موعظة قصيرة
يا من خلقك ربك فسواك , وهو الذي رزقك وكساك , وأطعمك وسقاك , وأمرضك وشفاك , ومن كل
خيرٍ سألته أعطاك , ومع ذلك عصيت وما شكرت , وأذنبت وما استغفرت , تنتقل من معصية إلى
معصية , ومن ذنب إلى ذنب , كأنك ستخلد في هذه الحياة الدنيا ولن تموت , تبارز الله بالمعاصي
والذنوب , غافلاً ساهياً عن علام الغيوب , فليت شعري متى تتوب , متى تتوب , أتتوب عند هجوم
هازم اللذات , أتتوب عند الممات , وهل تظن يقبل منك ذلك في تلك اللحظات , استمع إلى من أنعم
عليك , وهو يتحدث عن أولئك الذين بارزوه بالذنوب والمعاصي , ولم يخشوا يوماً يؤخذوا فيه
بالأقدام والنواصي , أنظر ماذا قال الله عنهم , حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون , لماذا
تتمنى الرجعة يا هذا , لعلي أعمل صالحاً فيما تركت , كلا فقد أمهلناك , كلا فقد تركناك , فتماديت
وما راجعت وما باليت , كلا فقد انتهى الوقت , كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم
يبعثون , قد تقول ماذا أفعل , ماذا أصنع , أذنبت كثيراً , عصيت كثيراً , أقول لك أخي عجل , عجل ما
دام باب التوبة مفتوح , نعم , لا يزال باب التوبة مفتوحاً , يقول النبي صلى الله عليه وسلم
" إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ".