[abdelmalik]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفيديو الذي تناول الحديث عن التأمل اليهودي رغم أن مدته ليست بطويلة، لكن الحاخام أشار فيه الى أكثر من موضوع ومنها دور الألحان الموسيقية في مساعدة الكابالي على الصعود للعوالم الالهية والذي لي عودة للتفصيل فيه، وتلك الامور الروحانية جميعها تصب في نفس المنحى من كونها تساهم في تحقق الخروج من الجسد. من اهم الشروط المعروفة لدى البوذيين والهندوس والكاباليين وكل من اراد التواصل مع العالم الروحاني ما يسميه المتصوفة بالتجرد من عالم الحس والمادة وحس الأواني، مفهوم كلمة الأواني تجدها ايضا في تعاليم الكابالا كما بينت قبل اكثر من عام عندما ترجمت كلام الحاخام، وبينت بأن الكرات العشر في شجرة الحياة الكابالية اقصد السفيرات (سفيروث) يعتبرونها مثل الأواني، لكن بعدها عندما شاهدت فيديوهات أخرى لنفس الحاخام عرفت بأن الكاباليين يطلقون كلمة الأواني ايضا على كل الأمور المادية، حتى جسد الانسان داخل في مفهوم الأواني عند الكاباليين لانه عبارة عن مادة. ما رأيكم بان نفس المعنى لكلمة الأواني عندهم هو طبق الأصل في المفهوم الصوفي، بامكاني أن اتيكم ببعض أقوال المتصوفة وهم يذكرون عبارة "حس الأواني" وقد سبق أن اتيتكم بدليل على كلامي من خلال عقيدة الطريقة الكركرية. فلن يتسنى لك بلوغ درجات عليا في الروحانيات الا اذا تخلصت من تاثير المحسوسات والأمور المادية عليك، على سبيل المثال ان كانت تتحكم فيك شهوة الجنس ولم تكن تغض عينيك لن تستطيع ابدا بلوغ عالم الروحانيات، ولا اقصد بها الجانب المتعلق بالسحر الأسود والشر وإيذاء الاخرين، بالعكس النهل من مختلف الشهوات وارتكاب المعاصي من اهم شروطها، وهذه أكبر خدعة انطلت على المريدين، فهم يقولون شيخنا يدعونا لتزكية النفس والابتعاد عن الشهوات وهذا فيه خير لنا، والحقيقة انها كلمة حق اريد بها باطل، لاننا نعرف جيدا بان الإسلام يحث على مثل تلك الأمور الطيبة، لكن في الإسلام الهدف من ذلك هو التقرب الى الله لكن في التصوف الغرض شيء اخر وان ادعى الشيخ عكس ذلك. لان إمكانية بلوغ العالم الروحاني والتواصل مع الجن لا يتم إلا بتلك الشروط، وقد سبق لي أن شرحت بان التفكير في الشهوة والنظر في المحرمات يشغل ذهن الانسان ويضعف تركيزه. وخلال اطلاعي على شروط بلوغ الروحانيات وشروط التواصل مع الجن والشياطين ان من أهمها هو خلو الذهن من جميع الأفكار والقدرة على التركيز الشديد، ولمن تابع سلسلتي فقد مر به ترجمتي لكلام رجل غربي دخل الخلوة وقام بتأمل وسط الظلمة، وبين بأنه من الشروط الضرورية هو الابتعاد عن الشهوات وعدم مشاهدة التلفاز لأن تلك الأمور تشغل الذهن وتمنع المتأمل داخل الخلوة من التركيز. الان اليكم ترجمة لمقتطف من كلام الحاخام في نفس الفيديو السابق المتعلق بالتأمل اليهودي :

يجب ابعاد الحواس في الجانب الروحاني المتعلق ببعض التقنيات، وأنه يجب التحكم في الحواس والعقل


لماذا يجب ابعاد العقل ايضا الى جانب الحواس، لأن المتصوفة يقولون بأن المعارف الباطنية تأتي عن طريق القلب لا العقل، وفي رايهم بالعكس استعمال العقل قد يكون عائقا، المهم لي عودة في الأيام القادمة للتفصيل في سبب تحقير المتصوفة للجانب العقلاني مثلهم مثل كثير من الروحانيين الغربيين، لأن الاحاجي والالغاز في التصوف الاسلامي كثيرة جدا، التفصيل فيها يحتاج مني عشر سنوات دون مبالغة، لهذا سأكتفي فقط بنقل ما جاء في الكتاب الموجود عندي اقصد كتاب "بحثا عن الشمس" نقلا عما جاء في ديوان شمس تبريز "الغزلية" صفحة 412 :

وما دام سلطان العقل صاحيا لم يستبد به سكر العشق لن تتلاشى "كيف" و "لماذا"

وجاء في موضع آخر من "الغزلية" :

يا شمس تبريز، العشق هو الذي يعرفك، لا العقل

كما جاء ايضا في الكتاب الذي أملكه :

عندما يدخل العشق من باب القلب، يلقي العقل بضاعته خارجا

وجاء في موضع آخر من نفس الكتاب :

وأعلن انه بمدد العشق والروح العلوي يمكن للانسان أن يصعد على سلم درجات الحقيقة، درجة درجة، ويغدو انسانا كاملا، ويصل إلى جناب الحق تعالى