاز الشامل ومنه الإعجاز العلمي، ونطلق عليهم ( فئة الجاحدين الحاقدين )
وبعد فإننا لا ننزعج من موقف المعارضين للإعجاز العلمي، كما قلنا من قبل، وسوف ندير حواراً معهم لنذكر أقوال بعضهم ونرد عليها.
وعموماً، فإننا نحسن الظن بالفئة الأولى ولا نتهمهم ولا نقول لهم: ( قولكم حق أريد به باطل )
وأما الفئة الثانية فنقول لهم: لقد سبقكم من لم يكونوا مقتنعين بالإعجاز العلمي وبعد الدراسة والتأمل والاطلاع والرجوع إلى المتخصصين في العلوم الكونية أدركوا الصواب واقتنعوا بالإعجاز العلمي، فسيروا على نهجه لتصلوا إلى ما وصلوا إليه.
وأما الفئة الثالثة فنقول لهم: أعملوا عقولكم وتخلوا عن الاعتراض والعناد وتخلصوا من الحسد والأحقاد وسوف تتجلى لكم الحقيقة وتدركون الصواب وتناولوا موضوع الإعجاز العلمي بتفكير علمي مجرد، كما فعل بعض مشاهير العلماء الغربيين غير المسلمين فأدركوا معجزة القرآن وآمنوا بأنه ليس من صنع البشر وأنه فوق قدرات البشر.
مقتطفات من أقوال المعارضين
حركة الرفض للتفسير العلمي والإعجاز العلمي، إحداها - أو كلها – هي كما قلنا، من قبيل الخلافات في الرأي التي هي من ظواهر التفكير البشري وربما بدأت بصورة واضحة من بعض المفسرين – في القرن السادس الهجري كرد فعل على ما فعله المفسر الفخر الرازي باستخدامه للمعارف الكونية في تفسيره للقرآن الكريم، وذلك باب من الاجتهاد والتوسع في شرح آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن آيات الله الكونية وربما وجد معارضوه في عمله هذا، ومن وجهة نظرهم خروجاً على منهج التفسير التقليدي الذي ألفوه، ووجدوا منه إسرافاً في استخدام المعارف العلمية في التفسير.
ولقد تزعّم الشاطبي في أواخر القرن الثامن الهجري حركة الرفض، وكان اعتراضه على المبالغة والتجاوز، وفسره بالتوسع في استخدام المعارف الكونية في تفسير القرآن الكريم، واستمر الرفض إلى يومنا هذا من بعض العلماء المسلمين، وخاصة في مواجهة الإسراف والتهافت العلمي. ولا شك أن المؤيدون للإعجاز العلمي والتفسير العلمي يطالبون بوضع وإتباع منهج سلمي في التعامل مع كل ما يتعلق بدراسة القرآن الكريم ويرفضون كل تجاوز في التفسير العلمي وسوف نؤكد ذلك ونوضحه في الفصول اللاحقة... وفي هذه الفقرة نقدم مقتطفات من أقوال المعارضين ونعقب عليها، بل ونرد عليها من أقوالهم:
1- الشاطبي: هو إبراهيم بن موسى النجمي ( 790هـ ) وهو أشهر من حملوا لواء الرفض من القدامى للتفسير العلمي، وتأثر بأفكاره وتابعه في الرفض بعض من جاء بعده من العلماء، قدامى ومحدثين، حتى يمكن القول أنه مؤسس رابطة الرافضين. فقد أعلن أن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن وأضافوا إلهي كل علم من علوم الطبيعيات والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها. وقال: إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تلاهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه ولم يبلغا أن أحداً منهم تكلّم في شيء من هذا المدعى...
