عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-11-2019, 01:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,605
الدولة : Egypt
افتراضي حكم من مات ولم تبلغه دعوة الإسلام

حكم من مات ولم تبلغه دعوة الإسلام


فتاوى علماء البلد الحرام





السؤال:
هل مَن مات من النصارى وهو لم يسمع عن الدين الإسلامي من أهل النار؟ وما الحكم إذا كان قد سمع أخبارًا غير صحيحة عن الدين الإسلامي ومات على حاله ولم يسلم بسبب ما سمع؟


الجواب:
من لم تبلغه الدعوة ولم يسمع بالإسلام أصلًا فحكمه حكم أهل الفترات الذين لم يبعث إليهم رسول ولم يصل إليهم خبر الرسالة، والصحيح فيهم أنهم يختبرون في الآخرة؛ فروى أحمدُ في "المسند" عن الأسود بن سريع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعةٌ يَحْتَجُّونَ يوم القيامة، رجل أَصَم، ورجل أحمقُ، ورجل هَرِمٌ، ورجل مات في الفترة... فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهم لَيُطِيعُنَّ؛ فيرسل إليهم أن ادخلوا النار فلو دخلوها لكانت عليهم بَرْدًا وسلامًا»[1]. وفي حديثٍ عنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال في آخره: « فمَنْ دَخَلَهَا كانت عليه بَرْدًا وسلامًا، ومن لم يَدْخُلْهَا سُحِبَ إليها»[2]. وفي "مسند أبي يعلى" عن أنس مرفوعًا: « يُؤْتَى بأربعة يومَ القيامة: بالمولود وبالمَعْتُوهِ وبمَنْ مات في الفَتْرَةِ والشيخ الفَانِي، كُلُّهم يتكلم بحُجَّتِه، فيقول الرب تعالى لعُنُقٍ من النار[3]: ابْرُزْ، فيقول لهم: إني كنتُ أبعثُ إلى عبادي رُسُلًا من أنفسهم، وإني رسولُ نفسِي إليكم، اُدْخُلُوا هذه. فيقولُ مَن كُتِبَ عليه الشقاء: يا ربّ أينَ ندخُلَها ومنها كُنَّا نَفِرّ؟! ومن كُتِبَتْ عليه السعادة يمضي فَيَتَقَحَّمُ فيها مُسْرِعًا؛ فيقولُ تبارك وتعالى: أنتم لِرُسُلِي أشدُّ تكذيبًا ومعصية، فيُدخِلُ هؤلاء الجنةَ وهؤلاء النار[4]. وقد وردت فيهم أحاديث ذكرها ابن كثير[5] عند قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسـرَاء: 15]، وذكرها ابن القيم في "طريق الهجرتين" في طبقات المكلفين[6].
ولا شك أن دين الإسلام قد انتشر في أول ظهوره وسمع به أهل المشرق والمغرب وبلغ ما بلغه الليل والنهار؛ فلا عذر لمن سمع به وعاند ولم يقبله، ولا عذر أيضًا لمن سمع أخبارًا سيئة عن الإسلام والمسلمين؛ فإن عليه أن يبحث ويسأل، فإذا لم يفعل مع القدرة اعتبر مخلًّا بالواجب عليه، والله أعلم.
المفتي: سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين - «فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام» (ص 79 – 80)

[1]أحمد (4/ 24)، وابن حبان (7357)، والطبراني في "الكبير" (841) وآخرون. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (881)، و"السلسلة الصحيحة" رقم (1434).

[2]أحمد (4/ 24) بعد الحديث السابق. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (881)، و"السلسلة الصحيحة" رقم(1434).

[3]أي: لقطعةٍ أو طائفة منها.

[4]أبو يعلى في "مسنده" (4224). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 216): «رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح».

[5]انظر "تفسير ابن كثير" (3/ 29- 33).

[6]انظر كتاب "طريق الهجرتين" (ص 570) وما بعدها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]