عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-10-2019, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الإنسان والجريمة

الإنسان والجريمة
شيرين الألفي


نعلم جميعاً أول جريمة حدثت على وجه الأرض، وكانت أبشع جريمة قتل ليس فقط لأن أخ قتل أخاه من أجل شهوة، ولكن لأنه ابتكر أول جريمة وعلم البشرية من بعده جريمة القتل وتوارثتها الأجيال في جيناته الوراثية، ولذلك قال الله - تعالى-: ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون)، ظلت الجريمة تتطور في البشرية ثم تتوارثها الأجيال وتطورها إلى أن وصلنا لعصرنا هذا الذي لم تشهد الجريمة أبداً تطوراً مثله الآن، فيبدوا جلياً أن النظام الوراثي الإنساني يسجل في ذاكرة الإنسان الجينية التطورات ويطورها الجيل التالي له حتى نصل إلى النهاية كما ذكر لنا نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أن الساعة تقوم على شرار الخلق.
خلق الله - تعالى- الإنسان من الطين وهى مادة الأرض التي تحتوى على كل العناصر الأرضية، ثم نفخ الله فيه من روحه وهذه النفخة هي سر الإنسان، الإنسان كما قلنا يتوارث الجريمة ومع ذلك أعطاه الله قدرة كبيرة على الخير فهذه النفخة من روح الله ترفعه إلى أعلى وتعطية الإرادة، فكما أن قابيل قتل هابيل فإن هابيل أعرض عن قتله وكان باستطاعته أن يفعل ذلك.
في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن عصر ملائكة ولكن رأينا في عصره من زنى ورأينا في عصره من سرق ولكن نلاحظ شيء........ !، كانت الجريمة قليله جداً في ذلك العصر بل إنها حتى في العصر الجاهلي لو قرأنا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة لرأينا أنها كانت أيضاً قليله؛ لأن العرب كانوا قومٌ ذو أخلاق ومبادئ بطبعهم.
إن الذنوب ما هي إلا استجابة الإنسان لشهواته ورغباته بدون تفكير لما ينتج عنها من عواقب، فهي منتهى الضعف وقمة الخسة أما الإنسان القوي فهو ينتصر على شهواته ويرتفع بنفسه إلى الأعلى مع هذه النفخة المباركة، يرتفع مع الملائكة لا يتدنى مع الشياطين، وما جاء الإسلام إلا بذلك، جاء ليعلمنا كيف نرتفع إلى أعلى، جاء ليطهرنا ويطهر مجتمعاتها وينقى الهواء الذي نتنفسه من دخان الذنوب الذي يخنقنا ويُظلم السماء من فوقنا ويغلقها علينا، وعندما ننادي بالعودة إلى الإسلام الحقيقي لا إسلام الدول التي تدعي الإسلام وفيها من الجرائم والآثام ما يندى له الجبين، فإننا نريد أن نسموا بأنفسنا وننقى المجتمع، وعندما يكون المجتمع نقياً فلا فساد ولا سرقة، يكون هناك أمان وأمانة، يكون هناك نقاء وتقدم وعلوا وسموا، ألا ترون معي أننا نتوق إلى ذلك جميعاً؟؟ الم يأت الإسلام بالحب؟؟ بالنقاء..... بالسلام.... بالعفو عند المقدرة؟؟ فهل نرجو أجمل من ذلك؟؟ ألا تتخيلون معي مجتمع نظيف من كل دنس مادي ومعنوي؟؟ ألا تتمنون أن نسير في الشارع فنرفض أن نرمي قمامة تشوه وتؤذى المارة بالطريق ونحن ننتوى بذلك طاعة الله وإماطة الأذى عن الطريق؟؟ من يرفض الإسلام والإسلاميون منهم من يتخوف من ناس يدعون أشياء ولا يطبقونها ومنهم من يكره الإسلام ويكره التطهر.
نريد مجتمع مسلم حقيقي، نريد أن نطهر أنفسنا ونأتي بطفرة على جينات الجريمة تتوارثها الأجيال القادمة جينات حب وكرامه وطهارة، نريد أن نعمر الأرض كما أراد الله منا لا أن يحركنا الشيطان كما يشاء ويلعب بنا ونحن حمقى بدون وعى.
ما أجمل أن ننتصر على أنفسنا وعلى شيطانها ونسموا بها إلى أعلى ويكون كل شيء سوى الله صغيراً في أعيننا
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]