بعد أسبوع ، عاد زوجي من سفره ، واحتفلنا بعودته وبتفوق ابنتنا ، وأقامت أم زوجي إحتفالا كبيرا فرحا بإبنتي ، عزمَتْ فيه خالات وعمات زوجي ، وقام أخوات زوجي بتنسيق الأمر مع أمهم ، وزفـّوني وابنتي معًـا.
بعدها بأسبوع اتصلت فيّ مسؤولة الجمعية تخبرني بأن الجمعية ستقيم إحتفالا للحافظات على شرف الأميرة سارة العنقري ، في قاعة ليلتي للإحتفالات ، وطلبت أن أحضر ابنتي لأن للحافظات فستان محدد صممته إحدى المصممات خصيصا لهن ، ويجب أن تأخذ الخياطة المقاسات كي تتمكن من إنجازه في الوقت المحدد لها.
و أتى يوم الإحتفال ..
تعجز حروف الدنيا أن تصف فرحتي بابنتي في تلك الليلة ، و والدها أشد فرحًا مني ، جهزتها وألبستها فستانها ، و أبوها حصّنها من شدة خوفه عليها أربع مرات ، ثم خرجنا قاصدين قاعة ليلتي ، وقد أخذت أمي و أم زوجي معي ليشاركوني فرحتي .
وبدأ الحفل:
قراءة للقرآن بصوت إحدى الحافظات ، ثم كلمة مديرة الجمعية الخيرية ، ثم مسيرة الحافظات ، ثم تكريم الأميرة للحافظات .
رتبوا الحافظات حسب النسبة التي حصلت عليها كل منهن ، كانت ابنتي أولاهن وأصغرهن عُمرا .
أمي كانت تنظر لها وعيونها تذرف دموع الفرحة ، وأم زوجي كانت تدعوا لها بالحفظ والسعادة ، وأنا لا أجد حرف يصف مشاعري في تلك اللحظة سو أني كنت أدعوا(الله يرفع راسك طول عمرك ويسعدك).
بعد أن انتهى الإحتفال ، كانت معنا صحفية في جريدة عكاظ ، أجرت مع الحافظات مقابلات وكانت تصورهن ، إلا أن ابنتي كانت تتهرب منها من مكان لمكان ، والصحفية كانت تـُصِر على إجراء المقابلة معها كونها الأولى ، فظنت أنني منعتها فأتت إليّ تتطلبني ، لكن بنتي قالت لها:أنا ما تعبت و حفظت القرآن عشان تنشروا صورتي ، قلت لك ما أحب هذه الخرابيط ، خلص لو سمحتِ ، أنا زهقت.
غضبت الصحفية منها ، قلت لها لأنهي النقاش : اكتبي عن ابنتي بأنها قالت هي لم تحفظ القرآن لتنشروا صورتها أو لتجروا مقابلة معها ، أليس هذا كافٍ ؟ قالت: بلى ، عندها تركتنا في شأننا .
لم يزور النوم عيوننا أنا وزوجي من شدة فرحنا في تلك الليلة ، كنت أخبره بتفاصيل ما جرى في الإحتفال ، ثم عندما كرموا أمهات الحافظات ، نادوا على اسمي ( أم الحافظة الأولى : لجين ابراهيم ) فخرجتُ من بين الجموع وصعدتُ على المسرح ، كنت أمشي رافعةً رأسي ، معتزة بابنتي ، فأنا أم الحافظة .