ونردّ عليه بقولنا: إن الصحابة والتابعين فهموا القرآن الكريم فهماً دقيقاً في تشريعاته وعباداته وأخلاقياته، ولكنهم فهموا آيات القرآن الكونية فهماً إجمالياً وقوفاً عند المعاني اللغوية للكلمات، ولم يكونوا في حاجة إلى الدخول في تفاصيل المعارف الكونية لأنها لم تكن واردة في ثقافتهم ولم تكن معلومة لهم.
وبالنسبة للإعجاز القرآني فقد كانوا يؤمنون بإعجازه المطلق وبإعجازه لغة وموضوعاً، ولم يتضلعوا في الإعجاز العلمي لغموض الإشارات العلمية عليهم وافتقارهم وافتقار العالم في عصرهم إلى العلوم الطبيعية القائمة على الكشوف والدراسات العلمية...
ومن الملاحظ أن الشاطبي تمادى في تجريد القرآن من الإضافات الموضوعية بصفة عامة حتى زعم بأمية الشريعة وقال: إن القرآن تضمن علوماً هي من جنس علوم العرب... ولو كانت الشرعية غير ما يعهدون لم يكن القرآن عندهم معجزاً.
ومن الردود عليه قول محمد الصادق عرجون: ذهب الشاطبي مذهباً غريباً لا يلائم منصبه في العلم، وقوله بأمية الشريعة الإسلامية متهافت إذ لا دخل لأمية النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور... كما رد على قوله بأن القرآن لو لم يكن على ما يعهدون لم يكن عندهم معجزاً.
ومما سبق يتبين أن الشاطبي كان له فهم للجانب الموضوعي للقرآن يجعل من العسير عليه إدراك وجه الإعجاز العلمي ويجعله رافضاً للتفسير العلمي وربما يكون انشغاله بعلم القراءات وتفوّقه فيه جعله عازفاً عن إدراك الإعجاز الموضوعي للقرآن الكريم.
وربما جاء موقف الشاطبي الرافض للتفسير العلمي بصفة خاصة – كما ذكرنا من قبل – منصباً على التجاوزات وكرد فعل ضد الإسراف الذي يراه قد يكون صدر من بعض المفسرين. وبسبب عدم وجود المنهج والضوابط، وبهذا لا يكون اعتراضه على المبدأ ولكن على سلبيات العلم، وفي هذه الحالة يكون متفقاً مع المؤيدين المحدثين الذين يحذرون من الإفراط في التفسير العلمي والإعجاز العلمي ويطالبون بالمنهج والضوابط والعلم والدراية.
2- رشيد رضا: صاحب تفسير المنار – رفض التفسير العلمي والإعجاز العلمي اعتماداً على ما قاله الشاطبي ولعله في ذلك معذوراً لما شاهده من الإسراف وعدم الانضباط الذي صدر عن بعض المفسرين القدامى ومع ذلك، لم يرفض الإعجاز العلمي وقال: ( إن القرآن أبان كثيراً من آيات الله في جميع أنواع المخلوقات من الجماد والنبات والحيوان والإنسان، وقد عجز الزمان عن إبطال شيء منه... واشتمل القرآن على كثير من المسائل العلمية والتاريخية التي لم تكن معروفة في عصر نزوله ثم عرفت بعد ذلك بما انكشف للباحثين والمحققين من طبيعة الكون وسنن الله في الخلق... )
3- أمين الخولي: استند إلى رأي الشاطبي في رفض التفسير العلمي وأضاف إلى ذلك رأيه وأدلته وقال: ( هب هذه المعاني العلمية المدعاة كانت هي المعاني المرادة بالقرآن، فهل فهمها أهل العربية منه إذ ذاك وأدركوها ؟ وهل هو كتاب يتحدث إلى عقول الناس وقوهم العالمة عن مشكلات الكون وحقائق الوجود العلمية... وكيف يساير ذلك حياتهم ؟ وكيف تؤخذ جوامع الطب والفلك والهندسة والكيمياء من القرآن. وهي جوامد لا يضبطها اليوم أحد إلا بغير ضبط لها بعد يسير من الزمن أو كثير ؟ أما ما اتجهت إليه النوايا الطبية من جعل الارتباط بين كتاب الدين والحقائق العلمية المختلفة ناحية من نواحي بيان صدقه أو إعجازه أو صلاحيته للبقاء... الخ، فربما كان ضرره أكثر من نفعه.
