الجهاز الهضمي
زينب جويل
الغُدَد اللعابية:
تتكوَّن الغُدَد اللعابية من ثلاث:
1- الغُدَد النكفية.
2- الغُدَد تحت الفك.
3- الغُدَد تحت اللسان.
وهي تفرز اللعاب.
جعل الله - عز وجل - اللعاب يقوم بـ:
1- تسهيل عملية البلع، والمحافظة على رطوبة الفم.
2- يساعد على حل الجزيئات التي تحرِّض براعم التذوق.
3- يساهم في عملية النطق عبر تسهيل حركة الشفاه واللسان.
4- المحافظة على نظافة الأسنان والفم.
5- ويساعد اللعاب أيضًا في هضْم الطعام.
• وبهذا نعلم أن هذه الأعضاء الثلاثة: "الغُدَّة اللعابية - والكبد - والبنكرياس"، جعلها الله - عز وجل - تفرز عصارات تصب في القناة الهضمية لتساعد في عملية الهضم.
كيف أحافظ على جهازي الهضمي بكل أعضائه؟
1- يأكل الحلال، ويشرب الحلال، فلا يأكل: الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما لم يُذكر اسم الله عليه، ولا يأكل من أموال الربا، وأموال الناس بالباطل، ولا يشرب الخمر، ولا الدخان؛ حتى يحفظ هذا الجهاز الذي أنعم الله - عز وجل - به عليه من عذاب جهنم، ومن الحميم، والغسَّاق، ومن شجرة الزقوم، ومن أيضًا الأمراض في الدنيا.
2- يبدأ ببسم الله، وإذا نسي في أول الطعام، فليقل: بسم الله أوله وآخره.
3- يختم بالحمد لله: الحمد لله الذي أطعم وسقى، وجعل له مخرجًا، الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي!
4- يأكل ويشرب وهو جالس، فهذه السنة، فلا يأكل ولا يشرب واقفًا أو ماشيًا، فهذا خلاف السنة، وأيضًا يضرُّ جهازك الهضمي.
5- لا يأكل متَّكئًا، فهذا أيضًا خلاف السُّنة، وقد نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، بل يأكل جالسًا معتدلاً.
6- قال الله - تعالى -: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثُلُث لطعامه، وثلث لشرابه، وثُلث لنفسه)).
ففي هذه الآية والحديث تحذير من الإسراف في الأكل والشرب والشِّبَع، فعلينا اتِّباع السنة في ذلك، فلا نأكل حتى تمتلأ بطوننا، فهذا يضرنا.
وقال ثابت بن قرَّة: "راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام".
وقال بعض الأطباء قديمًا: "الإكثار من الطعام: يدق العظم، ويقلل الهضم، ويقلل الحفظ، ويقسي القلب".
وقال بعضهم أيضًا: "الأكل القليل: يُفرح القلب، ويصلح الجسم، ويزيد في الحفظ".
وقال بعضهم أيضًا: "من أكل بعد جوع، ورفع يده قبل الشِّبَع، وتوسط في الأكل - لم يحتج إلى طبيب، ولم يعتل إلى علة الموت".
وقالوا أيضًا: "ما يفسده الجوع يصلح بقليل من الطعام، وما يفسده الشِّبَع لا يصلح بمال قارون".
7- غطِّ الآنية ليلاً؛ ففي حديث أبي الزبير عن جابر: ((غطوا الإناء، وأَوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان لا يحل سقاءً، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناءً، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يَعرُض على إنائه عودًا، ويذكر اسم الله، فليفعل، فإن الفُويسِقة تُضرم على أهل البيت بيتهم)).
وفي حديث القعقاع بن حكيم عن جابر: ((غطوا الإناء، وأوْكوا السِّقاء؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباءٌ، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وِكاء، إلا نزَل فيه من ذلك الوباء)).
وهذا مهم جدًّا، فعلينا العمل باتِّباع السنة؛ فلهذا أجر في الآخرة ومعافاة في الدنيا.
