[زهراوند]

أختي الكريمة حياك و تحية طيبة لصاحبة الرد قبلي أمة الله التي نطقت بالدرر
الخلل في الوضع العائلي واضح فيما طرح بتفاصيله
أولا :
من تصرفات بدر و الذي عنده تخلف عقلي يبدو لي أن عنده نسبة من الفطنة و الذكاء ظهرت ناطقة من خلال تصرفاته و تعاملاته مع أخيه ..
و للأسف بعض التصرفات الخاطئة التي تصدر من الأباء تقود الأبناء لكسب سلوكيات سيئة و تعطل قدراتهم على كسب سلوكيات بديلة إيجابية
و ما أخافه أن خوفكم على بدر صاحب الستة عشر سنة
و شدة حرصكم و شفقتكم عليه قادتكم لغض الطرف عن بعض التصرفات و سلوكيات التي تحتاج الإستدراك للتقويم بالتوجيه و الإرشاد ..
فلا يواجه استفزازه لأخيه مثلا بالتغاضي أو التغافل

ثانيا:
المتخلف عقليا له قدرة على اكتساب السلوك إما الحسن و إما السيء و إن بدرجات
فلا تقودنا الشفقة على حال مصاب ما إلى تعليق تصرفاته الخاطئة على شماعة المرض
كما أن بدرا قد يتعمد تجميد أي جهد لتحسين قدراته العقلية الإكتسابية بدافع جلب االإنتباه و الاستكثار من دعائم الإهتمام و إدرار الشفقة ..

ثالثا:
إني أستغرب من حالة بندر الشاب الذي يبلغ من العمر التاسعة عشر و أهله يخفون عنه حقيقة مرضه ؟
خاصة مرض السكري الذي يحتاج فيه المريض للوعي الكامل بحالته قبل حاجته لأخذ الأدوية
كان يجب أن يعلم منذ كان طفلا أنه مريض بالسكري و يدرب على كيفية التعايش و التعاطي مع المرض
يعلم بما يسمح بأكله و ما لا يسمح به و يوعى توعية جادة بحالته التي تحتاج في الغالب لتدخله شخصيا قبل تدخل المحيطين به كله للحفاظ على صحته ...

رابعا:
سيدتي ليس العلاج أن تحرمي الطفل المعافى من الحلويات إرضاء لأخيه المريض
فهل لك القدرة على أن تحرمي يوما ما إبنك العاقل بندر من عقله تماشيا و تعاطفا مع أخيه المعاق ؟
لم و لن تفعلي ذلك حتما
و إني أراكم قد حرمتم بندر الأخ الأكبرمن بعض حقوقه بسبب عقله

كونه الأكبر و الأعقل لا يسن لنا أن نهمل شكواه و نغفل تضايقه أو نسكت عن معاناته
علينا أن نعلم بدر إحترام الكبير و توقيره كما نعلم بندر العطف على الصغير و تحمله

خامسا:
بندر لا شك يحس حسب المعطيات بالغيرة و التمييز و التفضيل بينه و بين أخيه
و بدر يحس بأنه صاحب المكان المميز و الصيت المسموع و القلب الموجوع الذي يفزع الكل لمناصرته
هذا من شأنه أن يولد بينهما الضغينة و الكراهية - فانتبهوا رعاكم الله -
الكل يجب أن يأخذ حقه كاملا غير منقوص
و كلا الشابين مريض يحتاج للعناية النفسية و المدد العاطفي منكما معا

سادسا: سلوك الأب المشين الامسؤول و الذي يهد الجبال الرواسي
يجب أن يتوقف عنه لأنه سيجني لاحقا تبعاته
فيكفيه أن يفقد مكانته و احترامه و حبه في قلب إبنه البكر
و لا عجب أن يجني الحصاد كراهية إبنه له جراء صنيعه
فمن الملام بعدها -لا قدر الله -؟

سابعا:
الأمر ليس صعبا أختي الكريمة
عليك و على والده أن تعيدا النظر في كل تصرفاتكما تجاه ولديكما

و أخيرا ثامنا :
لا يكون تقويم السلوك دائما بمحاولة التركيز على الجوانب السلبية فيه مع عدم اغفالها
بل قد يكون تعزيز الجوانب الإيجابية أنفع و أسرع تأثيرا و تغييرا من غيره
منها تشجيعها على التحاب و التهادي و التسامح و التركيز على اللحظات الجميلة بينهما ..
فنستغل أي حدث جميل أو موقف أو كلمة أو تصرف حسن يحدث من أحدهما نركز عليه نثبته ندعمه ننبه الطرف الثاني له نشجعه حتى يثمر و يؤتي أكله بإذن ربه