[abdelmalik]

ارجو الا يتم الخلط بين التأمل المحمود الذي يدعو إليه الإسلام ويحببه ويحث عليه، وبين التأمل المذموم الذي ينهى عنه والذي قد يصل لحد الحرمة مثل التامل في ذات الله او التأمل في أمور كلها زندقة، واصلا الله تعالى يثني على المتفكرين في عظيم خلقة واتقان صنعه استنادا إلى قوله عز وجل :

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) }

لان هذا النوع من التفكر والتامل يزيد المرء إيمانا وتعظيما وخشية لله سبحانه، لكن للاسف المتصوفة يتاملون ويتفكرون في أمور أخرى أقل ما يقال عنها انها مخالفة للشرع وأحيانا قد تصبح كفرا بواحا، وهذا ما عبر عنه ابن قيم الجوزية بقوله :

يجدر بهؤلاء الصوفية أن ينصرفوا إلى معرفة الله عن طريق التأمل في ملكوته وخلقه ودقة صنعته

وقد ابى المتصوفة الا ان يتفكروا ويتاملوا في ذات الله معتقدين بأن ذلك هو المعنى الحقيقي لمعرفة الله متأثرين بالغنوصيين وغيرهم، مع انه يوجد حديث صريح جاء فيه (تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله) وايضا ما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي قال الله تعالى (لا تفكروا في ذاتي فتهلكوا)
خلاصة القول وردا على من يعترض على استنكار المسلم للتأمل البوذي والهندوسي والصوفي الاسلامي وغير ذلك مرددا بان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمارس التأمل، اجيبه بوجود فرق شاسع بين فحوى تامل الرسول وبين التأمل الصوفي او بينه وبين التأمل في الديانات الشرقية القديمة وغيرها من العقائد الضالة الشركية والكفرية