8- ومن أراد أن يحفظه الله من سُمٍّ وسحر ذلك اليوم، فعليه بهذا الحديث، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من تصبَّح بسبع تمرات عجوى، لم يضرَّه سم ولا سحر ذلك اليوم)).
9- الحرص على أذكار الصباح والمساء، ففيها الحفظ بإذن الله - سبحانه وتعالى - مما يضر.
10- لا ندخل طعام على طعام، بل ننتظر حتى يُهضَم الطعام الأول، حتى نرحم هذا الجهاز، فلا نكلفه فوق طاقته.
11- لا نأكل الطعام الصلب، فكل طعام صعب مَضغه، صعب هضْمه، بل قد يكون على المعدة أصعب.
12- نأكل بتمهُّل، ونمضغ الطعام جيدًا؛ حتى يَسهُل على المعدة هضْمه.
13- عدم الجمع بين طعامين متفقين على طبيعة واحدة، كالجمع بين حارين كالبيض واللحم، ولا بين باردين كالسمك واللبن، ولا بين رطبين كالفاكهة واللبن، ولا بين يابسين كالعدس والدخن، وأيضًا لا يجمع بين اللبن والحمضيات؛ فهذا الجمع يسبب أمراض كثيرة، عافنا الله.
14- علينا بكثرة الصيام تعبدًا لله - تعالى - وابتغاء ثوابه، فالصيام يخلص البدن من السموم، ويريح جهازنا الهضمي.
15- التأكد من نظافة اليدين قبل الأكل من ناحية، ونظافة الغذاء نفسه قبل تناوله من ناحية أخرى؛ حتى لا تتعرض للإسهال.
16- إذا صمت فلا تُفطِر على ما يُفسِد الحِمية؛ مثل: المشروبات المحلاَّة بالسكر المكرر، والأطعمة المقلية، ونحو ذلك.
17- يحرص قدر المستطاع على أكل الخضروات والفواكه والبقول التي تمت زراعتها بدون أسمدة كيماوية، أو رش مبيدات حشرية عليها.
وذلك لسببين:
الأول: أن المواد الكيماوية تسبب أمراضًا خطيرة.
والثاني: أنها تَمحَق بركة الثمرة.
فإن لم تجد، فعليك بالتالي:
أ- غسل الخضروات الورقية جيدًا، ونقعه لبضع دقائق في ماء وقطرات من الخلِّ.
ب- تقشير الفاكهة والخضروات؛ مثل: الخيار، والتفاح، والجزر.
ج- نزع الأوراق الخارجية عن الملفوف والخس.
د- ما لا يمكن تقشيره كالقرنبيط والفاصوليا، فينقع في ماء حار لبضع دقائق.
18- حاول الاستغناء عن تناول المقليات، فإنها تحتوي على دهون مُشبعة، وهي ضارة جدًّا، ليس بجهازك الهضمي فقط، بل ضارة بالجسد كله، وهي من مسببات السرطان.
19- الإكثار من تناول الخضراوات، والفواكه الموسمية؛ فإن أليافها مفيدة جدًّا للجهاز الهضمي، فهي تعمل كالمكنسة تكنس كل الفضلات التي فيه، وأيضًا تسبِّب نضارة للوجه، ومضادة للإمساك.
20- احذر من الإفراط في استهلاك المنتجات الحيوانية؛ فإن الإفراط فيها يؤدي إلى ظاهرة التعفن المعوي، التي تُحدِث تسمُّمًا، مع زيادة معدل الحموضة في المعدة، والذي يسبب في نهاية المطاف اضطرابات مزمنة، وتنتج كمية ضخمة من السموم، ولكي يتخلص جسمك من السموم، عليك بتقليل ما تأكله من اللحوم: "لحم، دجاج، سمك"؛ حتى تستغني عنها كليًّا لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم بعد ذلك تُدخل اللحم في طعامك بكمية قليلة جدًّا، ولا تزيد على مرة واحدة يوميًّا.
يتبع