رد: أحاديث مشهورة ومتداولة لكنها ضعيفة أو موضوعة..فانتبهوا..
الحديث الثاني:
قال رسول الله r: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله).
هذا الحديث أخرجه أحمد (2/292)، والبزار (963-كشف الأستار)، وابن شاهين في فضائل رمضان (27)، والبيهقي في الشعب (3602)، وفضائل الأوقات (35)، والطحاوي في شرح المشكل (8/12)، والأصبهاني في الترغيب (1757)، وابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (18).
جميعهم من طريق: يزيد بن هارون، عن هشام بن أبي هشام، عن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به.
وإسناده ضعيف جداً:
1. هشام متروك، قال ابن معين وأبو داود والنسائي: ليس بثقة.
2. وشيخه فيه جهالة.
وجاء من حديث جابر t عند ابن شاهين في فضائل رمضان (19)، والبيهقي في الشعب (3603)، وفضائل الأوقات (36) كلهم من طريق:
عبد الوهاب بن عطاء، عن الهيثم بن الحواري، عن زيد العمي، عن أبي نضرة، قال: سمعت جابر..فذكره.
وهذا إسناد لا يصح أيضاً:
1. الهيثم بن الحواري لا يُعرف.
2. وزيد العمي ضعيف.
وما قال السمعاني في أماليه (كما في البدر المنير 1/697) بأنه: حديثٌ حسن، فيه نظر، ولعله يقصد حُسن ألفاظه.
وبعض فقرات هذا الحديث جاءت في نصوص أخرى صحيحة.
ففي الصحيحين: البخاري (1894، 5927)، ومسلم (1151) كلاهما من حديث: الزهري، عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة t قال: سمعت رسول الله r يقول: (فو الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). وفي لفظ (لخلفة).
وليس فيه تخصيصه بهذه الأمة.
والله أعلم.
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
|