عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-08-2014, 01:48 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: يوميات شاب عادي .. القصة كاملة

الحلقةالتاسعة






لمثل هذا اليوم فأعدّوا






دخل صاحبنا المقابر وتقدم مع المتقدمين لدفن جثة صديقه





وإذا به أثناءذلك يرى ما لفت بصره وثبت قدمه





إذا به يلمح امرأةعجوز




تجلس القرفصاء عندأحد القبور تبكى وتنوح





تضع يديها على القبر حيناً وتمسح دمعها تارةأخرى





ثم تعود لتبكى ثانية ً





وبدا له من منظر القبر أنه ليس حديثُ دفن بل تراكم
عليه التراب والطين حتى استوى بالأرض






فزع عبد الرحمن من شكلها الغريب

وبدأ يتسائل فى نفسه عنها






مَن تلك المرأة؟؟؟؟
وما يُبقيها فى ذاك المكان المرعب ؟؟؟؟؟
ولماذا تبكى؟؟؟؟؟
ولمن هذا القبر؟؟؟؟؟







وكاد ينسى دفن صديقه






وإذا بصوت معاذ ينبهه : عبد الرحمن أنزل معايا القبر عشان تساعدنى فى دفن الميت ، محمد هيفضل فوق
أهلُه أعصابهم منهارة ومحتاجينا ..... يلاأنزل







إنتبه صاحبناعلى صوت معاذ وإذا به يقف على شفير القبر
فكر قليلاً فيما قاله معاذ ثم أجابه: ما تخلى محمد ينزل معاك إشمعنه أنا يعنى ،
خلّيه ينزل وأنا هساعدكم من فوق





معاذ


: إحنا هنتعازم على بعض ، إخلص، محمد جسمه كبير والمكان تحت ضيق ومفيش غيرك ينفع ينزل






لم يستطع صاحبنا أن يجادل أكثروبالفعل


نزل عبد الرحمن القبر




نظر صاحبنا إلى القبرنظرة سريعة كى لا تعلق صورته بذاكرته




معاذ








: ساعدنى بأة بالله عليك فى شيل العظم إللى فى كل مكان ده



عشان نعرف ندفنه .......... مالك متنّح كده ليه ؟؟؟



عبدالرحمن







: لأ مفيش ... بس أصل الريحة فظيعة أوى مش قادر أستحملها






أبتسم معاذ قليلا ثم قال : معلش شوية وهتطلع متقلقش



بدأ كل منهم يساعد الآخر حتى وضعوا الجثة فى مكانها




ثم قام عبد الرحمن يريد الخروج لكن منعته يد معاذ التى أمسكت به
ثم قال : على فين؟؟؟؟؟







عبد الرحمن








: إيه .. هخرج إحنا مش خلصناكدة ولا إيه ؟؟؟؟






معاذ






: لأ لسة .... هنسيبه كده مش لازم نهيأه للحساب






عبد الرحمن






: وهنهيأه إزاى؟؟؟؟






تعجب عبد الرحمن من قول معاذ




إلا أن معاذ لم يُجيبه وقام يفعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم
وكلما فعل شيئا زاد تعجب عبد الرحمن





بدأ معاذ يأخذ ثلاث حثيات من التراب ويرمى بها فى القبر
من جهة رأس الميت





ثم قال: هتفضل بصصلى كده كتير تعالى يابنى ساعدنى عشان أقلبه على جنبه اليمين ووجّهه للقبلة




وبالفعل ساعده عبد الرحمن ثم








قال : طيب وبعد كدة نعمل إيه؟؟؟؟






معاذ






: ساعدنى بأه فى فك رباط الكفن






عبد الرحمن






: وهتفكه ليه؟؟؟؟






معاذ






: عشان النبى صلى الله عليه وسلم أمر بكده






و

قام كل منهم بفك الأربطة وفى ذلك كله معاذ يردد
:

بسم الله وعلى ملّة رسول الله
بسم الله وعلى ملّة رسول الله






عبد الرحمن








: الحمد لله كده خلاص نخرج بأه






معاذ







: نفسى أعرف أنتَ مستعجل على إيه كأنك مش هتيجى هنا تانى






عبد الرحمن







:وهاجى ليه ... دا لو حد مات تانى .... لكن المرة الجاية



مش هنزل .... هفضل فوق !!!



معاذ








: أعتقد إنك لازم تِنزل دلوقتى بمزاجك بدل ما يجى عليك يوم وتنزل غصب عنك






ثم توجه معاذ إلى جثة الميت وأزاح الكفن عن وجهه ثم شد عبد الرحمن من يده



وقال








: عبد الرحمن قبِّلُه فى رأسه




فزع عبد الرحمن من وجه الميت وجد وجهه غير وجهه فى الدنيا
لم يكن بذاك القبح
تبدلت ملامحه
واسودت بشرته
ومازالت رائحة القبر كريهه
أهى سوء خاتمة ؟؟؟؟

لم يكن يصدق صاحبنا قصص سوء الخاتمة التى كان يسمعها من قبل
أو لعله لم يستوعبها
حتى رأى بعينه

وكلما طالت المُدة كلما زاد قبح وجهه

فزع عبد الرحمن
ولم ينتظر معاذ بل خرج هلُوعاً إلى الخارج
تتسارع ضربات قلبه
وتتابع أنفاسه
خائفا من البقاء فى ذلك المكان

وأخيرا

لم ينتظر معاذ طويلا بعد خروج عبد الرحمن فخرج أيضا لكنه
خرج بوجه ليس بالوجه الذى دخل به ولمّا رأى محمد طريقة
خروج عبد الرحمن وملامح وجه معاذ علم أنهم رأوا شيئا داخل القبر


فاقترب من ظهر معاذ وعندما فتح فمه يريد أن يسأله
أدار معاذ وجهه فجأة وهو مقطب الجبين

ثم قال
:
يلا يا محمد أنت وعبد الرحمن ساعدونى فى تغطية القبر بالتراب

وبالفعل بدأوا
يهيلوا عليه التراب
حتى اختفى تماما عن الأنظار


..........

يتبع فى الحلقة القادمه..
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.54 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]