[ابوالوليد المسلم]

الفقر ليس عيبا

أ. عزيزة الدويرج



السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة تشكو من الفقر، ولا تجد حلاًّ لشماتة الناس بها، وتفكر في الانتحار كحلٍّ نهائي.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 16 عامًا، مشكلتي هي الفقر، فكلما ذهبتُ إلى مدرستي أو إلى منزل أقاربي أجد الكلَّ ينتقدني، حتى قلَّتْ ثقتي بنفسي، وتيقنتُ أني فاشلة.


إذا ذهبتُ إلى اجتماع أو حفل أجد الكل ينظر إليَّ، ويسخر مِن لبسي القديم، وعندما أتكلَّم لا أجد مَن يسمعني، ولا أجد مَن يريد أن يكونَ صديقًا لي!


حتى في المدرسة تُطلب منا بعض المشروعات، ولا أستطيع، لتكلفة الأدوات العالية، فأجد الكلَّ ينظر إليَّ نظرة شفَقة!


ليس لي أخوات، وأمي لا تسمع لي.

فأخبروني ماذا أفعل؟ ليس لديَّ حل إلا الانتحار

وكثيرًا ما أفكر فيه وأبكي

الجواب


مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنكم بنا، وأن نكونَ خير مُعين لك بعد الله في تجاوُز مشكلتك.


عزيزتي، خَلَقَنا اللهُ عز وجل وقد كتَب آجالَنا وأرزاقنا وجميع أمور حياتنا، وقد قسم سبحانه المالَ والصِّحَّة والذُّرِّيَّة وحُسن الخلقة بين الناس، كلاًّ على حدة، ولحكمةٍ هو يعلمها سبحانه، فإنَّ الذي كتب لكم الرزق القليل هو مَن أغدق عليكم الصحة والعافية، والخُلُق الحسَن والعقل، والبصر والسمع، والحياة والإسلام والإحساس، ونعمًا لا تُعَدُّ ولا تُحصى.


أختي، إنَّ الفقر الذي تشتكين منه ليس عائقًا لتكوين العلاقات، وليس عائقًا للنجاح، إلا إذا نظرتِ له على أنه عائق، لا تعتقدي أن جميع مَن وصلوا إلى المناصب وإلى الشهادات العليا هم من الطبقة الغنية، ولكن إذا وجدت الرغبة الداخلية والقناعة الكبيرة بالنجاح فلن يُثنيك شيء، اذهبي للمرشدة الاجتماعية في المدرسة، واشرحي لها حالتك ووضعك المادي وستُساعدك في المشاريع المدرسية، ولا تستسلمي لواقعك بسهولة، بل كافحي واصبري، فما زلتِ في مُقتَبل العمر، والحياة أمامك، وسيتغير واقعك للأفضل بمشيئة الله.


الانتحار ليس حلاًّ، فأنت ستخسرين دنياك وآخرتك، فكيف تسمحين لنفسك بالتفكير في الانتحار، والله سبحانه قدَّر لها عمرًا مِن عنده؟


تعوَّذي من الشيطان، واتركي عنك هذه الأفكار السيئة، وانظري للجانب المشرق في حياتك، وانطلقي من الآن للحياة الجميلة، وحاولي إيجاد عمل مِن المنزل أو عن طريق الإنترنت مثلاً، لتكوني سببًا في زيادة دَخْل الأسرة.


ختامًا أسأل الله العلي العظيم بمنِّه وكرمه أن يرزقك من خيري الدنيا والآخرة