عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22-03-2019, 03:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (9)
أ. محمد خير رمضان يوسف




قال بعضهم:



لا تستترْ تحت الظلام بريبةٍ

إن الذي خلق الظلامَ يراكا







كان الحسن البصري رحمه الله يتمثل بهذا البيت من الشعر:



الموتُ بابٌ وكلُّ الناس داخلهُ

يا ليتَ شعري بعد البابِ ما الدارُ







أيها الإنسان، أنت مخيَّرٌ في هذه الحياة.

فإذا ابتغيتَ الخيرَ يسَّرهُ اللهُ لكَ وزادكَ من فضله.

وإذا ابتغيتَ الشرَّ فالطريقُ أمامكَ مفتوح.

تلجُ فيها متى ما شئت، وتفعلُ من الشرورِ والقبائحِ ما تريد.

ولا تقولنَّ يومَ القيامة: يا ربّ، لمَ لمْ تسيِّرني إلى طريقِ الخير.

فقد بيَّنَ لكَ الله طريقَ الخيرِ والشرّ.

ومنحكَ إرادة الاختيارِ لتكونَ حرًّا.

فاخترتَ لنفسِكَ تلكَ الطريقَ بإرادتك.

وأنتَ الذي تتحمَّلُ مسؤوليةَ ذلك ونتائجه.

ومع ذلك فطريقُ التوبةِ والرجوعُ إلى الصوابِ مفتوحةٌ أمامك.

وسيمحو الله خطاياكَ السابقة إذا صدقتَ في توبتك.

ولم تعدْ إلى ما كنتَ تفعلهُ سابقًا من شرورٍ وآثام.



العلمُ جذَّاب.

والعالمُ المخلصُ الواثقُ من علمهِ يصيرُ جذَّابًا، مهيبًا، ذا جلالة.

ولو لم يكنْ جميلَ الصورة، أو مقبولها.

فقد كان التابعيُّ الجليلُ عطاءُ بنُ أبي رباحٍ مولًى أسودَ شديدَ السواد، أعورَ، أصلعَ، أفطسَ، أشلَّ، أعرج، ثم عمي!

وكان ثقةً فقيهًا عالمـًا كثيرَ الحديث.

قصدَهُ طلبةُ العلمِ والعلماءُ من أنحاءِ العالمِ الإسلامي.

فكانوا يتحلَّقونَ حولهُ وينهلونَ من علمهِ الجمّ.

وقد روى عنه خَلقٌ كثيرٌ حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خاصة.

والفقهَ وغيرَهُ من علومِ الشرع.

وقد عُمِّرَ مائةَ عام.

وانتهتْ إليه فتوى أهلِ مكة.

وما بقيَ على ظهرِ الأرضِ أحدٌ أعلمَ منهُ بمناسكِ الحجِّ في زمانه.

ولمـّا قدمَ عبدالله بنُ عمرَ إلى مكة، فسألوه، قال: أتجمعونَ لي يا أهلَ مكةَ المسائلَ وفيكم ابنُ أبي رباح؟

ولمـّا جاء الخليفةُ عبدالملك بن مروان إلى مكة وحواليه الأشرافُ من كلِّ بطن.

زارهُ عطاء لينصحه.

فقامَ إليه وأجلسهُ معه على السرير.

وقعد بين يدي عطاء!

وفي عصرنا العلاّمةُ الشيخُ محمد متولي الشعراوي رحمهُ الله مثلاً.

لم يكن جميلَ الصورة.

ولكنْ كانت تمتدُّ إليه الأعناق.

وتشتدُّ إليه العيونُ والقلوبُ بالملايين.


ولا تملّ..

إنه العلمُ النورانيُّ المؤيَّدُ من ربِّ الكون.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]