عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 19-05-2020, 03:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد


(26)

هجر القرآن*

أبو أنس محمد بن فتحي
أولاً: التدبر في القرآن الكريم
تدبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - للقرآن الكريم
عن عطاء قال: (دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة - رضي الله عنها - فقال ابن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبكت، وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: " يا عائشة! ذريني أتعبد لربي "، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام، فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجْره، ثم بكى، فلم يز
ل يبكي حتى بلَّ الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آيات ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر ما فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (190) سورة آل عمران (1).


عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " شيبتني هود وأخواتها " (2).
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يار
سول الله!، قد شبت، قال: " شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت " (3).
قال العلماء: (لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع، والوعيد الشديد؛ لاشتمالهن مع قصرهن على حكاية أهوال الآخرة، وفظائعها، وأحوال الهالكين والمعذبين، مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة) (4).


ثالثاً: تدبر القرآن في
سير السلف الصالح
ينبغي لمن أراد تدبر القرآن الكريم، وفهم معانيه، ومعرفة وأحكامه، أن ينظر في سير السلف الصالح، وأن يعرف أحوالهم مع القرآن الكريم؛ حتى يكون دافعاً قوياً له أن يتشبه بهم، فإن التشبه بالصالحين فلاح.
وكما قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
(إن صدقت في طلابهم فانهض وبادر، ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر، تعرض لمن أعطاهم، وسل، فمولاك مولاهم، رُبَّ كنز وقع به فقير، ورُبَّ فضل اختص به صغير، علم الخضر ما خفي على موسى، وكُشِفَ لسليمان ما خفي على داود) (1).

وسنذكر بعضاً من قصص سلفنا الصالح مع القرآن الكريم:


1 - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -:
عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (... وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك دمعه إذا قرأ القرآن) (2).
2 - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
عن عبد الله بن شداد بن الهاد يقول: سمعت عمر يقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف، فسمعت نشيجه (3)، وإني لفي آخر الصفوف، وهو يقرأ {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِ
نَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (86) سورة يوسف (4).


3 - عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -:
عن نافع قال: (كان ابن عمر - رضي الله عنه - إذا قرأ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (16) سورة الحديد. بكى حتى يغلبه البكاء.
عن نافع مولى ابن عمر يقول: (ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من
آخر سورة البقرة إلا بكى {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (284) سورة البقرة ثم يقول: إن هذا الإحصاء شديد) (1).


4 - عباد بن بشر - رضي الله عنه -:
نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بشِعْب في غزوة ذات الرقاع فقال: " مَنْ يحر
سنا الليلة؟ " فقام رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فباتا بفم الشِعب فاقتسما الليل للحراسة، فنام المهاجري، وقام الأنصاري يصلي، فجاء رجل من العدو، فرأى الأنصاري، فرماه بسهم، فأصابه، فنزعه، واستمر في صلاته، ثم رماه بثانٍ، فصنع كذلك، ثم رماه بثالث، فانتزعه، وركع وسجد وقضى صلاته، ثم أيقظ رفيقه. فلما رأى ما به من الدماء قال له: لِمَ لا أنبهتني أول ما رمى؟ قال: كنت في سورة فأحببت أن لا أقطعها. وأخرجه البيهقي في (الدلائل) من وجه آخر، وسمى الأنصاري المذكور: عباد بن بشر، والمهاجري: عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - والسورة: سورة الكهف. (2)


_________
(1) (حديث إسناده جيد) رواه ابن حبان، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (68).
(2) (حديث إسناده جيد) انظر الس
لسلة الصحيحة للألباني (2/ 642).
(3) (حديث صحيح) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2627)، والسلسلة الصحيحة (955).
(4) جامع الأصول لابن الأثير (2/ 193) طبعة دار الفكر.
(1) المدهش للإمام ابن الجوزي ص (428) ب
تصرف، طبعة دار الكتب العلمية.
(2) رواه البخاري (3905).
(3) (النشيج): تردد البكاء في الصدر من غير انتحاب. انظر المعجم الوجيز ص (615).
(4) مناقب عمر بن الخطاب للإمام ابن الجوزي ص (159) تحقيق حلمي
بن إسماعيل الرشيدي، نشر دار العقيد للتراث بالإسكندرية.
(1) حلية الأولياء للإمام أبي نعيم (1/ 305)، طبعة دار أم القرى للطباعة والنشر بالقاهرة.
(2) انظر فتح الباري (1/ 337) طبعة دار الريان، دلائل النبوة للبيهقي (3/ 378) طبعة دار الريان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.20 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]