عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-07-2020, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي الشفاعة معناها وأنواعها وأسباب نيلها

الشفاعة

معناها وأنواعها وأسباب نيلها



الشيخ صلاح نجيب الدق



معنى الشفاعة:
التوسط للغير بجلب منفعةٍ مشروعةٍ له، أو دفع مضرة عنه؛ (العقيدة الصافية لسيد عبد الغني صـ184).

الحكمة من الشفاعة:
من حِكمها تكريمُ اللهِ تعالى للشافعين، ورفعُ شأنهم على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، وإفاضة كرمِ الله وعفوه على المشفوع لهم.

أنواع الشفاعة:
الشفاعة نوعان: شفاعة في الدنيا وشفاعة في الآخرة، وسوف نتحدث كل منهما:
أولًا: الشفاعة في الدنيا:
الشفاعة في الدنيا منها ما هو مشروع ومنها ما هو غير مشروع؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

والشفاعة المشروعة هي التي يترتَّب عليها قضاء حوائج الناس المشروعة، فقد روى الشيخانِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ»؛ (البخاري حديث:1432/ مسلم حديث: 2627).

وروى البخاريُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعبَّاسٍ: «يَا عَبَّاسُ، أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا»، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ رَاجَعْتِهِ»، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ» قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ؛ (البخاري حديث:5283).

ثانيًا: الشفاعة في الآخرة:
أجمع أهل السُّنَّة على ثبوت الشفاعة في الآخرة، وتشتمل على نوعين: شفاعة مثبتة، وشفاعة منفية، وسوف نتحدث عن كل منهما.

أولًا: الشفاعة المثبتة:
الشفاعة المثبتة المقبولة هي الشفاعة التي أثبتها الله تعالى في كتابة العزيز، وهي خاصة بأهل التوحيد.
(1) قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

(2) وقال سبحانه: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28].

(3) وقال جل شأنه: ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 109]؛ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص 265).

شروط الشفاعة المقبولة:
الشفاعة المقبولة عند الله تعالى لا بد أن تتوفر فيها ثلاثةُ شروطٍ هي:
أولًا: إسلام المشفوع له: قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18].

قال الإمامُ البيهقيُّ (رحمه الله): الظَّالِمُونَ هَا هُنَا هُمُ الْكَافِرُونَ، وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ مُفْتَتَحُ الْآيَةِ إِذْ هِيَ فِي ذِكْرِ الْكَافِرِينَ؛ (شعب الإيمان للبيهقي جـ1صـ471).

ثانيًا: رضا الله تعالى عن الشافع والمشفوع له:
قال تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]، وقال جل شأنه: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28].

ثالثًا: إذن الله تعالى بالشفاعة: قال سبحانه: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]؛ (الشفاعة لمقبل الوادعي صـ13:12).

أنواع الشفاعة المثبتة:
(1) شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين:
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ؛ (مسلم حديث:183).

وروى الشيخانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ (وذلك في حديث الشفاعة)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (وهو يتحدث عن المؤمنين الذين نجاهم الله من النار): وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا؛ (البخاري حديث: 7439/ ، مسلم حديث، 183).

(2) شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم:
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم شفاعات يوم القيامة وهي:
(1) الشفاعة العظمى له صلى الله عليه وسلم للفصل بين العباد، وهي المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به.
وهذه الشفاعة خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء والمرسلين.
(2) شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول المؤمنين الجنة.
(3) شفاعته صلى الله عليه وسلم لأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة.
(4) شفاعته صلى الله عليه وسلم لأقوام من أهل الجنة، وذلك برفع درجاتهم فيها.
(5) شفاعته صلى الله عليه وسلم في إخراج العُصاة مِن الموحدين مِن النار، ودخولهم الجنة.
(6) شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب، فيكون في قليل مِن نار تغلي منها دماغه.
(7) شفاعته صلى الله عليه وسلم لأقوام من الموحدين العصاة, قد استوجبوا دخول النار، فيشفع لهم ألا يدخلوها.
(8) شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب؛ كعُكاشة بن مِحْصن رضي الله عنه؛ (شرح العقيدة الطحاوية جـ 1 صـ274، ص ـ284)، و(النهاية في الفتن والملاحم؛ لابن كثير جـ2 صـ202: صـ209).

من أسباب نيل الشفاعة في الآخرة:
(1) تلاوة القرآن:
روى مسلمٌ عَنْ أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ"؛ ( مسلم حديث 804 ).

(2) الصيام:
روى أحمدٌ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بنِ العَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النُّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ فيُشَفعانِ؛ (حديث صحيح)، (صحيح الجامع للألباني حديث: 3882).

(3) صلاة الجنازة على الميت:
روى مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ؛ (مسلم حديث 947).

روى مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ النَّاسِ؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدْ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمْ اللَّهُ فِيهِ؛ (مسلم حديث 948).

(4) ترديد الأذان والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له:
روى مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»؛ (مسلم حديث: 384).

(5) الشهادة في سبيل الله:
روى أبو داودَ عَنْ أبي الدَّرْدَاءَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث:2201).

ثانيًا: الشفاعة المنفية:
الشفاعة التي نفاها القرآنُ الكريمُ هي الشفاعة للمشركين؛ (فتح المجيد صـ238).
(1) قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48].

(2) وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]، وقال سبحانه: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 51].

(3) وقال جَلَّ شأنه: ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 100 - 102].

(4) وقال تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18].

وممن لا يقبل الله شفاعتهم يوم القيامة اللعانون، فقد روى مسلمٌ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»؛ (مسلم حديث:2598).

واللعن: هو الطردُ من رحمة الله تعالى التي وسعت كُلَّ شيءٍ، واللَّعَّانُون: الذينَ يُكْثِرُونَ مِن اللعْنِ.

وختامًا:
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]