ثم يخفف من اعتراضه بما يشبه الموافقة فيقول: ( قد يبدو في تعبير القرآن ما يظهر متعارضاً مع شيء من المقررات العلمية، وإن أمكن التوفيق بينهما فلا بأس بشيء من هذا ولا فيه ضرر )
والمؤيدون يفعلون ذلك ولكنهم يعلنون قائلين: ( هذا هو الإعجاز العلمي، وهذا هو توضيح معاني الآيات الكونية بالقرآن الكريم ) ويظهر أن الخلاف في طريقة العرض وليس في المبدأ
4- محمد عبد العظيم الزرقاني: اتخذ موقفاً وسطاً فقد آمن بالإعجاز العلمي – كما سبق أن ذكرنا – وفي الوقت نفسه رفض التفسير العلمي، ولكن آراءه جاءت خليطاً فهو يقول: ( إن الأسلوب الذي اختاره القرآن في التعبير عن العلوم الكونية أسلوب بارع، جمع بين البيان والإجمال في سطر واحد، بحيث يمر النظم القرآني على سامعيه في كل جيل فإذا هو واضح فيما سبق له من هداية الإنسان، ثم إذا هو مجمل التفاصيل يختلف الخلق في معرفة تفاريعه ودقائقه باختلاف ما لديهم من مواهب ووسائل وعلوم... وهذه العلوم الكونية لم توضع لتخدم القرآن في شرح آياته أو بيان أسراره، وإنما ذكر منها ما ذكر للهداية... ولا تتوقف عظمة القرآن على أن ننتحل له وظيفة جديدة ما أنزل الله بها من سلطان فإن وظيفته في هداية العالم أسمى وظيفة في الوجود...
وهكذا خلط الزرقاني بين القول بوجود حقائق كونية بالقرآن الكريم وبين القول بوظيفته في هداية العالم، وتصوّر أن هناك تضارباً بين القولين، وهكذا تتولد الدوافع الفكرية لدى المعارضين.
5- فضيلة الشيخ / محمود شلتوت وأنصاره يقولون عن التفسير العلمي: ( إنهم طائفة المثقفين الين أخذوا بطرف من العلوم الحديثة ثم نظروا في القرآن وتأوّلوا على نحو زين لهم أن يفتحوا في القرآن فتحاً جديداً، فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن... هذه النظرة إلى القرآن خاطئة من غير شك، لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف. وهي خاطئة – من غير شك - لأنها تحمل أصحابها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز، ولا يسبقه الذوق السليم...
ونعقب نحن قائلين: إن القرآن كتاب هداية ولم ينزله الله سبحانه وتعلى لتعليم الناس بعض الأمور الكونية هذا صحيح، ولكن في الوقت نفسه تنزل القرآن الكريم وبه آيات تتحدث عن أمور كونية، فلابد أن يكون الحديث صادقاً ودقيقاً ومعبراً عن الحقيقة، وهذا بلا شك يتبعه وجود حقائق علمية في ثنايا الآيات القرآنية.
6- " عباس محمود العقاد " الربط بين القرآن والعلوم، وقال: ( فلا يطلب من كتب العقيدة أن تطابق مسائل العلوم كلما ظهرت مسألة منها لجيل من أجيال البشر ولا يطلب من معتنقيها أن يستخرجوا من كتبهم تفصيلات تلك العلوم كما تعرض عليهم في معامل التجربة والدراسة ) وقال: ( لا بأس بالاستفادة من النظريات العلمية في تصحيح معاني الكلمات القرآنية دون إقحامها على القرآن أو الذهاب إلى أنه مطالب بموافقتها كلما تغيرت )
وتعقيبنا على القول الأول – بأن فيه تعسف وسوء فهم لمفهوم الإعجاز العلمي لدى المؤيدين، وتعقيبنا على القول التالي – إنه مبهم المعنى ومضطرب الرأي، فهل هو مع الأخذ بالمعارف الكونية في فهم معاني بعض الآيات القرآنية وبهذا يوافق على استحياء التفسير العلمي ؟!!
