والمراد بالحمو أقارب الزوج ( أخيه .. ابن عمه .. الخ ) وأقارب الزوجة ( ابن عمها أوابن خالها .. )
إن النظر يُثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة ثم إلى شهوة ثم إلى إرادة فعزيمة ففعل للحرام،لذا قال تعالى ( ولا تقربواالزنى ) ، وقال تعالى ( ولاتتبعوا خطوات الشيطان ).
تليين الكلام مع النساء .. فالنساء قلوبهن ضعيفة فتُعجب المرأة بالمعالج وتتأثر به ، ولما لا والشيطان يُصوره الفارس المٌنقذ لها من بلائها ، والقلب الحنون الذي يسمع لها ، فتتعلق به أكثر وأكثر .. ثم يزيد التواصل والاختلاط بينهما ... ثم .. ثم ... ثم الهلاك والعياذ بالله .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) ( رواه البخاري 5065 )
فالصوم وقاية وحماية من الشهوات .
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
(كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي )
لا شك أن النظر إلى النساء بشهوة وعدم غض البصر من المحرمات التى حرمها الله، ومن الوسائل المعينة على الوقاية من فتنة النساء هو معرفة عاقبة المعاصي في الدنيا والأخرة، فإذاعلم الإنسان عواقب المعصية لم يفعلها .
جاء في كتاب ( الجواب الكافي ) لابن القيم الجوزيه رحمه الله ما مختصره :
وللمعاصي من الآثار القبـيحة المذمومة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا اللَّه منها :
حرمان العـلم ،فإن العلم نور يقذفه اللَّه في القلب،والمعصية تطفئ ذلك النور،قال تعالى : ( وَاتَّقُوااللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمٌ ) ( البقرة: 282)
ولما جلس الإمام الشافعي بـين يدي الإمام مالك، وقرأعليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته،وتوقد ذكائه،وكمال فهمه،فقال : إني أرى اللَّه قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية.
شكوت إلى وكـيــع ســــوء حفظي
وقـال : اعلم بـأن العــــلم فـــضل
فـــأرشدني إلى تـــــرك المعــاصي
وفضـل اللَّــه لا يـؤتـــاه عـاصـــي
وحشة يجدها العاصي في قلبه بـينه و بـين اللَّه
لا يوازنها ولايقارنها لذة أصلاً، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفى تلك الوحشة، وهذا أمر لا يحسبه إلا من في قلبه حياة ، وما لجرح بميت إيلام ، فلو لم يكن ترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريًّا بتركها، وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه،فقال له : إذا كنت قد أوحشتك الذنوب، فدعها إذاشئت واستأنس
وليس على القلب أمرّ من وحشة الذنب على الذنب
فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يُصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة،ثم رابعة وهلم جرا
فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خيرله من الدنيا وما عليها،وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيـب منها
ففي مسند الإمام أحمد : (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق ، أيضا الذنوب والمعاصي مجلبة للفقر ..
المعصية سبـب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه
قال الحسن البصري (رحمه الله) : (هانواعلى الله فعصوه، ولوعزُّوا عليه لعصمهم)
وإذا هان العبد على اللَّه لم يكرمه أحد،كما قال تعالى : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِم ) (الحج 38 )
تزيل النعم وتحل النقم ،فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبـب ذنب، كما قال علي بن طالب : ( ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع بلاء إلا بتوبة ))