[ابوالوليد المسلم]

أحاديث لم يثبت فيها رفع ولا وقف (2)


بكر البعداني






الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.









أما بعد:



فهذه سلسلة من المقالات جَمَعْتُ فيها من الأحاديث ما نصَّ عليه بعضُ أهل العلم أنه لم يثبُت مرفوعًا ولا موقوفًا، وأسميتها: أحاديث لم يثبُت فيها رفع ولا وقف، وتقدمت معنا الحلقة الأولى، وهذه هي الحلقة الثانية.







ومنها:



1- حديث: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: ((أربعٌ من النساء لا مُلَاعَنَةَ بينهن: النصرانية تحت المسلم، واليهودية تحت المسلم، والحرة تحت المملوك، والمملوكة تحت الحر))؛ أخرجه ابن ماجه رقم: (2071)، وغيره.



قال الألباني رحمه الله: "وبالجملة: فالحديث لا يثبُت من جميع هذه الطرق عن عمرو بن شعيب، لا مرفوعًا ولا موقوفًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (4127).







2- حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((لِيَشُدَّ أحدُكم حِقْوَهُ ولو بِعِقَالٍ))؛ أخرجه العقيلي في الضعفاء.



قال الألباني رحمه الله: "قلت: وهو منقطع بين قتادة وعمر، فهو غير صحيح لا مرفوعًا ولا موقوفًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (5670).







3- حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((كان يدعو يقول: اللهم قَنِّعْنِي بما رَزَقْتَنِي، وبارك لي فيه، واخْلُفْ على كل غائبةٍ لي بخير))؛ أخرجه الحاكم (1/510).



قال الألباني رحمه الله: "والخلاصة أن الحديث لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (6042).







4- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((حذْفُ السلامِ سُنةٌ))؛ أخرجه أبو داود رقم: (1006)، وغيره.



قال ابن القطان رحمه الله: "لا يصح موقوفًا ولا مرفوعًا"، وقال الألباني: "قلتُ: وهذا هو الحق، وإن كان الاختلاف في رفعه لا يضر؛ لأن قول الصحابي: "سُنة" في حكم المرفوع، كما هو مقرر في الأصول"؛ ضعيف أبي داود رقم: (180 - الأم) للألباني.







5- حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((لما اقترف آدمُ الخطيئةَ قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم، وكيف عرفتَ محمدًا ولم أخلقْهُ؟ قال: يا رب، لَمَّا خلقتني بيدك، ونفَخْتَ فِيَّ من روحك، رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرش مكتوبًا: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فعلمت أنك لم تُضِفْ إلى اسمك إلا أحَبَّ الخلق إليك، فقال: غفرتُ لك، ولولا محمد ما خلقتُك)).



قال الألباني رحمه الله: "لا يصح عن عمر لا مرفوعًا ولا موقوفًا"؛ التوسل أنواعه وأحكامه (ص: 105 - 114).







6- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((لو خشع قلب هذا، خشعت جوارحه)).



قال الألباني رحمه الله: "قلت: فالحديث موضوع مرفوعًا، ضعيف موقوفًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (110)، وانظر: تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع رقم: (3)؛ لمحمد عمرو رحمه الله.







7- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأسًا بدينار)).



قال الألباني رحمه الله: "وبالجملة فالحديث موضوع مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ضعيف موقوفًا، والله سبحانه وتعالى أعلم"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (158).







8- حديث جابر رضي الله عنهما: ((من أحبَّ قومًا على أعمالهم، حشر يوم القيامة في زمرتهم، فحُوسِب بحسابهم وإن لم يعمل أعمالهم))؛ أخرجه ابن عدي (11/2).



قال الألباني رحمه الله: "قلت: وهو ضعيف موقوفًا ومرفوعًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (4536).








9- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((يحشر الناس يوم القيامة أَجْوَعَ ما كانوا قَطُّ، وأَظْمَأَ ما كانوا قَطُّ، وأعرى ما كانوا قَطُّ، وأَنْصَبَ ما كانوا قَطُّ؛ فمن أَطْعَمَ لله، أطعمه الله عز وجل، ومن سقى لله، سقاه الله عز وجل، ومن كسا لله، كساه الله عز وجل، ومن عَمِلَ لله، كفاه الله عز وجل)).



قال الألباني رحمه الله: "لا أصل له مرفوعًا، ضعيف موقوفًا"؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (6746).