7- " عبد الكريم الخطيب " يجمع في آرائه بين القبول والرفض للإعجاز والتفسير العلمي للقرآن الكريم، فهو تارة يؤيد فيقول: ( الآيات التي تنكشف للناس في هذا الوجود مما يطلعهم العلم عليها – تفتح الطريق إلى قولة الحق في كتاب الله، وعندئذ يرى الناس أن هذا القرآن هو الحق الأبدي، من عند الله... وإذا كان القرآن الكريم كتاب عقيدة وشريعة، فإن ذلك لا يمنع أن تكون وراء ذلك غايات أخرى يمكن أن يجدها من يطلبها... وماذا يضير القرآن إذا اشتمل في كيانه على دلائل إعجازه بما أودع الله فيه من أسرار وحقائق تحدث الناس عن آيات في كل عصر وفي كل جيل...)
وتارة يعارض فيقول: ( أصحاب التفسير العلمي يتعسفون طريق الفهم لكتاب الله ويشطحون في تأويل آياته ليأخذوا حجة للقرآن على أنه اشتمل على جميع المعارف والعلوم، فهم لهذا يقتسرون المعاني اقتساراً ويخرجون بالألفاظ عن مدلولاتها ويحرفون الكلام عن مواضعه في أكثر أحوالهم ومحاولاتهم... وقد يكون لقائل أن يقول: إذا كان القرآن قد حوى أسرار هذا الوجود، فكيف غاب ذلك كله عن سلف هذه الأمة وهم الذين تلقوا القرآن غضاً... وإذا كانت تلك الحقائق قد انكشفت لهم، فلماذا لم ينتفعوا بها.. ولو كان من تدبير القرآن أن يكون كتاباً علمياً لما جاء على هذا الأسلوب ذي الرنين النفاذ من النظم، بل لجرى على ذلك الأسلوب العلمي الذي تبرز فيه الحقائق العلمية مضغوطة في قوالب من اللفظ أشبه بالأرقام الحسابية )
وتعليقنا على أقوال " عبد الكريم الخطيب " يتلخص في تردده بين القبول والرفض، وهذا موقف مشترك بين كثير من المعارضين للإعجاز العلمي، بسبب عدم وضوح الفكرة في أذهانهم... وما ساقه من مآخذ إنما هو من قبيل الجدال الواهي، فالمؤيدون للإعجاز العلمي يضعون المنهج والضوابط التي تلتزم بلغة القرآن ومعاني الكلمات. أما عن الإحاطة بما جاء في القرآن من الحقائق العلمية فإن معرفتها ليست وقفاً على من تنزل عليهم القرآن – بل هي معارف وعلوم يطلع الله عليها عباده – وهو الحكيم الخبير – بالقدر المناسب لهم... وقد عرف المسلمون الأوائل ما يناسب مداركهم وإمكاناتهم العلمية بالقدر الكافي للإيمان والهداية وادخر الله سبحانه وتعالى الأسرار والحقائق ليكشفها على فترات وليأخذ منها كل جيل ما يناسب زمنهم، وما يكفي لأن يكون برهاناً على قدرة الله وحجة لكتابه العظيم، وبهذا يظل القرآن متواصل العطاء دائم الإقناع مستمر الإعجاز، وكما اقتنع السابقون الأوائل بإعجازه البياني، فإنه يقنع من بعدهم بإعجازه العلمي.




يتبــــــــــــــــــــع
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.71 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]