الموضوع: الشخصية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-12-2019, 10:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الشخصية

الشخصية


دجيدار أحمد حسن





إننا نُعطي في منظورنا كلمة الشخصيَّة معنًى خاصًّا في المجتمع، والذي يرمز إلى الأغنياء وأصحاب المراكز المرموقة في المجتمع، ولكن هناك مَن يعتبر الشخصيَّة وحدة ديناميكيَّة متكاملة، مؤلَّفة من خصائص فِطرية وأُخرى مكتسَبة، يشعر صاحبها بالاستقلال عن الآخرين؛ سواء كذاتٍ تزخر بأحوال نفسيَّة، أو كفرد يعيش في مجتمع يؤثِّر فيه ويتأثَّر به، وذلك من خلال استمرار التفاعل بينه وبين البيئة التي يعيش فيها.

إنَّ ملاحظة سلوك الأفراد تؤكِّد لنا الاختلافات الموجودة بينهم، حتى وإن وُفِّرت لهم نفسُ الشروط، ومع هذا تبقى الفروق الفردية قائمة، والسؤال المطروح: إِلامَ تعود الفروق؟

إذا كان البيولوجيون يؤكِّدون أثرَ الوراثة في ذلك، فإن الاجتماعيين يُرْجِعون ذلك إلى المجتمع الذي يغرس في نفس الأفراد أنماطًا سلوكيًة مُعيَّنة، ومن هنا يبقى السؤال مطروحًا، والإجابات متفاوتة من حيث درجة الإقناع.

قد نتحدَّث عن الطبع باعتباره هيكلاً ذهنيًّا وراثيًّا ودائمًا، وكذلك نتحدَّث عن الشخصية باعتبارها العناصرَ المكتسبة أثناء الحياة، إنها الجملة العينية "للأنا" التي ليس الطبع فيها إلا الصورة الأساسية التي لا تتغيَّر، ويُمكننا القول: إن الأنا القوَّة الفعَّالة التي تَنبع منها الإرادة في إثبات وجودها واتِّخاذ مواقفها، وشعورها بالحرية، ولكنَّ الطبع لا يحكمها ولا يحدُّ من حُريَّتها، أليس هو الإطار الذي تدور في داخله هذه الأنا ولا تستطيع تجاوزَه؟


تلك الأسئلة قد تدفع الجميع إلى البحث عن مدى تأثير الطبع على الفرد، من حيث هو صاحب المواقف والحرية.

إن شعور الفرد بتطابُق حُكمه على نفسه وحُكم الناس عليه - يؤدي إلى الاستقرار النفسي، وهذا قد ينتج عن موضوعيَّة الحُكم، لكن عندما يكون الاختلاف على الذات، قد يؤثر على الفرد، ويدفع صاحبها إلى البحث عن سبب هذا الاختلاف، ويسعى إلى خَلْق التوازُن بينه وبين غيره، ومن هنا يتأكَّد دورُ الأنا في المحافظة على توازُن الشخصية، وإبعادها عن كلِّ ما يلحقها من اختلال قد يُسبِّبه ما يحيط بالفرد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]